الجيش الوطني الشعبي نبض المؤسسة العسكرية، الذي رافق الحراك طيلة عشرة أشهر بصدق و ثبات و كثير من الإخلاص تجسيدا لشعبية ووطنية المؤسسة العسكرية التي أبانت في كل ظروف الجزائر المختلفة أنّها مهما جرى تبقى واقفة لا يهزها ريح و لا ينال منها آثم، كما رافقت البلاد من الثورة إلى ما بعد الاستقلال. وفي كل المحن تكون الحاضر دون تردد فقد رافقت الانتخابات الرئاسية في البلاد وأمّنتها منذ الإعلان عن تاريخها و استدعاء الهيئة الناخبة من قبل رئيس الدولة، وفقا لتطلعات الشعب الذي أراد من خلال الحراك المرور إلى بر الأمان و تجنيب البلاد انزلاقا حاول كثيرون في الداخل و الخارج جرّ البلاد إليه. الجيش الوطني الشعبي ومهما تختلف حوله الآراء أو تنقسم المواقف يظل حاملا لرسالة مقدّسة كتبها الشهداء وصادق عليها باقي أبناء الشعب في أن تظل الجزائر التاج الذي يحمي الرؤوس ويصونها، بعيد عن المهاترة و المغامرة التي لا تجدي نفعا بل تعمّق المشكل. قداسة و قدسية الجيش الوطني الشعبي صفة اكتسبها من العقيدة النوفمبرية لثورة التحرير ليؤكد أنّه استمرار لجيش التحرير الوطني، واحد من الجيوش التي أرعبت القوى الظلامية وأركعتها ليس بالسلاح فحسب بل بعدالة القضايا التي يذود عنها، وهكذا صار وسيظل الجيش الوطني الشعبي، دائما في قلب التحديات لا يترك البلاد للمنعرجات لأنّ مهمته نبيلة لا تبغي مللا ولا كللا والتزام بحزم وإخلاص مهما عظمت المهام وتشعّبت المسالك التي تقود الجزائريين إلى بر الآمان . المخاض في القضاء على القوة غير الدستورية التي وفّها رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح رحمه اللّه اسمها و صفتها الحقيقيين بأنّ صارت معرّفة ب "العصابة" كان عسيرا و لكن تمّت الولادة عندما التحم الجيش الحازم بشعبه، وقاد أخطر الخطوات في أن دفع بالرئيس السابق في البلاد عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة تحت ضغط الشارع الذي انزوت المؤسسة العسكرية إلى صفه، وتحوّلت إلى داعمة لموقفه وعاملة على تحقيق مطالبه بأنّ أبطلت مفعول القوّة غير الدستورية في تمديد العهدة للرئيس المريض و بالتالي إفشال استمرار مخطط العصابة في الاستئثار بالبلاد والعباد، وبالتالي استطاعت المؤسسة العسكرية اقتلاع عناصر أزمة سياسية وشيكة من الجذور، ولم يكن الجيش الوطني الشعبي طعما سائغا في يد القوة غير الدستورية من أجل ضرب الشعب وإثنائه عن مسيرة الرفض ، وذاك ما زاد في احترام ذات الشعب للمؤسسة العسكرية وقادتها، وبالفعل أكد مرة أخرى أنّ الرحم الولود لهذا الجيش إنّما هو الشعب وتجسدت فعلا المقولة التي صدح بها الحراك : الجيش الشعب، خاوة خاوة. أكثر من ذلك واصل الجيش المهمة بأنّ اقتلع من العدالة خوفها، وانطلقت الاستدعاءات والحبس على ذمّة التحقيق والمحاكمات العلنية وتوجيه أثقل التهم وحبس المفسدين الذين خرّبوا البلاد سياسة واقتصادا ونهبوا المال العام تحت صفة الاستثمار، فقطعت العدالة دابر الفساد ولا تزال مستمرة في مهمتها باستقلالية.