يبدو أن متاعب إدارة سريع غليزان لن تتوقف فقط عند الديون الخاصة باللاعبين السابقين والحاليين للفريق، بل إن الأمور مرشحة للتفاقم أكثر خلال الأيام القليلة القادمة، بعدما أكدت الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم على ضرورة احترام دفتر الشروط الخاص بالشركات الرياضية من قبل جميع الفرق المحترفة والتي دخل "الرابيد" تحت لوائها منذ صعوده إلى الرابطة المحترفة الأولى صيف 2015. ومثلما وقف عليه جميع متتبعي البطولة الوطنية خلال الأسابيع الماضية، فإن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عازمة هذه المرة على المرور إلى الاحتراف الفعلي وتجاوز مرحلة الفوضى التي ميّزت جميع الفرق المحترفة، حيث كانت الأخيرة تتحصل على مساعدات بعشرات الملايير كل موسم، دون أن تقدم الإثبات حول مسار تلك الأموال ودون توضيح أين صرفت وفيما استهلكت، ذلك ما يجعل "الفاف" مصرّة هذه المرة على مراقبة كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالجانبين الإداري والمالي. هذا وكشفت مصادرنا الخاصة والمقربة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أن الرزنامة القادمة للجنة مراقبة التسيير المالي والإداري، تتضمن جولة جديدة في الجهة الغربية من البلاد وتحديداً عند إدارات الفرق الناشطة في بطولة الرابطة المحترفة الثانية، حيث ينتظر أن تزور اللجنة التي يترأسها عبدوش رضا إدارة سريع غليزان بداية من الأسبوع القادم، كما سيكون لها لقاءات أخرى مع مسيري وداد تلمسان وجمعية وهران أيضاً. وبما أن الهدف الرئيسي لنشاط اللجنة التي أنشأها زطشي هذا الموسم، يتمثل في إعادة تنظيم وهيكلة الفرق المحترفة تحسباً للموسم الجديد، فإن النقطة الأولى التي ستبدأ بها لجنة مراقبة التسيير المالي والإداري مراقبتها لملفات السريع الغليزاني، هي الاطلاع على الهيكل التنظيمي للشركة الرياضية التي يترأس مجلسها محمد حمري، ذلك الهيكل الذي يبقى غامضاً أمام الجميع بالرغم من مرور أكثر من 3 مواسم عن تأسيس الشركة الحالية ، فكما هو معلوم أن السريع ومنذ ولوجه إلى عالم الاحتراف عرف بعض التغييرات على مستوى شركته الرياضية، حيث كانت البداية بتأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة (sarl) التي ترأسها بوخاتم ولم تعمّر إلا أياماً قليلة، قبل أن تتغيّر الصيغة لتصبح الشركة ذات مسؤولية الشخص الوحيد(eurl) والمتمثل في النادي الهاوي، مقابل تعيين حكيم بوهني مسيراً للشركة التي تولت تسيير الفريق موسماً واحداً، لتتغيّر صيغة الشركة على مرتين قبل أن تصبح شركة رياضية ذات أسهم (sspa) والتي يترأس مجلس إدارتها محمد حمري، ذلك ما يعني أن التغييرات التي طرأت على صيغة الشركة ستنال الحيز الأكبر من المراقبة الإدارية التي ستقوم بها اللجنة التابعة ل"الفاف" في الأيام القادمة. حتمية تبرير جميع المصاريف وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها من مصادرنا الخاصة، فإن لجنة مراقبة التسيير المالي والإداري ستطلب المستندات المتعلقة بجميع المداخيل التي تحصل عليها السريع من مساعدات السلطات ورجال الأعمال، وعقود الرعاية (بما أن السريع كان قد وقع عقدين مع أوريدو وملبنة سيدي سعادة) وكذلك إعانة الوزارة الخاصة بإنشاء مركز تكوين والمقدرة قيمتها ب10 ملايير سنتيم، فضلاً عن عائدات النقل التلفزيوني التي تحصل عليها السريع عل مدار المواسم الماضية، قبل أن يتم تبرير جميع المصاريف التي قام بها الجهاز المسيّر من تسوية مستحقات، فواتير النقل والمبيت الخاصة بالتنقلات.