دعا المتتبعون للشأن الكروي الغليزاني رئيس النادي محمد حمري إلى التعلم ممّا حدث معه الموسم الماضي، بأن يلجأ إلى عقد اجتماعات دورية مع اللاعبين كما يجب عليه أن يضع النقاط على الحروف على قرارات أصدرها و وعود أطلقها أواخر الموسم الماضي قبل أن يتراجع عنها، ما جعل الهوة بينه و بين المناصرين تكبر أكثر و الثقة بين الطرفين تصل إلى نقطة الصفر. و يكاد سيناريو الموسم الماضي يتكرّر هذه الأيّام بنادي الرابيد، فمرّة أخرى، راح العديد من المناصرين ببلعبّاس يعبّرون عن غضبهم بمجرّد رؤيتهم مسؤول الأمن السابق و هو الذي رافق التعداد الى سيدي بلعباس رغبة منه في العودة لخدمة النادي مثلما كان عليه الأمر الموسم الماضي في منصب مسؤول الأمن، و هو ما أثار غضب المناصرين الذين دعوه إلى الابتعاد عن الفريق نهائيًا، فيما يؤكد هو الاخر بانه يحظى بثقة عمياء من الرئيس وانه يريد الخير للفريق . كما لا يختلف إثنان في غليزان أنّ ما قام به رئيس النادي محمد حمري أكثر من مهمّ إلى غاية، و هو الذي ضمن إقامة تربّصيْن للفريق في المستوى، الاوّل بأعالي جبال جرجرة على مستوى مركز تيكجدة الرياضي تحديدًا، و الثاني بفندق نور العين بمدينة عين الدراهم التونسية، و في المعسكرين، كسب المسؤول الإداري الأول على الحضراء الرهان، من خلال التجاوب الكبير للتعداد مع البرنامج المسطّر هذا من جهة و من جهة؛ تأكيدهم فوق الميدان على أنّ التعاقد معهم كان لم يكن عبثًا، و إنّما تمّ بعناية بدليل المردود الجيّد المقدّم من طرفهم في اللقاءات الودية السبعة التي خاضوها أمام فرق من المستوى الأعلى. و لمّح حمري في أكثر من مناسبة على أنّ الفريق لم يعد في منأى عن الأزمة المالية، التي كانت سببًا في ضياع الأهداف المسطرة الموسم الماضي، و سبق أن صرّح للجريدة خلال فترة تواجد الفريق بتونس أنّه لا يمكنه أن يظلّ وحيدًا في التسيير، و أنّ التكفّل بتسيير الأكابر و فريق الرديف و المشرفين على حظوظهم فنّيًا و مرافقيهم الآخرين من إداريين و طاقم صحّي و مسؤولي العتاد، ليس سهلاً أبدًا، و أشار إلى أنّه في حال بقاء الأمور على حالها، و لم يتحصّل على مساعدات من أيّ جهة كانت، قد يرحل و يترك النادي الذي يقود شركته الرياضية أسود غليزان للموسم الثالث على التوالي. و حذر أنصار الرابيد من أن يتخلّى رئيس النادي عن الهدف الأسمى للخضراء هذا الموسم، و يريد هؤلاء من الرئيس أن يبقى عند كلمته و يعيد الفريق إلى القسم الذي وجده فيه حين تولّى رئاسته، بأن يكون الرجل الذي يرتقي معه من جديد إلى قسم الأضواء، و دعا الأنصار حمري على تحمّل مسؤولياته، و طرق المزيد من الأبواب بطريقة احترافية، علّه يتحصّل على المساعدات المالية التي يريدها قبل فوات الأوان. و بناء على المعلومات التي تحصّلت عليها الجريدة، تقدّر الميزانية الخاصّة بأجرات اللاعبين الحاليين الناشطين في صفوف فريق سريع غليزان ب 1 مليار و500 مليون سنتيم، بينما كانت تفوق هذا الرقم إلى أزيد من 2 مليار الموسم الماضي، و هو أثقل كاهل الإدارة حينها، لتتخطّى هذا الامتحان بسلام هذا الموسم، و رغم ذلك تبقى هذه القيمة المالية عائقًا حقيقيًا أمام الرئيس حمري الذي يضطلع بانفراد بتسيير شؤون نادي سريع غليزان. في تحليل أوّلي لانتدابات السريع من الناحية المالية، يتبيّن لجميع المتتبعين أن الرئيس حمري نجح في بلوغ الهدف الذي كان يريده منذ نهاية بطولة الموسم المنصرم والمتمثل في تخفيض الكتلة الشهرية للرواتب التي كانت الأعلى تقريبًا في الرابطة الثانية، ذلك من خلال التعاقد مع لاعبين ينالون رواتب لا تتجاوز 70 مليون سنتيم، عكس ما كان عليه الحال في الموسمين الماضيين.