يعيش فلاحو مناطق مختلفة بولاية غليزان حالة من الترقب و الانتظار لما ستجود به السماء في الأيام المقبلة في ظل شح الأمطار خلال فصل الشتاء و استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه في وقت بات هذا الموسم الزراعي في حاجة ماسة إلى تساقطات مطرية . حيث يسود مهنيو القطاع لاسيما منتجي الحبوب تخوفا كبيرا من تأثير ذلك على نشاطهم الفلاحي و أبدوا تخوفهم من تأثر زراعة الحبوب و الأشجار المثمرة خلال هذه الفترة بسبب هذا النقص الكبير في التساقطات المطرية بجل المناطق الزراعية و الذي يهدد بالدرجة الأولى زراعات الحبوب يقول البعض منهم ممن لم يستبعدوا احتمال تدارك الوضع في حال نزول أمطار خلال الأيام القادمة من شهر فيفري الجاري من شأنها أن تنقذ لا محالة زراعاتهم و تحقق آمالهم قبل حلول فصل الربيع . و من جهة أخرى يشتكي العديد منهم من نقص في الإمكانيات التي قد تمكنهم من تدارك هذا الأمر و تلبية الطلب باعتبار أن استخدام أساليب الري التكميلي أو مياه الآبار تغطي الاحتياجات المائية للمحاصيل المزروعة في مختلف مناطق الولاية خاصة ذات القدرات العالية منها منداس ، أولاد يعيش و سيدي امحمد بن علي التي تعتمد على مياه الأمطار التي تراجعت في هذا الفصل و بالتالي إنقاذ بعض المحاصيل و تحقيق مردودية جيدة غير أن أغلب هذه المناطق لا تعتمد مثل هذه الطرق الحديثة مما جعل حاجتهم الى نزول الغيث ضرورية بسبب قلة حصص مياه السقي الموجهة . و في ظل الطلب الحالي المتزايد على المياه لري المزروعات على مستوى محيطي مينا و الشلف الأسفل خصوصا المحيط الغربي الذي يشهد عجزا كبيرا في توفير المياه عبر عدة مواسم متتالية لنقص مخزون سد السعادة بسيدي امحمد بن عودة ، حيث ينتظر هؤلاء تخصيص حصصا إضافية للحد من تأثير التأخر الحاصل في سقوط الأمطار و انعكاساته على النشاط الفلاحي للموسم الحالي . و الجدير بالذكر أن حملة الحرث و البذر لهذا الموسم استهدفت مساحة قدرها 149 ألف هكتار لزراعة القمح و الشعير و الخرطال ، 60 بالمائة منها خصصت للقمح الصلب و اللين ، في حين تمت زراعة البقوليات على مساحة تزيد عن 8 آلاف هكتار إضافة إلى 24 ألف هكتار لإنتاج الأعلاف الشتوية .