عبّر عدد من الفلاحين على مستوى بعض المناطق الزراعية بمستغانم عن قلقهم من استمرار تأخر سقوط الأمطار لأيام أخرى، كون ذلك حسبهم ينذر بموسم الجفاف، وهو ما يترتب عنه كارثة حقيقية بفعل عدم جاهزيتهم لمواجهة هذه الأزمة في غياب أي مخطط للسقي الفلاحي بالولاية. سيما و أن الغالبية منهم يعتمدون على مياه الأمطار لسقي محاصيلهم الزراعية التي أصبحت مهددة بفعل استمرار موجة الجفاف خصوصا الحبوب و البطاطا و الخضراوات. و لم يجد هؤلاء من سبل لانقاد زراعتهم خارج ما تجود به الجهات الوصية من مساعدات تتمثل في تمكينهم من الحصول على آلات للسقي المحوري. حيث لا يملك اغلبهم وسائل السقي الفلاحي لأراضيهم الزراعية الشاسعة المزروعة بالحبوب. فيما يملك فلاحون آخرون رشاشات السقي ، غير أنها لا تستعمل بسبب عدم توفرهم على مضخات الدفع لجلب المياه لمساحات شاسعة ، إضافة إلى انعدام القناة الرئيسية بالقرب من أراضيهم. الخطر مازال قائما بسبب شح الأمطار و حسب مصدر من مديرية الفلاحة ، أن قلة تساقط الأمطار لم يتسبب بعد في تضرر المحاصيل الزراعية بسبب احتفاظ الأرض بالرطوبة جراء الأمطار التي عرفتها الولاية في ديسمبر الماضي ، إلا أن الخطر مازال قائما، خصوصا أن مصالح الأرصاد الجوية تتنبأ باستمرار الأوضاع على حالها. في حين ذكر احد المختصين في المجال الفلاحي أن الوضعية الحالية لم تبلغ درجة الخط الأحمر في أوساط الفلاحين بالولاية رغم الجفاف الذي يضرب كافة المناطق الفلاحية ، معترفا بصعوبة تطبيق البدائل على أرض الواقع، في إشارة ضمنية إلى آلات السقي الجديدة، ممثلة بمحاور الرش التي عرضت على الفلاحين من الفئة التي تحوز أراضيهم على الآبار دون غيرهم. السقي التكميلي لا يحل المشكل و يؤكد المتحدث بأن آلات السقي التكميلي التي يستفيد منها قلة من الفلاحين لا تغطي الحاجة بحكم أن طاقاتها لا تتعدى سقي سوى هكتار واحد من الأراضي لدى كل فلاح، مع أن المعطيات تستدعي سقي مساحات تتراوح ما بين ال200 إلى 400 هكتار عبر المناطق المعروفة بكثافة المحاصيل السنوية بولاية مستغانم وهو ما يبقى مستحيلا بالاعتماد على هذه التقنية البديلة . و أشار أن ناقوس الخطر بدأ يدُق وبقوة، ما يستلزم التوجه نحو الحلول الأخرى الممكنة لإنقاذ المحاصيل الصيفية على الأقل. مشيرا أن حالة الجفاف وندرة الأمطار لن تؤثر على جميع أصناف الأشجار المثمرة كالتفاح و الاجاص واللوز وحتى الكروم لن تتأثر حالياً بشح الأمطار لأنها حسبه في فترة راحة، عكس الحمضيات فإنها تحتاج إلى المزيد من المياه. ومع استمرار شحّ تساقط الأمطار، الذي جعل الفلاحين يعيشون حالة من الإحباط الشديد مع بداية تضرر نشاطهم الزراعي. ذكر احدهم يعمل مزارعاً في مجال الحمضيات بان الموسم الزراعي هذه السنة متوسط بسبب التذبذب في سقوط الأمطار ، آملا أن تتساقط في هذا الشهر كي ينقذ المحاصيل الزراعية، موضحاً أن محاصيل القمح والشعير هي من تضررت أكثر والحمضيات هي الضحية المقبلة. و كشف أن المحاصيل الزراعية لن تكون وحدها ضحية الجفاف الذي تعيشه الولاية مؤخراً، فأعلاف المواشي والدواجن هي الأخرى مهددة وفي قائمة الانتظار.