في الوقت الذي صرحت فيه وزارة الصحة الجزائرية عن إحصائيات جديدة تعكس الانتشار السريع لداء انفلوانزا الخنازير، حيث بلغ عدد المصابين به قرابة الأربعمائة مصاب،مع تسجيل ست عشرة حالة وفاة، أي بمعدل زيادة في الوفيات بنسبة خمسين في المائة ،وفي انتظار بداية تطبيق اللقاح والذي سيبدأ العمل به في منتصف ديسمبر الحالي، وستستلم الجزائر حوالي عشرين مليون جرعة على فترات تصل إلى غاية شهر ماي 2010، في الوقت الذي سيطرت هواجس على الشارع الجزائري ورعب شديد بخطورة هذا الداء، وشهود إقبال ملحوظ على المستشفيات والمراكز الاستشفائية والصيادلة بحثا عن اللقاح. كانت لنا جولة استطلاعية على مستوى الصيدليات بالعاصمة ، حيث لمسنا تسجيل ندرة حادة في أنواع اللقاحات الخاصة بالأنفلونزا الموسمية العادية واللقاحات الخاصة بفيروس''إتش1 إن''1 ، ناهيك عن ندرة المضادات الحيوية الأخرى التي تعوض اللقاحات، وعلى سبيل المثال فحتى مادة الجيل الطبي أو السائل المصنوع من مادة الكحول غير متوفر أيضا ، وفئة كبيرة من الأشخاص الذين تحدثنا إليهم أصابهم الهلع والقلق نظرا لعدم توفر هذه المضادات الحيوية، وما لاحظناه في بعض الصيدليات كصيدلية رابحي جميلة المتواجدة بنهج العقيد عميروش وصيدلية السلام بعين البنيان، ومن خلال تزايد الطلب عليها وفي ظل انتشار هذا الوباء، أكد لنا مسؤولوها أن جل المواطنين المترددين بكثرة على الصيادلة مدركون لخطورة هذا الوباء ويتمتعون بالوعي الكافي حول سبل الوقاية. ''سيشرع في إجراء جرعات اللقاح خلال منتصف ديسمبر'' وفي هذا الصدد أشار كل من جمال ويوسف مسؤولي صيدلية أكلي سعيد بساحة أول ماي، أن جل المواطنين يبحثون عن اللقاح المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير الذي وصل الجزائر من مدة قريبة ، وأكدا أن الوزارة قد تقدمت بطلب كمية من اللقاح المضاد لفيروس ''إتش1 إن''1 لا تقل عن عشرون مليون جرعة ستأتي على دفعات، وحسب معلوماتنا فسيشرع في تطبيقه خلال منتصف ديسمبر، وتتوجه الدفعة الأولى من اللقاحات إلى الفئات الهشة من المواطنين كالحوامل وذوي الأمراض المزمنة والرضع والمسنين، في حين تنتظر البقية تلقي الكمية الأخرى المطلوبة. وأضافة ؤلى هؤلاء ستشمل بالدرجة الأولى الفئات المرشحة أكثر للإصابة بالعدوى، كأفراد الدرك والشرطة وقوات الأمن بصورة عامة، وستكون حملة التلقيح مجانية ، حيث ستشمل كل المراكز الاستشفائية بالعاصمة، مشيرا إلى أن المصابين بأمراض مزمنة كالحساسية، الربو، السكري وغيرها ،هم أيضا يطلبون استعمال اللقاح المضاد للزكام العادي، معتقدين أنه يحفظهم من فيروس اتش 1 ان 1 ، موضحين أن عكس ما يعتقده المواطنون أن هذا الأخير يساعد قليلا على التقليل من خطورة الفيروس وتعزيز جهاز المناعة ، ولكن هذه الفئة من المرضى لا بد أن تستشير أطبائها قبل اللجوء إلى الصيدلي . أنواع الغسول والكمامات بمحلات ''الكوسمتيك'' غير صحية غير أن ما نلاحظه في الواقع وفي مختلف محلات الكوسمتيك، أن تصرفات بعض الأفراد تؤكد على اللاوعي التام بدرجة خطورة هذا الفيروس، فتجدهم مقبلين على شراء الكمامات والغسول الطبيعي بأثمان زهيدة ، فسعر الكمامات بخمسة عشر دينار والغاسول بمائة وخمسون دينار، ولكن كل ما يباع من هذه المضادات خارج الصيدلية وسائل غير صحية ولا معقمة، ولعل هذا الفيروس سيتغلغل أكثر فأكثر ، وفي هذا الشأن أوضحت السيدة ''آمال'' بصيدلية السلام بشارع ديدوش مراد، أن هذه المضادات الحيوية التي تباع في مثل هذه المحلات غير طبية ولا صالحة للوقاية ،معطية لنا مثالا على أن هناك أنواعا مختلفة من الكمامات ،فالنوع الجيد يباع في الصيدلية بمائتي دينار. وهو واق ويستغرق استعماله ثلاثة أيام على الأكثر، في حين أن الأنواع الأخرى التي تباع خارج نطاق الصيدليات، استعمالها يمكن أن يقي فقط لساعتين على الأكثر من الزمن ، مضيفة أيضا بخصوص الجيل الطبي من نوع ''جبتي كاغ بوكات '' والذي يباع بالصيدليات بقيمة مائتين وسبعة وعشرين دينارا هو الجال الأمثل والوحيد الذي يستعمل لغسل اليدين ، وكذا مسح الحاسوب به، و التلفاز وغيرها، فهذا النوع ونظرا للإقبال عليه من قبل المواطنين غير متوفر، وهنا أنصح باستعمال مادة الكحول عوضه ، وعدم اللجوء إلى اقتناء الأنواع الأخرى من الغاسول خارج نطاق التعقيم .