هاجس الوباء يرفع الأسعار ب 40 % تهافت كبير على الصيدليات لشراء الكمامات الطبية كإجراء احترازي، عقب الإعلان عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في الجزائر، الأمر الذي أحدث حالة استنفار قصوى، سارع على إثرها العديد من المواطنين لاقتنائها من الصيدليات، في وقت تعاني حالة عجز في توفير الوسائل الوقائية لمجابهة الوباء الذي يستوجب الحيطة والحذر وليس التهويل. وفي تصريح رئيس نقابة الصيادلة الخواص، مسعود بلعمبري ل»الشعب» فان المواطن بدأ بشراء الكمامات من الصيدليات بشكل كبير عقب إعلان وزارة الصحة عن أول حالة كورونا في البلاد منذ يومين، في وقت نعاني ندرة في الوسائل الوقائية وعلى رأسها الكمامات الطبية، القفازات ومحلول التطهير باعتباره أول الوسائل التي يجب توفيرها للتقليل من خطر انتقال العدوى بين المواطنين. وذكر بلعمبري أن أغلب الصيدليات في الجزائر غير مزودة بالأقنعة الطبية، معتبرا أن ما يشاع عن وجود أزمة بها أمر صحيح يستدعي تدخل وزارة الصحة باعتبارها من شرعت في المخطط الوقائي في جانفي الماضي، أي بعد ارتفاع عدد الحالات في مدينة ووهان الصينية وأعلمت خلالها الجزائريين بالفيروس وكيفية الوقاية منه. وأشار إلى نفاذ الكمامات بالصيدليات، خلال اليومين الماضيين، بسبب الإقبال الكبير عليها، علما أن أغلبها غير مزودة بالأقنعة، موضحا بخصوص الوسائل الوقائية أنها جزء من الوقاية وليست العلاج الكلي للوباء. الأسعار غير مستقرة وتخضع للموزعين وبخصوص تغير أسعار الكمامات وارتفاع ثمنها من 120 دينار إلى 200 دينار خلال اليومين الماضيين يرجع - حسبه - إلى غياب الشركات المنتجة لهذه الوسائل، ماعدا بعض الخواص الذين يعملون على توفيرها للمرضى وتسجل عجزا عند الإعلان عن وجود مثل هذه الفيروسات، بالإضافة إلى تدخل الوسطاء في عملية التوزيع صعب توحيد السعر. بدوره كشف صيدلي بساحة ديدوش مراد بالعاصمة أن هناك أنواعا كثيرة من الكمامات المتوفرة للوقاية من فيروس كورونا، وأفضلها نوعية ثلاثية الوقاية بدل الأحادية التي يجب استبدالها من مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم. وأكدت صديلية أخرى أن كمية الأقنعة قليلة بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها منذ الأسبوع الماضي، أي بعد الإعلان عن أول إصابة، مشيرة بشأن الأسعار أنه لا أحد يستطيع التلاعب بها. في المقابل أكد صيدلي آخر أنه باع أكثر من 100 كمامة خلال يوم واحد، مؤكدا أن سعرها ارتفع 40 في المائة تقريبا مقابل أزمة حادة. بين الأزمة ومخاوف العدوى في المقابل قال أحد المواطنين أنه اشترى أكثر من 30 كمامة لعائلته، فور تلقيه خبر وصول فيروس كورونا إلى الجزائر، كإجراء وقائي في انتظار احتواء الفيروس من قبل السلطات المعنية. في حين اختارت عائلات أخرى عبر الولايات التي انتشرت فيها شائعات وجود فيروس كورونا، على غرار باتنة، إلى وضع كمامات في المدارس وأماكن العمل لتفادي العدوى التي لا أساس لها من الصحة، حسبما أثبته مدير الصحة بالولاية. وهو الوضع الذي عاشه سكان جيجل بعد تداول خبر نقل مصاب على متن سيارة الإسعاف، أين أحدث الخبر هلعا كبيرا دفع السكان إلى أخذ جميع الإجراءات الاحترازية لمنع انتقال العدوى، حيث سارعوا إلى اقتناء الوسائل الوقائية لمنع انتشار العدوى. والجدير بالذكر أن كورونا ظهرت لأول مرة في 12 ديسمبر بمدينة ووهان الصينية، إلا أن بكين كشفت عنه منتصف جانفي الماضي، ومع ارتفاع حالات الوفيات أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على نطاق دولي لمجابهة تفشي الوباء الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان؛ ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.