أنا لا أشاءُ بقدْرِ ما أنتَ تشاءُ... و أنتَ لا تشاءُ بقدْر ما أنا أشاءُ... فدعْ ما شئنا و هيّا نشاءُ... هذا بيتي مربّعُ القسماتْ... تستطيل أفكارُه... كلّما شاكستني الأنقاضُ... كلّما تدلّى من مَزحته... وحمُ الكونِ... كلّما عاد مَن ماتْ... تبتزّني دائرةٌ من الهوس الفضفاضْ... أدور مثل الدراويش الطاعنين...حول سرَّتها... أنفثُ بعضًا من السّكْر... كيما تصحو الظنونُ... و تأفلُ الذّاتْ... أضلاعي المثلَّثة... تسكنُ قفصًا من حنينْ.... نهِمٌ ذاك الوعدُ الطَّريحُ... صارمٌ ذاك السَّيف الشَّحيحُ... حين تصرعُهُ قطراتٌ من طينْ... أنا لا أدّعي مُلكَ حصيرٍ... و دواة... و بيتٍ قرمزيٍّ يهجرهُ الضّياءُ... و تلّةٍ هيفاء... ذاتَ صدفةٍ، غمرتها... قهقهاتٌ... و هجرٌ عفيفٌ... و عيونٌ عجافٌ... و يدٌ خائبةٌ... يخونها الرّجاءُ... أنا لا أدّعي جرأةً مصلوبةً على شفاه الرّيح... تتوعّدُ الأشجارَ يتمًا... و الأغصانَ نفيًا... و الدّمع حسرةً... على مَن شاؤوا... أنا لا أدّعي... منزلةً مفخّخةً... تُسامرها الوشاياتُ... تبصقها المصالحُ... تلوكُها أطقمُ الأسنان المستعارة... و تجيزها الإماءُ... أنا لا أدّعي... حظوةً مارقةً... و لا ثروةً... تتلاطمها الأهواءُ... في عزِّ الهرولة القصوى... تنتابنا أسماؤنا كسهوٍ مستديم... نوقِّع على الكنايات... على المجازات... على البدايات... على النهايات... نوقِّع بحبر صفيق... تعرفه المواخير و الشرفاتْ... أنا لا أدّعي إن بحتُ... أنّني جريءٌ كقمّة طودٍ... تلتحف البياض... تجابه الشُهب... و النيازكَ و الظلماتْ... أو كشيء من قبيل الصدفة... ينزلق إلى القواميس... يتربّع على رائحة الحلفاء... يحبو من الصفر إلى الألْف... يتقمّص عُريًا... ليستترَ من الحياة... أنا لا أدّعي كي لا تدّعيني الأشياءُ... أنا لا أشاءُ بقدْر ما أنتَ تشاءُ... و لا أنتَ تشاءُ بقدْر ما أنا أشاءُ... فدَعْ ما شئنا و هيّا نشاءُ... هذا كلبي المشاكسُ... يستلقي على عتبة القول... يحرس ما تبقّى من نبرة الهويّة... يودع جينات نُباحِه في بنكٍ مُعدّل الشفْرات... البابُ متشبّثٌ بمصراعيه... يرتجلُ نباحًا على مقاس أقفاله... اللصّ صريحٌ... لا يشهرُ إلّا ورقة من التنمّر... يتصدّع الباب... تترنّحُ الأقفال... ثمّ كأنّي بهم!!! في زمن الهرقطة... تتحفّظ جيوبي.. تُدمن الاحتراس... على شاكلة المتوجّسين، تتكوّم الاحراز على الشّفاه... الولوجُ مِن و إلى... مجرّد تقويم أبله... أتذكّرُ بعينٍ واحدة و نصفِ دماغ... و أنا على وشك!!! حكايةً مغموسةً في حضرةِ العَجلْ... كنّا، أنا و هم، نمارس لعبة الانصات... نرنو إلى ما هو أجلّْ... يومها، لم نكنْ... كانت الشّمس على وشكْ... و كنّا متكوّرين على العوزْ، كجراءٍ تلعق صدمة الشّتاء... نعم، أقولها بلا خجلْ... بلا وجلْ... بلا دجلْ... أتذكّرُ غبائي و أنا... أصدّ كتبي و هي تسيل... من مكتبتي التي لم تشأْ... أجفّفُ الشخوص... ألملمُ المشاهد... أرمّمُ بلاهة الرّاوي... حين يسرفُ في تعنيف حدسه المشاكس... أتذكّرُ جرأتي... حين تتّسعُ رؤاي و تضيقُ عباراتي... أهمسُ في عين النفري... أعاينُ مساحةَ صدره... فأجدني مرتبكًا... ألتمسُ الغيض من الفيض... أنا لا أشاءُ بقدْر ما أنتَ تشاءُ... و لا أنتَ تشاءُ بقدْر ما أنا أشاءُ... فدعْ ما شئنا و هيّا نشاءُ...