يبدو الاعتماد على الوسائل الوقائية من فيروس كورونا محتشما في الأماكن العامة بمدينة مستغانم رغم التدابير الاحترازية التي دعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الى التقيد بها للوقاية من هذا الوباء. وبالرغم من حديث المواطنين بشكل "طاغي" عن فيروس كورونا ووعيهم بضرورة الوقاية منه وتفادي انتشاره باللجوء إلى التدابير الاحترازية يبدو الاعتماد على الوسائل الوقائية محتشما في الأماكن العامة والحافلات ولا تكاد ترى إلا قليلا من الشباب الذين يرتدون القفازات والكمامة الواقية ويتفادون التجمعات. وبالفعل يبدو يوم الاثنين بمدينة مستغانم يوما عاديا فالشوارع الرئيسية لا تزال تعج بالمواطنين الذين يقصدون المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم أو يقتنون مستلزماتهم من السوق المغطاة وسوق الرحمة بعين الصفراء وهو ما يناقض الإجراءات الاحترازية التي دعت إليها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وذكر السيد فتحي (موظف) أن "استعمال وسائل الحماية (القفازات والكمامة) ضروري ومهم لأنه يحمي الإنسان من الفيروس ويحمي غيره أيضا كما أنه أول دفاع يمكن أن يلجأ إليه العامل الذي تفرض عليه طبيعة عمله الانتقال إلى ولايات أخرى أو دخول أماكن متعددة والتعامل مع أشخاص كثيرين في وقت وجيز". ومن جهتها ألحت السيدة نبيلة وهي ربة بيت على ضرورة التقيد بالتعليمات الوقائية ولاسيما تنظيف اليدين والاستعمال الدائم للقفازة والكمامة وإبقاء الأطفال في المنزل لتفادي الإصابات بالفيروس مع رعاية المسنين والذين يعانون من الأمراض المزمنة. واعتبر أستاذ الاتصال بجامعة مستغانم الدكتور محمد مرواني في تصريح لوأج أن "المضامين المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد على التهويل والأخبار الكاذبة وهو ما يؤثر على المتلقي ولا يساعد على التعبئة الجماعية للمواطنين ولا على تأسيس تقيد وانضباط اجتماعي خاصة إذا تطورت الوضعية وتم لجوء إلى الحجر الصحي لمناطق أو مدن". وقال المتحدث أن "هناك بوادر إيجابية يتم تداولها على هذه المنصات الالكترونية ومنها على سبيل المثال نشر الشباب لصورهم الشخصية بالكمامات البيضاء والزرقاء وإطلاق حملة تحث المواطنين على تقليل الخروج من المنازل وتفادي النشاطات غير الضرورية وعدة فيديوهات تعريفية بالفيروس والتي تدخل في إطار نشر الثقافة الصحية عبر هذه الوسائط". وفي إطار الإجراءات الوقائية قامت السلطات المحلية بغلق كافة الفضاءات العمومية والتابعة للخواص داخل حظيرة التسلية والحيوانات "موستالاند" التي تقع في الضاحية الشرقية لمدينة مستغانم حسبما علم من مديرة الحظيرة سامية بن محال. وذكرت السيدة بن محال لوأج أن "قرار الغلق إلى أجل غير محدد بدأ تنفيذه السبت مع تأجيل كامل التظاهرات والنشاطات التجارية والثقافية التي كانت مقررة خلال هذه الفترة التي تشهد توافدا قياسيا للمواطنين ولاسيما الأطفال على مختلف أجنحة ومرافق التسلية والترفيه." وامتدت إجراءات الغلق المؤقت لتشمل كل المسابح العمومية والمنشآت الرياضية والفضاءات الشبانية كما قررت جمعيات رياضية تعليق التدريبات والنشاطات بما في ذلك الاجتماعات الداخلية إلى غاية شهر أبريل المقبل. وبالموازة مع ذلك تم بداية هذا الأسبوع تنصيب خلية أزمة ومتابعة على مستوى مصالح ولاية مستغانم مكونة من عدة قطاعات كما قامت الإذاعة المحلية بإطلاق حملة للتوعية الصحية والاجتماعية بشكل عقلاني وبعيدا عن التهويل والتهوين يقول مدير إذاعة مستغانم بلقاسم تومي. وتم وفقا للسيد تومي تكييف الشبكة البرامجية العادية مع هذا الحدث الاستثنائي وتخصيص حجم ساعي معتبر للحصص والفقرات التي تستضيف أطباء ونفسانيين مع التركيز على الومضات القصيرة التي تنشر ثقافة الوقاية ونقل الأخبار والمبادرات الاجتماعية التي تهدف إلى رفع الحس المدني لدى المواطنين. وكثفت من جهتها المديرية الولائية للصحة والسكان النشاط الاتصالي الذي سمح إلى غاية اليوم بتنظيم 6 لقاءات دراسية بالمعهد العالي للتكوين شبه الطبي و42 لقاء محلي لفائدة مستخدمي القطاع على مستوى كل المؤسسات الاستشفائية والصحية. وتم اليوم تنظيم اللقاء الدوري لتقييم ومراجعة المخطط الوقائي الذي سمح لحد الآن برفع الحجر عن 7 أشخاص كانوا على اتصال بالرعية الجزائري المصاب بفيروس كورونا الذي عاد أرض إلى الوطن قادما من إسبانيا في الفاتح مارس الجاري بعدما تبين عدم إصابتهم بالداء كما أشير إليه.