يجب التأكد من المعلومة قبل تقديمها للمواطن "كورونا" ،هذا الوباء العالمي أو "الجائحة " الذي أضحى يهدد اليوم البشرية، جمعاء يهدد وجودها وكل ما حققته من تقدم وعلم و تكنولوجيات حديثة؛ كارثة أغلقت بسببها المساجد والمعابد والكنائس، وخلت الشوارع وأصبحت المدن في كل بقاع العالم وكأنها مدن للأشباح، يلبس سكانها الرعب والهلع ، أصبحوا جاثمين في ديارهم لا حول ولا قوة لهم. البلاء دخل للجزائر من أوروبا، وهو يعرف انتشارا وسط السكان، في ظل استهتار الكثير من المواطنين بتعليمات الوقاية والتحذيرات التي تبثها الدولة ومنظمة الصحة العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام ،ما نتأسف له أننا شرعنا في عمليات التحسيس إعلاميا بعد فوات الأوان والإعلان عن الإصابات الأولى، والمؤسف أكثر هو انتشار رسائل تهويل الغرض منها إخافة المواطن، واعتماد بعض القنوات الفضائية على ما تتناقله شبكات التواصل الاجتماعي من فيديوهات ومعلومات أغلبه خاطئة أو مبالغ فيها، وهنا أدعو زملائي الإعلاميين والإعلاميات إلى ضرورة التأكد من مصدر المعلومة قبل نشرها، وتفادي التهويل و الترهيب والأخبار المغلوطة قدر المستطاع .. علينا كإعلاميين تسليط الضوء على الجانب الايجابي أيضا، فهناك من يتعافى وهناك من يتطوع لتنظيف المحيط ولمساعدة الناس، هذا بالموازاة من يسكن قلوبهم الجشع والطمع ، الذين يترصدون المواطن في كل المناسبات السعيدة والأزمات الصعبة ليلهبوا الأسعار و يكدسون المواد الغذائية والأساسيات ليربحوا... و هناك من يستهزأ بالداء ويجعل منه تهريجا ، وهو لا يدرك أن الخطر محدق بالجميع في غياب الدواء، إننا اليوم نواجه فيروسا ذكيا متحول جينيا، فعلينا التعامل معه بعقلانية و منطق.. فالرجاء من المواطنين الالتزام بالتعليمات الوقائية والتقليل من الخروج إلا للضرورة القصوى، وربي يحمي كل الزملاء و الزميلات الذين يخرجون يوميا للعمل ونقل الأخبار، وأغلبهم لا يمتلكون لوازم الوقاية، لأن أصحاب الكساد والنفوس المريضة قد استحوذوا على كل شيء..