ما تزال مادة الحليب تعرف تذبذبا و ندرة بأغلب المحلات التجارية في مدن و بلديات غليزان حيث عادت الأزمة و ازدادت حدتها خلال هذه الأيام ، بعدما أصبحت غير متوفرة بالعديد من المحلات لاسيما في هذا الشهر الفضيل حيث تعرف هذه المادة الأساسية زيادة ملحوظة في معدل استهلاكها و هو المشكل الذي أبدى بشأنه المستهلكون استياء و تذمرا كبيرين . و في جولة قادت " الجمهورية " لعدد من محلات مدينة غليزان أكد بعض الزبائن ممن التقيناهم و هم يعودون أدراجهم من دون الظفر بكيس واحد من الحليب المدعم الأمر الذي يزيد من معاناة العائلات اليومية في رحلة بحث عن هذه المادة على غرار مواد أخرى ذات استهلاك واسع كالسميد يقول البعض من المواطنين ، كما أن البعض منهم يلجؤون إلى شراء حليب البودرة أو العلب بأسعار ليست في متناول قدرتهم الشرائية إزاء النقص الفادح في الحليب المبستر و الذي يبيعه البعض من التجار في غالب الأحيان لزبائنهم . و من جانبهم عديد التجار و البقالين اشتكوا من قلة التوزيع و خصوصا على مدار عشرة أيام الأخيرة عكس حليب البقر الذي يسوق بسعر 60 دج و يبيعه الموزعون ب 55 دج و يرفض العديد منهم و كذا نقاط البيع اقتناءه بهذا السعر ، و من ناحية أخرى كشف البعض الآخر من مهنيي القطاع أن الكميات التي توزع على التجار لا تلبي كمية الطلب إضافة إلى مشاكل عديدة يواجهها هؤلاء تساهم في استمرار أزمة الحليب التي أثقلت كاهل المواطن البسيط و خلقت حالة من الفوضى و الضغط وسط المواطنين سيما في شهر الصيام كعزوف الممونين من عدة ولايات على غرار مستغانم و عين الدفلى و بلعباس عن التوزيع . عزوف العديد من الممونين عن التوزيع و بالرغم من أن الولاية تتوفر على عدة وحدات انتاج من بينها وحدة سيدي سعادة التي تنتج نحو 15 ألف لتر يوميا من الحليب غير أن المستهلك المحلي لا يجده بالمحلات و الأسواق لتبقى الندرة مستمرة لحد الآن رغم التعليمات الوزارية الأخيرة و التي تلزم ببيع كيس الحليب المقنن بسعر لا يتجاوز 25 دج و ما أعقبها من إجراءات تروم إلى القضاء على المضاربة في أسعار حليب الأكياس المدعم و ضمان استقرارها ما جعل التاجر والمستهلك على حد السواء يستعجلون تدخل الجهات المسؤولة لفرض الرقابة على المضاربين و ردع المخالفين مع ضرورة إيجاد حلول لهذه الأزمة المستمرة على مدار أسابيع وتشهدها وادي ارهيو و جديوية ويلل و عمي موسى و زمورة وغيرها . و بولاية مستغانم كشفت مديرية المصالح الفلاحية لمستغانم عن زيادة في كمية انتاج الحليب المدعم منذ حلول شهر رمضان بنسبة 14 في المائة، حيث ذكر مسؤولها الاول في تصريح صحفي انه قبل رمضان كانت كمية انتاج الحليب تقدر ب 157 الف لتر يوميا و ارتفعت ب 23 ألف لتر خلال هذا الشهر ليصبح حسبه مجموع الكمية المنتجة من طرف مؤسسة جيبلي يوميا يقدر ب 180 الف لتر تهافت المستهلك وراء الأزمة و أشار أن هذه الكمية من الحليب يضاف إليها 20 ألف لتر أخرى تنتج من الملبنات التابعة للخواص الأمر الذي يجعل قدرة إنتاج الحليب بمستغانم و المخصصة لسكان الولاية تصل إلى 200 الف لتر منذ أول يوم من رمضان. و عن أسباب الاضطرابات التي تشهدها عملية بيع الحليب في مختلف بلديات الولاية و ما صاحبها من ندرة في بعض الفترات و طوابير يومية امام المحلات، رد مدير المصالح الفلاحية بأن الاسبوع الاول من رمضان شهد ضغطا رهيبا من طرف السكان الذين تهافتوا على اكياس الحليب بشكل هستيري من خلال اقتنائهم لعدة اكياس دفعة واحدة و هو السبب وراء حدوث ازمة في هذه المادة الحيوية، كاشفا أن المياه ستعود إلى مجاريها خلال الأسابيع القادمة سيما و أن حسبه الحليب متوفر و بكميات معتبرة. و دعا السكان الى التعقل في اقتناء الحليب بشراء كيس او كيسين حتى يستفيد الآخرون. مؤكدا أن هذه الثقافة يتوجب أن تكون في مثل هذه الأزمات. صعوبة في تسويق حليب البقر في ذات السياق، تحدث ذات المصدر عن حليب البقر الذي ينتجه جيبلي مستغانم بقدرة 12 ألف لتر يوميا،حيث أكد بأن الموزعين يجدون صعوبة في تسويقه بسبب عدم الإقبال عليه من طرف السكان لسعره المرتفع في حين ذكر بان إنتاج مشتقات الحليب من الرايب و اللبن يصل يوميا الى 12 الف لتر بمعدل 6 الاف لتر لكل واحد منهما. و على الرغم من ارتفاع كمية إنتاج الحليب بالولاية إلا ان السكان يعانون من نقص كبير في هذه المادة بكل البلديات و عاصمة الولاية حيث اشتكى الكثير من فقدانها.