اضطرابات المعي الغليظ في رمضان

ليْسَ مستغْرَبًا أنْ نجِدَ العديدَ مِمَّن يُعانُون من اضطرابات القُولون أو المَعْي الغليظ يَشعُرون بِتَحسُّنٍ كَبيرٍ في الأعْرَاضِ معَ صِيامِهِم لِعدَّةِ ساعاتٍ، وتبدأُ الأعراضُ فِي الظُّهور مرةً أُخرى مع تناوُل الطَّعام وتَتَفاقَم أَعرَاضُ إضطراباتِ القولُون المُتَهَيِّجْ العَصَبِي بِشكلٍ خَاصٍ مع الطعامِ الذِي يَتَّسِمُبإِحتوائِه كَمياتٍكَبيرةٍ منَ الدُّسُمِ في الوَجْبَةِ الوَاحِدَةِ. وهُنَا يَحدثُ تَبَاطُؤًا لِحركَةِ الأمْعَاءِنِسْبِيًا، وعدَم دخولِ أَطْعِمَةٍ تُسَبِّبُ حَسَاسِيَةَ الأَمْعَاء، فَيجبُ الحِرْصُ على تَقْسِيم الوجَبَاتِ إلى أَحْجَامٍ صَغيرَةٍ، وأَنْ يَحْرِصَ مَرْضى القُولُون فِي رَمضَان على خَفْضِ مُحْتَوى الدُّهُون، ونَنْصَحُ هَؤُلَاء بِتَنَاوُل الأطْعِمَة بِهُدُوءٍ مَعَ مَضْغِ الطَّعَامِ جَيِّدًا وَقْتَ الإِفْطَار والسحُور، وأَنْ يَجْلِسَ مَرِيضُ القُولُون فِي وَضْعِيَةٍ مُرِيحَةٍوعَدَمِ تَنَاوُلِ الإِفْطار أوِ السحُور أَثْنَاءَ الوُقُوفِ، مَعَ الإِبْتِعَادِ عنِ الغَضَبِ والشدِّ العَصَبي.
فالقُولُون العَصَبِي هُو تَعبيرٌ مَجَازِيٌ مُنْتشِرٌ بَيْنَنَا وتُسَبِّبُهُ الحركَةُالغَير طبيعية والتَقلُّصَاتِ العَصَبِيَّة لجدْرانِ القولُون وليْسَ أَبَدًا بِسَبَبِ الحالةِ النفْسِيةِ والعَصَبِيَّة التِي تُرَافِقُبعضَ مرْضَى القُولُون العَصَبِي كَما يَعْتَقِدُ عَامَّة النَّاسِ...لماذا؟ لأنَّالصِّفَةَتَتْبَعُ الموصُوفَ لُغَةً. والقولُون العَصَبي هُو مُشْكِلَةٌ طَوِيلَةُ الأَجَل، وما يُؤَثِّرُ على هَؤُلَاءِ المرْضى مِثل الأطعِمةِ الثَّقيلَةِ والإجْهَاد وأَحْيانًا التغيُّرَاتِ الهُورْمُونِيةِعند الصائم. فيشْعُر المصَابُ بِهَذا المَرضِبآلام في البطْنِ مَعَ إمْسَاكٍ أو مَعَ إسْهَالٍ وإنْتِفَاخٍ وتَطَبُّلٍ فِي البَطْنِ ومُخَاطٍ في البُرَازِ، أوْ شُعُورٌ أَنَّك لَمْ تُفْرِغْ تَمَامًا ما بداخِلِ أَمْعَاءِكَويُمكِن تَشخِيصُ المَرض مِنْ أعْرَاضِ المرَضِنَفْسِهِ مَعَ تَحَالِيلَ دَمَوية وتَحَاليل البُرَازِ. وهُناكَ أدْويةًقدْ تُساعِد بتَقْلِيلِ الأَعْرَاضِإذا كَانَ النِظَامُالغِذَائِيُّ مُتَغَيِّرًا عنِ العادَةِفالمرِيض بالقُولُون العَصَبي تَرَاهُ قَلِقًا وحَزِينًا وكَئِيبًا ومُتْعَبًا ومَصْدُوعًا بصُدَاعِ الرَّأْسِ ويَشْعُر بمرارَةِ الطعامِ فِي فَمِهِويَتَأَلَّمُ ظَهْرُهُ وقَدْ يَخْفَقُ قَلْبَ المُصَاب وصُعُوبَةٌ فِي إفْرَاغ المَرِيِض لمثَانتِه وقْت إصْرَاِرهِ والحاجةِ إلى التبَوُّل. فَهؤلاء المرْضَى مُلْزَمُون على أَنْ يَبْتَعِدُوا عَنْ شُرْبِالمُنَبِّهَاتِ، وأَنْ يَتَجَنَّبُوا فِي الأَيَاِم العَادِيَةِ، في الإفْطَار وبَعْدَ الصيَام، أن يَبْتَعِدُوا عن شُرب كُلِّمُسْكِرٍوأَقْصِدُ أُمُّالخبَائِثِ...والإقْلَاع عَنْ شُرْبِ الدُّخَانِ، وعَنِ الرُوتِين اليَوْمِي ونُوصِي بالمشْي والرياضَةِ الخفِيفَةِ والبَسِيطَةِ وأَنْ نَمْشِي لَيْلاً بَعْد الإِفْطَار تِلْقَاء المساجِد، لاصطياد الأَصْوَاتِ الجَمِيلة التِي تُرَتِّل القُرْآن ، للتَّراوِيح .