لا تزال وضعية البنايات الهشة، المتواجدة عبر بلدية وهران، والتي تعود الكثير منها، إلى الحقبة الاستعمارية، بحاجة إلى الالتفاتة من قبل السلطات المحلية، وهذا بغية تجنب أي خطر انهيار محتمل، خاصة بتلك المدرجة في الخانة الحمراء، والموزعة عبر مختلف الأحياء العتيقة، مثلما هو الشأن بالنسبة لمنطقة سيدي الهواري والدرب، إلى جانب حي البلاطو والمدينة الجديدة وسانت أنطوان وسان بيار وغيرها من الأحياء، حسبما أكده مدير مركز الخبرة التقنية "سيتيسي" الذي صرح بأن مصالحه، قامت خلال الأشهر الأخيرة، وتبعا لتعليمات والي وهران، بمعاينة أزيد من600 بناية قديمة، تحصلوا على قوائمها من قبل المندوبيات البلدية، وهي تتواجد عبر الأحياء المذكورة سالفا، 90 بالمائة منها مدرجة في الخانة الحمراء، وهي بحاجة إلى التدخل، وأوضح المسؤول أن هناك عدة بنايات قديمة لم تمسها، معاينة "سيتيسي" ومن بينها تلك التي انهارت، سلالمها مؤخرا والتي تتواجد بشارع "العربي بن مهيدي" باعتبار أنها أدرجت ضمن برنامج الترميم، الذي أوكل إلى مديرية التعمير لولاية وهران، و أشار المتحدث إلى أن عملهم لا زال متواصلا، ومن المنتظر أن يمس عدة بنايات أخرى هشة، بغية تحديد العدد الفعلي للعمارات المصنفة في الخانة الحمراء والبرتقالية . وما تجدر الإشارة إليه هو أن عقب الانهيارات التي عرفتها بعض العمارات المتواجدة بوسط المدينة، في الآونة الأخيرة، ناشد العديد من قاطني البنايات القديمة، المتواجدة ببلدية وهران، خاصة بمندوبية الأمير وسيدي البشير، والبدر، المسؤول الأول عن الولاية، من أجل أخذهم بعين الاعتبار، وترحيلهم إلى سكنات جديدة لائقة، من شأنها أن تخلصهم من المعاناة، التي يكابدونها منذ سنوات طويلة مع عمارات تشهد انهيارات جزئية متواصلة، والتي حولت حياتهم إلى جحيم، وجعلتهم يقضون ليالي بيضاء في الكثير من الأحيان خاصة خلال الأيام الممطرة أو تلك التي تعرف رياحا قوية خوفا من أن تنهار عليهم وهم نيام، مؤكدين بأن شققهم أسقفها متصدعة وجدرانها مشقوقة وتعرف تسربات لمياه الصرف الصحي والتي جعلت الروائح الكريهة تطوقها، ناهيك عن اهتراء السلالهم وتقاسم الجرذان العيش معهم فيها، مشيرين إلى أنها أصبحت تشكل خطرا كبيرا عليهم، كونها لا تصلح تماما للسكن أو حتى الترميم، وأوضحوا في هذا الصدد، بأنه سبق لهم وأن رفعوا انشغالهم هذا في الكثير من الأحيان إلى مصالح بلدية وهران، وإلى الدائرة ولا زالوا يترددون على مصالحهم دوريا من أجل إدراجهم ضمن عمليات إعادة الإسكان، إلا أن الوضع لا زال على حاله إلى يومنا هذا .