- الخبرة التقنية استثنت عمارات بسبب عدم جدية بلدية وهران في متابعة ملف البنايات الهشة والاحصاء الفعلي لعددها - السي تي سي تؤكد بان تكلفة تقوية البنايات المدرجة في الخانة الحمراء باهظة جدا و تستدعي اخلاءها من السكان
كشفت الانهيارات الأخيرة لبنايات قديمة بمنطقة سيدي الهواري عن مدى هشاشة متابعة ملف البنايات المهددة بالانهيار من طرف المصالح المختصة ، لاسيما و أن العديد منها يتواجد في وضعية كارثية و هي بحاجة إلى التدخل العاجل من اجل ترحيل قاطنيها باعتبار أن وضعية هذا العقار أضحت لا تصلح للترميم و هذا بناءا على تقارير مركز الخبرة التقنية للبنايات « السي تي سي» مثلما هو الشأن بالنسبة لمنطقة سيدي الهواري التي تتواجد 80 بالمائة من بناياتها ضمن الخانة الحمراء و بلغت 90 بالمائة بحي الدرب العتيق و الذي تعود نشأة عماراته القديمة إلى الحقبة الاسبانية هذا إضافة إلى تلك التي تتواجد بحي الحمري حسبما أوضحه المدير التقني لمركز السي تيسي السيد وزاني الذي أشار الى أن عملية مراقبة البنايات القديمة و تصنيفها التي انطلقت عام 2008 لازالت متواصلة من اجل تحديد وضعيتها و التدخل حسب حجم الضرر موضحا بأن تلك المصنفة في الدرجة الأولى او ما يسمى بالخانة الخضراء هي بحاجة الى تدخل يقتصر على صيانة بعض التشققات او تسربات المياه او الدرج أما الثانية او البرتقالية فتحتاج بدورها الصيانة و الترميم و لكن تلك المدرجة في الخانة الحمراء او الدرجة الثالثة فهي مهددة بالانهيار و يمكن التعرف عليها من خلال عدة معايير اهمها سن البناية و الذي يجب ان لا يتعدى القرن الى جانب الانهيارات الجزئية و تصدع الأسقف و تشققات الجدران نظرا لتآكل روابط الحجارة و الرطوبة بفعل تسربات المياه التي تكون قد تسببت في صدأ الأعمدة الحديدة هذا إضافة الى احتمالية ميلان البناية مع الأخذ بعين الاعتبار أيضا الأرضية خاصة و أن القديمة منها التي عانت لفترة طويلة من التسربات تكون غير متوازنة لان المياه تكون قد تسببت في تاكل الاتربة الموجودة اسفل البلاط هذا اضافة الى السلالم المنهارة و أكد بان عملهم لتحديد درجة الخطورة يقوم بها مهندسون ذوي خبرة في المجال هذا اضافة الى اعتمادهم على اخذ عينات الى المخبر للمعاينة و التحليل لا سيمنا من الاعمدة و بعض الركائز الحديدية و هذا حتى يحرروا تقاريرهم التي ترفع الى الجهات المعنية بغية التدخل بخصوص هذه البنايات القديمة التي كانت تنجز خلال الحقبة الاسبانية او حتى الفرنسية بالحجارة على عكس البنايات التي تشيد حاليا. الخبرة التقنية للسي تي سي تحدد تبعا لارساليات البلدية او مديرية التعمير أو الولاية الى جانب ذلك اوضحت "السي تي سي " بانهم عقدوا عدة اجتماعات مؤخرا مع والي وهران عبد القادر جلاوي اثر الانهيار الجزئي لاحدى العمارات المتواجدة بحي سيدي الهواري اين تم الاتفاق على ضرورة اعادة معاينة وضعية جميع البنايات الهشة المتواجدة وسط المدينة لا سيما المدرجة في الخانة الحمراء و حتى البرتقالية هذه الاخيرة التي يمكن ان تكون تدهورت وضعيتها بعد الخبرة التقنية التي سبق و ان مستها السنوات الماضية و هذا بغية تحديد سبل التدخل و تفادي تسجيل اية حوادث خطيرة لاحقا ، و قد اوضح المركز بان عملهم سيشمل جميع البنايات الهشة دون استثناء خاصة و ان الاحصاء الذي سبق و ان قامت به البلدية بالتنسيق مع مصالحها التقنية لم يشمل جميع المواقع و هو ما يتضح جليا لهم من خلال الارساليات التي يتلقوها من قبل مديرية التعمير او البلدية و التي يقوموا على اثرها بخرجات معاينة للبنايات ، و أشاروا الى أنهم صادفوا في عدة حالات خروجهم لمعاينة بناية و بعد مرور بضعة ايام قليلة يطلب منهم تقرير آخر للخبرة التقنية بخصوص عمارة محاذية لها ، و هو الامر الذي يعكس عدم الجدية في التحديد الفعلي للبنايات المعنية بالتدخل مؤكدين بانه كان من المفروض ان يحدد طلب الخبرة التقنية لجميع البنايات التي تتواجد بنفس الموقع . و في ذات السياق اوضحوا الى ان البنايات الهشة التي هي بحاجة الى التدخل تتواجد ايضا على مستوى مندوبية سيدي البشير و بالأخص منطقة البلاطو و كذا بشوبو ، اضافة الى تلك التي تتواجد عبر مختلف انحاء وسط المدينة و التي تستلزم ادراجها ضمن عمليات الترميم اما المصنفة في الخانة الحمراء خاصة بحي سيدي الهواري و الدرب فتتطلب اعادة اسكان قاطنيها لانه حتى و ان تقرر ترميمها فيتطلب الامر اخراج سكانها منها قبل الشروع في العملية ناهيك عن الاغلفة المالية التي ينبغي ان ترصد لهذا الاجراء ، علما بان ترميم بناية مصنفة في الخانة الحمراء حسبهم يتطلب الغلاف المرصود لتشييد عمارة جديدة . تقوية بناية في الخانة الحمراء تكلف ثلاث مرات انجاز عمارة جديدة علما بأن حتى الخبراء و من بينهم المهندس المعماري عبد الحميد عبدون الذي يشارك في عملية ترميم بنايات قديمة بوسط المدينة أكدوا بأن التحولات التي عرفها هذا النسيج العتيق في العقود الأخيرة أدخلته في دورة متسارعة من التصدع والتدهور خاصة من جانب الكثافة السكانية و التي دفعت بالكثير من المواطنين الى بناء منازل فوق الاسطح غير مكترثين بحجم الضرر الذي يمكن ان يتسببوا فيه لهذه البنايات التي انجزت وفق شروط وقدرة تحمل معينة دون ان ننسى الاشارة الى ان جلها يعاني من تصدعات و تشققات و تسربات للمياه بفعل تلاشي الاهتمام بالاجراء المشتركة او الصيانة و هو الامر الذي زاد من تعقيد وضعها مقارنة ببنايات تعود للخواص ، و جعلها تصنف ضمن الخانة الحمراء و تصبح خطرا يهدد سكانها ، و صرح بان البنايات القديمة المصنفة في الخانة الحمراء يمكن ان يتم تقويتها و هذا اعتمادا على تقرير الخبرة التقنية مثلما كان الشان بالنسبة لعمارات متواجدة على مستوى شارع معطى الحبيب التي كانت في وضعية غير لائقة و تم ترميمها و لكن تكلفة هذا النوع من المشاريع باهظة جدا مقارنة ببناء عمارة جديدة . يأتي في الوقت الذي لا زالت تناشد فيه العديد من العائلات التيء تقطن على مستوى حي الدرب و سيدي الهواري و حتى بسانتوجان و بحي البدر و سان بيار و شوبو السلطات المحلية من اجل الالتفاتة اليها و ترحيلها من هذه البنايات الهشة التي تحولت الى هاجس لهم خاصة و انها تعرف انهيارات جزئية سواء للاسقف او حتى السلالم و الشرفات و اكدوا بانه اضافة الى تخوفهم من بقائهم في هذه المنازل الهشة اضحوا متخوفين حتى على ابنائهم من شرفات البنايات التي انتهت صلاحيتها حسبهم صلاحية هذه البنايات مؤكدين بان وهران بحاجة الى ضبط مخطط جديد لبناء مدينة جديدة وعدم تبذيرالأموال في ترقيع الواجهات معبرين عن ذلك بالمثل الشعبي "يا لمزوق من برا واش حالك من الداخل" متهمين في ذات السياق الجهات المختصة بعدم الجدية في دراسة وضعهم بغية إخلاء السكنات المهددة بالسقوط وضرورة التكفل بساكنيها و ما تجدر الاشارة اليه هو ان والي وهران السيد عبد القادر جلاوي سبق له و ان اكد خلال أول اجتماع له مع أعضاء الهيئة التنفيذية ان عدد البنايات المصنفة في الخانة الحمراء بلغت 712 بناية مشيرا الى ان الخبرة لم تمس عدة مواقع متواجدة ببلدية وهران و هو ما جعله يوجه تعليمات تقضي بضرورة القيام بمعاينة جديدة لوضعية جميع البنايات الهشة دون استثناء لتحديد حجم الضرر و ضبط الاولويات في التدخل و الترحيل لا سيما و ان السكنات التي تتوفر عليها الولاية حاليا غير كافية لاعادة اسكان جميع قاطنيها .