تفاقمت مشكلة النفايات المنزلية بمدينة هران، لتشهد أغلب الشوارع والأحياء تجمعا كبيرا، للأوساخ والقاذورات بسبب الإضراب الذي شنته مؤسسات جمع القمامة الخاصة، الذي يدخل اليوم، يومه الثاني عشر، ما تسبب في انتشار القمامة في كافة أرجاء بلدية وهران، وهو ما شكّل ضغطا كبيرا على أعوان النظافة بمختلف «المندوبيات»، الذين أصبحوا غير قادرين على رفع الكم الهائل من القمامة، الأمر الذي أثّر سلبا على المنظر العام لقلب وهران، التي غرقت معظم شوارعها في النفايات، على غرار شارع الشهيد العربي بن مهيدي وشارع الأمير عبد القادر ومحمد بوضياف «مستغانم» سابقا وحي الحاسي، خاصة الرصيف المزدوج للطريق وشارع خميستي، والمقري «سانت أوجان» سابقا ومديوني والحمري وغيرها من أحياء المندوبيات الحضرية، التي شهدت تراكما كبيرا للأوساخ والقاذورات. تراكم الأوساخ في زوايا هذه الشوارع والأحياء وانتشار الروائح الكريهة، استاء وتخوف منه العديد من ساكني ولاية وهران، لاسيما وأنها تزامنت مع ارتفاع درجة الحرارة، وموجة الانتشار الرهيب لفيروس كورونا، الذي تعد النفايات المنزلية إحدى بؤره الحقيقية، ما قد يؤدي إلى انتقال عدوى هذا الوباء القاتل إلى المزيد من السكان. العديد من مواطني مدينة وهران، نددوا بالوضعية المزرية، التي آلت إليها معظم شوارع وأحياء المدينة، التي غرقت في أكوام من النفايات، وفي ذات السياق أشار ممثل عن مؤسسات جمع القمامة الخاصة، أنه لحد الساعة لم يتصل بالمضربين أي مسؤول، لإيجاد حلول لمطالبهم المتمثلة أساسا في تسوية مستحقاتهم المالية العالقة منذ عدة سنوات، والتي تراوحت ما بين 10 إلى 24 مليار سنتيم، حسب كل مؤسسة مشيرا إلى أن عدد المؤسسات الخاصة المكلفة برفع النفايات قدرت ب 106 مؤسسات، وأن هذا الإضراب جاء بعد الوعود الكاذبة التي منحت لأصحاب هذه المؤسسات، ولم تتحقق في أرض الواقع رغم الإضرابات والاحتجاجات المتكررة، لهذه الفئة للمطالبة بحقوقهم، وحسب ذات المتحدث فإن ما زاد من معاناة أصحاب هذه المؤسسات، التي تم إنشاؤها ضمن أجهزة التشغيل أونساج «هو تسديد الديون نحو هذه بنوك المصلحة المالية، محدثنا أشار إلى أن الإضراب مستمر إلى غاية تحقيق جميع المطالب المرفوعة الى الجهات الوصية. وبالموازاة أوضح مدير مصلحة النظافة لبلدية وهران، أنه قام بتسطير برنامج خاص يرتكز على تكثيف حملات التنظيف، إذ تم رفع أكثر من 600 طن في 24 ساعة في عدد من الأحياء منها بوعمامة والمقري وغيرها، موضحا أن العملية قامت بها أيضا بعض المؤسسات القمامة الخاصة التي استأنفت نشاطها مجددا. مع هذه التصريحات تبقى مدينة وهران، تغرق في النفايات والأوساخ المتراكمة في كل جانب من شوارع والأحياء الرئيسية والفرعية، بسبب إضراب أصحاب المؤسسات القمامة الخاصة، واحتجاج عمال النظافة أول أمس أمام مقر ديوان الرئيس، وفي كلتا الحالتين فإن المواطن هو الذي يدفع الضريبة بتفاقم الأوساخ والقاذورات المنبعثة، منها الروائح الكريهة والأدهى في الأمر أن هذه المشكل تزامن مع ارتفاع درجة الحرارة وانتشار فيروس كورونا الذي يحتاج إلى تجنب انتشار الأوساخ والقاذروات والمحيط العفن.