إنها تمطر هذا الصباح، يا لذة هذا المطر الدافئ الآتي من السماء السابعة/قلبي وقد انتشى بالغناء،هذا الشدو الرافل الآن يراقص هذا البهاء، إني لا أصدقني، وأنا هنا، أقف فاتحا عينيّ، تتفاتح البصيرة، وهذي لآليء المطر تساقط بيضاء من غير سوء، تنساب دافئة، حنوناً، يهتف النبض، أسمعه يقول:في شوق إليك يا مطر الطفولة،تنزلْ، هذي الروح تريد الطهارة، تنزلْ، هئتُ لك، هذا شوقي كأنه الغاشية، أطفئ لظاها، أفتح الآن يدي ،تنفتح البصيرة أسعى سعيَ المريدين فوق الاخضرار وقد ابتلَّ بماء الحياة،هذي الأشجار التي تحيط بي، تلمع أوراقها الخضر الداكنات،يا لذة هذا البريق، ينخطف النبض، أأنا في الجنة أم الجنة بداخلي؟يا جدي ابن عربي قل لي إني أناجيك،وهذا دمك في دمي، إذ يرمي الشبلي وردته القانية،هذي طفولتي الأولى، إذ أجري بريئاً، تطير العصافيرُ ،هذي الزرازيرُ، يطير معها النبض،تندمل الجراح، والجراح محكُّ الرجال يقول جدي في الملكوت الرحيم وهو يدسني إلى صدره الآية، والمطر الجليل يسقط أستفيق، المطر الآن رذاذ حنون، بهيٌّ، شهيٌّ، حباته في شفتيّ، أتلذذ شهوته،حليب أمي دافئُ، حِنيٌّ، إني أتذكرُني في المطر،كأني هنا...لك الآن، وهذا جسدي هنا،والنبض نبضي أنا إذ يبتلُّ،لعله يغتسلُ من وعثاء السفر، وقد قطعت بالقلب الحبيب كل هذا العمر، دهر من الطعنات العاشقات، هذا دمها ألْيشخب متضرعا الضحية،»ودم العشاق، أبدا، لا يجفُّ في الحقيقة، يبقى طرياً، دائماً...» هكذا أوحى لدمي الشهيد مولاي جلال الدين الروميّ في عشقه الإلهيّ. تلمع الروح عاشقةً،هذا المطر اللذيذ إذ يطهرني من دنس الصلصال، ومني،تطل شمسي معطرة بالخزامى، هذي سمائي القريبة تستعيد زرقتها الساحرة، أستكين، طيرا مزغبا بالأماني، إلى تحنانها الحاني،كيما أكتبَ طهارتي بماء هذي الذاكرة...