"أوبك + " قد تتخذ إجراءات في حق الأعضاء الذين أخلوا بالإتفاق ولم يلتزموا بخفض انتاجهم عادت مخاوف تراجع الطلب على النفط لتطفو من جديد إلى السطح، بعد أن تلاشت من المشهد الاقتصادي على مدار شهر أوت المنصرم، وهو ما ساهم في انتعاش سوق البترول نسبيا، وأعاد لمعادلة العرض والطلب توازنها، كما أسفر ذلك عن ارتفاع سعر برميل البترول الذي صعد إلى 46 دولار في وقت سابق، وقد بعث هذا المؤشر الإيجابي الارتياح والأمل لدى دول منظمة "أوبك + "، التي تضررت كثيرا من تداعيات جائحة كورونا، بسبب إجراءات الغلق، وهو ما دفعها إلى تقديم تنازلات في عز هذه الأزمة غير المسبوقة، من خلال الالتفاف حول الاتفاق التاريخي لتخفيض انتاجها، الذي لا تزال متمسكة به لحد الساعة، بغية امتصاص العرض وتحسين الطلب ودعم الأسعار في الأسواق العالمية، وهو الهدف الذي تسعى المنظمة إلى تحقيقه من أجل تعافي الاقتصاد العالمي، وإنقاذه من حالة الانهيار التي أصابته، وأيضا لأن القرار يصب في مصلحة الدول المنتمية إليها وكل حلفائها من البلدان المنتجة والمصدرة للبترول، للخروج من حالة الركود التي تخيم على المشهد الاقتصادي العالمي وتتخبط فيها. تسبب هاجس ضعف الطلب على البترول، في انخفاض سعر البرميل خلال شهر سبتمبر الحالي، مسجلا بذلك أكبر خسارة منذ أكثر من شهرين، حيث عاد ليستقر أمس في حدود 43.75 دولارا للبرميل بعد أن كان 42 دولارا، بالنسبة لخام برنت، و 41.20 دولارا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي الذي نزل إلى 39 دولارا في جلسات سابقة، وقد أظهرت التقارير أن الأسباب التي كانت وراء هذا الانخفاض، تعود أساسا إلى بطئ النشاط الاقتصادي الذي لا يزال ضعيفا، وهو ما انعكس سلبا على سوق النفط وجعلها تصارع حالة عجز رهيبة... وفي سياق متصل، أعلن مجمع سوناطراك عن تخفيضه للسعر الرسمي للخام الجزائري، المزيج الصحراوي، خلال شهر سبتمبر الحالي، وقد حددته ب 0.40 دولار للبرميل، بعدما كان 0.85 دولار للبرميل في أوت المنصرم، وفي كلا الحالتين فهو فوق برنت المؤرخ. من جهة أخرى أشارت مصادر إعلامية إلى أن شركة أرامكو السعودية تعتزم بدورها خفض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا في أكتوبر المقبل، بنحو 1.40 دولارا في البرميل، كما خفضت 20 سنتا من سعر البيع الرسمي للبرميل لدول شمال غرب أوروبا، في حين حددت سعرها للولايات المتحدةالأمريكية بعلاوة تقدر ب 1.05 دولارا في البرميل، أي فوق سعر مؤشر أرجوس للخامات العالية الكبريت. من جانبها توقعت سوسييتي جنرال أن يصل متوسط الطلب على البترول في الشهور المتبقية من 2020 إلى 92 ملون برميل يوميا، كما ذهبت في توقعاتها إلى أبعد من هذا، عندما ذكرت أن إنتاج "أوبك" سيرتفع قبل انقضاء السنة الجارية، من 24.4 مليون برميل يوميا، ليصل إلى 29.1 مليون برميل يوميا خلال السداسي الأول من السنة المقبلة، وواصلت توقعاتها الإيجابية جدا، بأن سعر برنت باطراد سيرتفع هو الآخر إلى 50 دولارا للبرميل في نهاية 2021. وتجدر الإشارة إلى أن وزير الطاقة الروسي ألكسند نوفاكن، صرح في وقت سابق، أن منظمة "أوبك + " قد تجري مناقشات خلال شهر سبتمبر الحالي، حول الدول الأعضاء التي أخلت بقرارها، ولم تلتزم بخفض إنتاجها من النفط. وقالت أوبك+ يوم الخميس إن المجموعة ستتخذ إجراءات بحق الأعضاء غير الملتزمين بتخفيضات كبيرة للإنتاج تهدف لدعم السوق عقب تراجع الطلب على الوقود بسبب فيروس كورونا.