ستكون الجزائر على موعد هام في اول نوفمبر المقبل ذكرى ثورتنا المجيدة حيث سيتم الاحتفال بتدشين المسجد الكبير بالعاصمة والاستفتاء الشعبي على مشروع تعديل الدستور الذي سيكون حجر الاساس في بناء جزائر المستقبل المنبثقة عن الحراك الشعبي المبارك والتاسيس لدولة الحق والقانون والعدل واحداث القطيعة مع اساليب وتصرفات الماضي التي ساهمت في انتشار الفساد واحداث هوة بين الشعب والسلطة الحاكمة وسيطرة العصابة على مؤسسات الدولة وتغييب الارادة الشعبية والانفراد باتخاذ القرارات المصيرية اننا على عتبة الاصلاح والتغيير والخروج بمؤسسات منتخبة جديدة ذات تمثيل حقيقي ويتمتع فيها المنتخبون بصلاحيات واسعة لممارسة المهام الموكولة اليهم مع اضفاء الشفافية على التسيير من القمة الى القاعدة والاهتمام بالبعد الاخلاقي في العمل السياسي واعتماد الكفاءة والنزاهة والتفاني في خدمة الشعب والمصلحة العامة فقد حان أوان التغيير السلمي والديمقراطي عن طريق صناديق الانتخاب من اجل تجاوز التردد والشك والغموض وذلك بالتصويت على مشروع تعديل الدستور ليكون ساري المفعول وسيليه تعديل قانون الانتخابات. وقد بدا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون واضحا في تصريحاته والتعليمات التي وجهها الى المسؤولين حول الاصلاحات التي يريد تنفيذها تحذوه الارادة والعزيمة لمجاوزة كل العراقيل ومخلفات الماضي والتراكمات السلبية الموروثة عن النظام البائد فالدستور يحصر انتخاب رئيس الجمهورية ونواب البرلمان في عهدتين متصلتين أو منفصلتين وضمان حرية التعبير وتأسيس الجمعيات والاحزاب بمجرد التصريح ولا تحل الا بحكم قضائي ومحاربة المال الفاسد في السياسة. وفي تعليمة رئيس الجمهورية للجنة تعديل قانون الانتخابات طلب تفادي السلبيات مثل توزيع المقاعد الانتخابية وشراء الذمم والفصل بين السياسة والمال الفاسد لأخلقة الحياة السياسية وتحديد مقاييس انتخابية شفافة والجمع بين الكفاءة والخبرة خاصة في المدن الكبرى لخلق مؤسسات ديمقراطية نظيفة وفعالة فقانون الانتخابات يترجم محتوى الدستور الذي يعتبر المجع الاساسي لاصدار القوانين ولاشك ان بلادنا في طريقها لبناء الدولة الجزائرية الحديثة الديمقراطية التي ستعيد الأمل لأبنائها وتحقق حلم شهدائها وابطالها المخلصين فتكون رائدة في التنمية والحرية وحقوق الانسان وهناك نية صادقة لدى القيادات السياسية في إحداث التغيير المطلوب رغم الأصوات المشككة التي سيكون رد الشعب الجزائري عليها قويا باعادة بعث روح ثورة نوفمبر من جديد.