أضحت الرقمنة حلقة أساسية في ظل التطورات التكنولوجية التي بات يعرفها العالم ويقصد بها تطبيق تقنيات التحول الرقمي، والانتقال بالخدمات التي تقدمها القطاعات العمومية و حتى الخاصة إلى نموذج عمل مبتكر يعتمد على التقنيات الرقمية. حيث يوفر هذا التحول كثيرا من الجهد والمال في وقت قياسي، كما أن له مميزات كبيرة في تحسين كفاءة العمل والتشغيل. ويساعد أيضا على تحسين الجودة وتبسيط الإجراءات للحصول على الخدمات المقدمة للمستفيدين. لم يعد التحول الرقمي رفاهية يمكن الاستغناء عنها في الوقت الحالي، خاصة بالنسبة للمؤسسات والهيئات التي تتعامل مباشرة مع الجمهور، التي تسعى إلى التطوير وتحسين خدماتها وتسهيل وصولها للمواطنين ليتجاوز بذلك مفهوم التحول الرقمي استخدام التطبيقات التكنولوجية ليصبح منهجا وأسلوب عمل يجمع المؤسسات العمومية حتى تقدم خدمات أسهل وأسرع، ناهيك عن توسع هذه المؤسسات وانتشارها بكل سهولة وسط المواطنين، على الصعيد المحلي وفي الرياضة الجزائرية تتجه الوزارة الوصية إلى عصرنة قطاعها ، بما يتماشى مع تطور تكنولوجية المعلومات والاتصالات، وفي هذا السياق، أخذت وزارة الشباب والرياضة جملة من الإجراءات لتوفير الشروط المناسبة لعصرنة إدارة القطاع والانتقال التدريجي من مرحلة التسيير الوثائقي إلى مرحلة التسيير الآلي الرقمي الذي يرتكز أساسا على الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا المتطورة بهدف الارتقاء بالخدمات العمومية. و تجسيدا لهذه المتطلبات، أمضى في الفاتح أكتوبر المنصرم بمقر الإدارة المركزية، الأمين العام لوزارة الشباب والرياضة والمديرة العامة لمؤسسة دعم وتطوير الرقمنة على وثيقة تعد مشروع عمل يهدف إلى إنشاء إدارة إلكترونية تعمل على تحقيق خدمات أفضل لفائدة الشباب، الحركة الجمعوية الشبانية والرياضية وللمواطنين والمؤسسات مع استغلال أمثل لمصادر المعلومات، من خلال توظيف الموارد المادية والبشرية في إطار إلكتروني حديث لتحقيق المطالب المستهدفة وبالجودة المطلوبة. وعلى هامش هذا اللقاء، تم تقديم عرض خاص بمراحل تحقيق هذا المشروع وتنصيب لجنة مكلفة بمتابعته تضم إطارات من وزارة الشباب والرياضة تسهر على العمل مع إطارات مؤسسة دعم وتطوير الرقمنة، لتحقيق هذا المشروع في آجال تمتد على مدى ثلاث سنوات وعلى مراحل. وفي انتظار رقمنة الإدارة تهدف ذات الوزارة إلى عصرنة منشآتها الرياضية وذلك بإدراج تذاكر إلكترونية في جل ملاعب كرة القدم والقاعات والمسابح التي هي بصدد أن تتسلمها على غرار المركب الأولمبي الجديد بوهران الذي من خلاله تستعد عاصمة الغرب الجزائري لاستضافة ألعاب البحر الأبيض للمتوسط 2022 شأنه في ذلك قصر الرياضات حمو بوتليليس. هذان المنشأتان التي سيخصص لها تذاكر إلكترونية الهدف منها مواجهة استنساخ التذاكر المقلدة، التي تغزو السوق السوداء وكانت تشكل هاجسا لدواوين المركبات الرياضية وكثيرا ما تكون عرضة لخسائر مادية كبيرة في جل المباريات المحلية والدولية، فضلا على تركيب كاميرات مراقبة لمواجهة أعمال الشغب حفاظا على هذه المنشآت التي كلفت خزينة الدولة مبالغ طائلة، مثلما سيتم تكييف المنشآت القديمة، كالملاعب الكبرى بجل ولايات الوطن بهذه التقنيات حتى تساير سياسة الجزائر الجديدة رياضيا، من جهتها سارت اتحاديات الرياضية في هذا النهج وذلك باندراجها في التعاملات الرقمية والمراسلات الالكترونية خلال السنوات الأخيرة وهو ما سهل مأمورية جل الرابطات والنوادي المنضوية تحتها، كما ساهمت المراسلات الإلكترونية كثيرا في ربح الوقت والجهد، فضلا عن الحد من التلاعبات والكواليس فيما يخص إجازات الرياضيين وحتى في اعتماد النوادي وهو ما أعطى شفافية أكبر لهذه الفيدراليات التي تسعى لتحسين تعاملاتها الالكترونية على حسب الامكانيات المتاحة لها.