أجواء غير عادية ميزت أمس شوارع وسط مدينة وهران منذ الفترة الصباحية وبالضبط منذ فتح مراكز الاقتراع أبوابها لإجراء الاستفتاء الشعبي والمصادقة على أهم محطة التي ستضمن لأجيالنا العيش في كنف الجزائر الجديدة، انطلاقا من الإصلاحات والتعديلات المدرجة في مشروع الدستور. لم تخل شوارع وسط المدينة من الحركة أمس، رغم أن الفاتح نوفمبر هو يوم عطلة، حيث كانت أحياء الباهية تعج بالمارة الذين قصدوا مكاتب الاقتراع القريبة من مقر سكناهم لأداء واجبهم الانتخابي ، ممن فضلوا التصويت في الصباح لتفادي الضغط في الظروف الراهنة ، هذا ما لمسناه في الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها في نفس اليوم عبر ساحة أول نوفمبر وشارعي العربي بن مهيدي ومحمد خميستي بوسط المدينة وكما جرت العادة وفي مثل هذه المناسبة تقف جريدة الجمهورية على أهم المستجدات التي تميز الجو العام للاقتراع عبر بلديات وهران وهذه المرة وقع اختيارنا على مكاتب وسط المدينة و بالضبط مركزي البشير الابراهمي وابن رشيق باعتبارهما الأكثر استقطابا للمواطنين بحكم تواجدهما بقلب مدينة وهران . ففي ظروف استثنائية فرضها الوضع الصحي الذي تعيشه البلاد منذ شهر فيفري الفارط وأمام تدابير احترازية صارمة انطلقت عملية الاستفتاء بمركزي البشير الابراهيمي وبن رشيق ،على غرار النقاط الأخرى المرخص لها حيت كان في استقبال الناخبين أعوان الأمن الذين ركزوا على ضرورة احترام البروتكول الصحي، لاسيما من حيث إلزامية ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي . كانت الساعة تقارب منتصف النهار عندما وصلنا إلى المركز الأول وبعد مراقبة عادية من قبل أعوان الأمن عند مدخل المدرسة استطعنا التوجه إلى مكاتب الانتخاب المخصصة لفئة الرجال، للتأكد أولا من مدى توفر التدابير الوقائية والأجواء التي تميز العملية ثانيا ،قبل رصد انطباعات المواطنين المتواجدين هناك، حيث كانت الحجرات مدعمة بالسائل المطهر والمناديل المعقمة، مع الاحترام الكامل للبروتكول الصحي من قبل الطاقم المشرف على الانتخابات وحسب رئيس المركز بطرية عابد فقد تم الاستعانة هذه المرة بمؤطرين من مديرية الصحة والمؤسسات العمومية لصحة الجوارية لضمان نجاعة الإجراءات الوقائية ، ناهيك عن تدعيم هذه الهياكل بأعوان شبه الطبي للسهر على توفير الحماية الكاملة للناخبين والطاقم المؤطر على حد السواء، علما ان المركز يضم 15 مكتبا يشرف عليه 80 ممثلا نفس الشيء بالنسبة للمركز الثاني الذي لم تغيب فيه التدابير الاحترازية ،لا من حيث الأعوان ولا من حيث المواطنين الذين التزموا بتعليمات الادارة الوصية خاصة أن الوضع الراهن لا يقبل أي تهاون ولا تقصير ولتفادي أي اختلالات فقد تدعم المركزان بالعدد الكافي من الكمامات لتوزيعها على الوافدين في حالة عدم ارتدائهم للكمامة . وفيما يخص نسبة الاقتراع بهاتين المؤسستين فلم تتجاوز 20 بالمائة في الصباح، علما أن الإقبال في مثل المناسبات يكون محدودا في الفترة الصباحية لترتفع الحصيلة في المساء حيث أجمع الناخبون الذين تقربنا منهم أن الشيء المحفز في استفتاء 2020 هو التعديل من اجل التغيير لبلوغ الجزائر الجديدة.