تنطلق، اليوم، رسميا، حملة التلقيح ضد وباء كوفيد 19 رمزيا من ولاية البليدة التي شهدت أوّل إصابة بالفيروس، وذلك التزاما بتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي أكّد أن الجزائر ستلقّح أبناءها ضد وباء كوفيد 19 قبل نهاية شهر جانفي، حيث استلمت السلطات أوّل دفعات لقاح سبوتنيك V، أمس، من مطار بوفاريك العسكري بحضور وزير الصحة ووزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة والمدير العام لمعهد باستور. ويتابع، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عملية التزود باللقاح لحظة بلحظة مع الوزير الأول عبد العزيز جراد و كذا وزيري الصحة عبد الرحمان بن بوزيد ووزير الخارجية صبري بوقدوم، و كان قد وجه تعليماته لهذا الأخير حتى يتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف لأجل تمكين الجزائر من الحصول على لقاح سبوتنيك، وقد كللت هذه الاتصالات بالنجاح، حيث تستقبل الجزائر اليوم الشحنة الأولى من ذات اللقاح. وكان، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد أمر الوزير الأول، عبد العزيز جراد، في ال 20 ديسمبر الماضي، بالإسراع في اختيار اللقاح الأنسب ضد فيروس كورونا والشروع في عملية التلقيح خلال شهر جانفي الجاري مؤكدا أن صحة المواطن ليس لها ثمن. وتعتمد الجزائر خطة تلقيح "مرنة ومتغيرة"، واختارت لقاحات "تقليدية لم تخضع للتعديل الجيني"، كما أن سلسلة التبريد "متاحة"، حيث أن الخدمات اللوجيستية المرتبطة بحملة التلقيح ستعتمد على 8000 مركز معتاد على مثل هذه العملية، مع إمكانية تعبئة مراكز أخرى على مستوى المستشفيات. "صنّف ضمن أفضل 10 لقاحات مرشّحة للتسويق" وهو ما يبرز الإرادة السياسية للسلطات الجزائرية على أعلى مستوى للحفاظ على صحة المواطنين الجزائريين، من خلال استيراد اللقاح الملائم والمناسب باعتبار أن لقاح «سبوتنيكV»، يصنّف حاليا ضمن قائمة منظمة الصحة العالمية لأفضل عشرة لقاحات مرشحة للتسويق بعد نهاية الاختبارات السريرية وبدء الإنتاج الموسع. حيث أثبت فعاليته على مستوى 91.4% نتيجة لتحليل البيانات في النقطة الاختبارية النهائية لدراسات والبحوث السريرية، وتصل فعالية لقاح "سبوتنيك "، ضد الحالات الصعبة والوخيمة للعدوى بفيروس كورونا إلى 100%. ولحد الآن قدمت أكثر من 50 دولة طلباتها لشراء أكثر من 1.2 بليون جرعة من لقاح "سبوتنيك"، وكان رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، كيريل دميتريف أكد سابقا أن لقاح "سبوتنيك " الروسي فعال ضد سلالة فيروس كورونا الجديدة التي ظهرت في أوروبا. وقال دميتريف خلال الخط المباشر مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين "نؤكد أيضًا على حد علمنا، أن لقاح "سبوتنيك" فعال للغاية ضد السلالة الجديدة للفيروس التي ظهرت في أوروبا. وأوضح، وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، في تصريح للصحافة الوطنية أن "حملة التلقيح ستنطلق اليوم السبت رمزيا من البليدة وستخص في البداية مستخدمي السلك الطبي والاشخاص المسنين وأصحاب الامراض المزمنة على أن تتوسع فيما بعد لتمسّ باقي شرائح المجتمع"، مشيرا إلى أنه "ستصل تباعا إلى الجزائر شحنات أخرى من لقاح كرونا من الصين والهند ودول أخرى". وكانت، وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، قد شرعت قبل أيام، في تكوين مؤطري حملة التلقيح ضد كوفيد-19 تنفيذا لاستراتيجية وطنية تنص على تكوين مؤطرين سيضطلعون من جهتهم بمهمة تكوين أشخاص آخرين على المستوى المحلي. وكان مدير الوقاية والناطق الرسمي باسم اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا الدكتور جمال فورار، قد أعلن أنه سيتم في مرحلة ثانية، تلقيح جميع السكان الذين يفوق سنهم 18 سنة فأكثر، كون التجارب السريرية عبر العالم "لم تخص الى غاية اليوم من تقل أعمارهم عن 18 سنة، اضافة الى النساء الحوامل"، مؤكدا على المقاييس الخاصة ب"التأمين والفعالية وسلسلة التبريد" التي ركزت عليها الجزائر في اختيار اللقاحات. الوقاية ضرورية ويقدّم، اللقاح إلزاميا في جرعتين لنفس الشخص بفاصل زمني يقدر ب 21 يوما، "وإلا فانه لن يكون ناجعا بما أن كل جرعة لا توفر سوى 50 بالمائة من المناعة من هذا الفيروس". وطمأن الدكتور فورار الجزائريين بالقول أن الجزائر "اختارت اللقاحات الآمنة وبأقل أضرار وآثار جانبية"، علما أن حملة التلقيح ستدوم سنة فأكثر، وبالتالي سيتم الاعتماد على أكثر من لقاح واحد، من أجل ضمان نسبة أدنى تتراوح ما بين 60 إلى 70 بالمائة من التغطية باللقاح من أجل وقف تنقل الفيروس. و بالإضافة إلى اللقاحات المستوردة، ستستفيد الجزائر من نظام كوفاكس التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي يضم 190 دولة ويضمن لهذه الأخيرة التلقيح بنسب عادلة، 20 بالمائة من سكانها. هذا ووصلت مساء أمس الشحنات الأولى للقاح «سبوتنيكV» الروسي الى مطار بوفاريك العسكري بحضور وزير الإتصال الناطق الرسمي للحكومة ووزير الصحة والحماية المدنية وضباط بمطار بوفاريك العسكري.