أبدع الكاتب الروائي « أحمد رحماني» في روايته « زوريطا» ، و التي قدمها بحلة أدبية جميلة ولغة عذبة شيقة، ..الرواية هي الثالثة للكاتب حسب تقديم الأستاذ « رقيق. م.»، وهي تتضمن 10 فصول في 213صفحة. الرواية تنطوي على رؤى متعددة ، منها الرمزي الإيحائي ذو الدلالات ، والحرفي الذي يشد القارئ في سرديته السلسة ويمتعه دون الإحساس بالملل، حيث استهلها بالحديث عن أجواء الاحتفالات بعيد الاستقلال في مدينة وهران ، وخروج السكان في فرحة عارمة ، شملت شوارع وأحياء المدينة كلها، وفي ظل تلك الأجواء كانت « زوريطا» مع الدكتور» لبلق» في المستشفى يعملان على معالجة المعطوبين والمعاقين والمرضى الذين عانوا من وحشية الاستدمار الفرنسي، وبعد تسجيل المعلومات المتعلقة بالثورة التحريرية ، ووضعها في طرد، تقوم « زوريطا « بنقلها في سيارة طاكسي، وفي الطريق يتوقف السائق لفرنسي كان يقف في الطريق، يريد التوجه إلى الميناء ليلتحق بباخرة تنقله إلى بلده ، وعند نزوله يأخذ طرد « زوريطا « من صندوق السيارة ويترك طرده بالخطأ. حين وصول « زوريطا « إلى منزلها تجد طردا آخر فيه شاراتوأوسمة فرنسية، لتكتشف أنها أضاعت طردها ، فتخرج باحثة عن الطاكسي في المحطة، فيخبرها السائق أن الفرنسي أخذه ولا يمكن استرجاعه، وظلت تطالب بعودته لاحتوائه على معلومات ذات أهمية كبيرة، وهنا يحاول الكاتب أن يقول بأن جزءا كبيرا من أرشيف الجزائر التاريخي أخذه الفرنسيون .. كما يتحدث الكاتب عن شخصية « صالح « وهو مجاهد كُلف بإزالة الأسلاك الشائكة الكهربائية من الحدود، لكنه أصيب في إحدى المرات بقنبلة كادت أن تودي بحياته، لولا بعض الرُحّل الذين أُمروا بالبقاء قريبين من الحدود لأجل الحراسة ومساعدة المجاهدين أثناء عملية التنقل الشاقة والصعبة بين الحدود؛ ..أقام صالح عند هؤلاء الرحل وتم إسعافه ومعالجته بالطرق التقليدية التي اعتادوها في مثل هذه الإصابات ،..وهنا شخصية صالح تبرز معاناة المجاهدين الجزائريين عبر الحدود المغلقة بالأسلاك الكهربائية، والتي كثيرا ما تودي بحياتهم أو يصابون بإصابات خطيرة .