فرضت التجارة الالكترونية نفسها بقوة في مجتمعنا الجزائري، إذ يكفي أن يطلع المواطن عبر هاتفه الذكي على الصفحات التي تسوق لمنتوجات معينة، ويكتشف مباشرة الخدمات المقدمة دون أن يتنقل إلى المحل أو إلى السوق أو المركز التجاري . وقد أكد الكثير من الشباب أنهم يفضلون الشراء عبر «النت» دون أن يتكبدوا عناء التنقل إلى المحلاّت، مختصرين بذلك الوقت والمسافة ، ونفس الشيء بالنسبة للنساء اللائي يتعرفن على آخر صيحات الموضة ويأخذن فكرة عن المنتوجات المتواجدة بالسوق العالمية والعربية ، وغالبا ما يتواصلن مع مُسيري هذه الصفحات من أجل الشراء بأسعار متباينة ..كل هذا ساعد الكثير من الشباب الطموحين وخاصة النساء الماكثات بالبيت على فتح مشاريع تجارية خاصة بهم والترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبا ما يكسبون أرباحا جيدة تفتح لهم الطريق للاستثمار والنجاح . وفي هذا الصدد كشف الشاب «حمزة.ب « وهو طالب جامعي أنه وجد ضالته في التسويق على شبكات الانترنت، حيث بدأ مشروعه منذ سنتين وهو يعرض ألبسة رجالية ويقوم بتسويقها بطريقة احترافية، كما أنه يقوم بإيصال المنتوج بنفسه إلى الزبون، أما السيدة « أسماء . م « فتقول إنها كانت تعاني من البطالة ، ولم تكن تملك مدخولا يعليها رفقة عائلتها، إلى أن قررت اقتحام عالم التجارة الإلكترونية وبالفعل نجحت في ذلك وصارت صفحتها من أكثر الصفحات متابعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي . خدمات مجانية تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي من بين أهم الأسباب التي ساعدت الشباب على النجاح في عالم التسويق التجاري والاستثمار ، حيث أنها تسمح بتقديم عروض تجارية بالمجان، وتفتح فضاء للتواصل مع الزبائن دون قيود، وبالتالي فيه تشكل سوقا مجانية مفتوحة يكفي أن يضغط الزبون على الزر ليجد ما يريده من منتوجات بمختلف الأسعار مع الاستفادة من خدمات التوصيل والاستبدال، عكس المواقع التجارية الإلكترونية العالمية التي تفرض قوانين تجارية معينة وشروطا مادية تستفيد منها على غرار صاحب المنتوج .