أما محور إدخال الطعام على الطعام فمن الناحية الدينية لم يذكر حديث صحيح عن النبي كونه نهى عن ذلك إلا كلاما أرجعه العلماء إلى بعض الحكماء و الأطباء من أمثال « الحارث بن كلدة « طبيب العرب في قولهم « المعدة بيت الداء و الحمية رأس الدواء و أصل كل داء البردة « و البَردة - بفتح الباء و الراء و الدال – هي إدخال الطعام على الطعام أو ما نسميه نحن « الخلط في الأكل « و يقال انه كلام ادخله بعض الوُضّاع في المسند المرفوع ترويجا له و أنه ليس من كلام الحبيب المصطفى ألف صلاة و سلام عليه بالرغم من أن مضمون هذا الكلام يتماشى في مجمله مع أسس علم التغذية و التي ننصح من خلالها بعدم الخلط المبالغ فيه في الأطعمة و عدم إدخال طعام على طعام من صنف آخر حيث ان الجمع بين عديد المأكولات في نفس الوقت يؤدي إلى حث الجسم على إفراز العديد من الانزيمات المختلفة في لحظة واحدة مما ينهك الغدد و الأنسجة المسؤولة عن هذه الافرازات و يبقي المعدة في عملية هضم طويلة مما ينجر عنه تعبها و عسر هضمها حتى يصبح الانسان مصابا باعتلال المعدة المتجلي في علامات الألم و التقيؤ بعد الأكل و الحموضة المفرطة و غيرها من الاضطرابات المعدية و التي تؤدي بدورها الى اختلالات في أداء الأمعاء جميعا، و على هذا الاساس فان تنظيم اوقات الطعام و تجنب الاكل بين الوجبات و تفادي ادخال طعام كامل بذاته على طعام اخر تعتبر قاعدة رئيسة من قواعد و اسس التغذية الصحية السليمة . و للعلم فهناك عديد الابحاث أكدت أن من يقسم أكله اليومي الى وجبات كثيرة و خفيفة اقل عرضة من غيره للإصابة بأمراض القلب و الاوعية . أما فيما يخص عدم الاكل بين الوجبات فان ذلك مرده الى نوعية الاكل خلال الوجبة و كميته فبين وجبتين أساسيتين في نمط غذائي ما ينصع باحترام مدة زمنية من خمس الى ست ساعات ريثما يتم الانتهاء من الهضم الذي يطول في حالة احتواء الغذاء على بروتينات و دهون و قد ننصح بعدم معاودة الاكل عند الانتهاء منه حتى لو كانت الوجبة مكونة من الفواكه و الخضر ذات الانحدار السلس و الامتصاص الجيد و السريع، لأن ذلك سوف يجبر المعدة على التعامل مع هذه المأكولات النباتية و تترك البروتينات التي لم تكتمل دورة هضمها بعد فيحدث عسر و بطء في الهضم و تخمر شديد و كل ذلك يدخل في ما نسميه اليوم عموما بداء الكولون العصبي او الوظيفي .