* ضرورة تثمين سياسة الانفتاح على القطاع وعصرنته بالتقنيات الحديثة ثمن المتدخلون أمس في فعاليات الطبعة الأولى للمنتدى الوطني للسمعي البصري، المنظم ب«الكراسك" مثل هذه الأيام الدراسية، التي تعنى بواقع الإعلام لاسيما قطاع السمعي البصري، وقد تم افتتاح هذا النشاط بكلمة ترحيبية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، البروفيسور عبدالباقي بن زيان، تم قراءتها على الحاضرين، حيث تحدث فيها عن أهمية هذه الأنشطة الأكاديمية ودور الإعلام في معركة البناء والتشييد والتطور، التي تسعى إلى تحقيقها بلادنا. وبالمناسبة أكدت الدكتورة فاطمة وزان أستاذة بجامعة الجزائر، ومؤلفة ومخرجة سينمائية، خلال تدخلها ضمن فعاليات المنتدى الوطني للسمعي البصري الذي نظمه مركز "الكراسك" أمس الأربعاء بأن تدخل الدولة في ضبط عمل السمعي البصري والصحافة ككل واجب وضرورة لا يمكن التخلي عنها لأنها السبيل الوحيد لتفادي وقوع الانزلاقات، فرغم الحاجة للانفتاح لضمان حرية التعبير والسماح للمبادرات والأفكار الجديدة بالظهور والتطور بما يخدم المجال الاعلامي، إلا أن تدخل الدولة مثلما أضافت ضروري والزامي حتى أنها اعتبرت تدخل سلطة السمعي البصري، لحد الآن يبقى محتشما بالجزائر، رغبة منها في عدم التضييق ما سمح حسبها بظهور أعمال إعلامية، ما كان يجب لها أن تبث آخرها المساس بأحد رموز الدولة وهو شخص الأمير عبد القادر من قبل قناة "الحياة" وأعمال أخرى عديدة تمس بالتقاليد وحتى بالحرية الشخصية للأفراد، وهو ما اعتبرته الدكتورة وزان فاطمة تحررا استفادت منه وسائل الإعلام خلال السنوات الأخيرة بعد قانون الإعلام الأخير سنة 2012 والحديث بداية من سنة 2014 عن انفتاح حقيقي لوسائل الإعلام عقب تحديد القواعد المتعلقة بنشاط السمعي البصري وفتح المجال لاستثمار للخواص في المجال الإعلامي. من جهته أكد الدكتور يونس قرار خلال محاضرته بهذا المنتدى الذي جمع المختصين والاساتذة والطلبة وحاملي المشاريع من مؤسسات ناشئة يهدف المنتدى بالدرجة الأولى لتكوينها وتوجيهها نحو خلق مشاريعها والاعلاميين بأن الصراع قائم في الوقت الحالي بين الممارسين في الحقل الإعلامي، وهذا بين فئة تلقت تكوينا بيداغوجيا جامعيا ولها خبرة طويلة ويمكن حتى أبحاث ومنتجات فكرية في مجال الصحافة المكتوبة أو السمعية البصرية، وبين فئة ليس لها الخبرة في هذا التخصص لكنها تتحكم في التقنيات الحديثة المستعملة في المجال الاعلامي بشكل رهيب ما يجعل من أعمالها تصل المتلقي سواء، كان قارئا أو مستمعا أو مشاهدة بشكل سريع وبقابلية أحسن دون الحاجة للاستثمار في الإمكانيات الفكرية لمنتج هذا العمل الإعلامي وأحيانا دون الحاجة للتعبير، وبالتالي فإن الإعلامي الحقيقي الراغب اليوم في الحفاظ على مكانته أن يواكب هذه التقنيات إجباريا وليس اختيارا، كما صرح الخبير في الرقمية الدكتور قرار يونس، بأن هذا الصراع سيتحول مستقبلا ليجمع الإعلامي المتمرس والمتحكم في التقنيات والآلة أي "الربوت" تماما مثلما وقع في مجال الصناعة عامة والعديد من الاكتشافات استدل بها الدكتور في مداخلته، لتأكيد هذا الصراع المستقبلي بدليل دخول منتج عدسة عين تربط صاحبها بجميع خدمات الأنترنت والرقمنة والتي أعلن عنها منذ حوالي ستة أشهر، وهو ما يمهد لعهد جديد في مجال الإعلام، وخدمات تكنولوجيا الاعلام والاتصال، بالتالي أكد الدكتور قرار بأن العلاقة بين الإعلام التقليدي والحديث يجب أن تكون علاقة تكامل بدلا من أن يخفي الثاني الأول. وبخصوص اختفاء الجرائد الورقية، صرح ذات المختص بأنها حتمية لابد منها، وحلول محلها "الجرائد الالكترونية" لا مفر منه بدليل تحقيق المواقع والقنوات العالمية الالكترونية مبيعات ورواج كبير منها "قناة نات فليكس" بتحقيقها ل 400 ألف ساعة فيديو في الثانية و62 مليار أورو، رقم مبيعات "علي بابا" في يوم واحد، وبالتالي فإن الإعلام التقليدي فقد الثقة والفرصة في الثبات والبقاء ودون الاستعانة بالتقنية الحديثة سيزول حتما. من جهة أخرى تناول الدكتور نبيل حاجي وهو مستشار بوزارة الثقافة والفنون عن بعد موضوع تمويل الفيلم السينمائي الجزائري بين الآليات والإكراهات والدكتور نبيل جدواني الارشيف الرقمي للسينما الجزائرية.