يقوله الصمت ناعسا بعيني قمر شريد - يحمله الفضول إلى التسلّل عبر نصف نافذة مفتوحة على بعض النور ليسلّم على قدر الحكاية ببعض من الهمس الخجول هو من فعل فعلته التي فعل عن قصد وانبرى راحلا كوثبة الحلم .. ما لم تقله الكتابة.. يقوله الليل حثيث الخطى إلى مستقرّ الأسئلة.. كيف ينام القلب في هدأة .. وتصحو الروح في ثورة.. ويسلم الإنسان ..؟ ما لم تقله الكتابة .. قصيدة فارعة الطول كدأب المعلّقات على قلب التأريخ.. أو العموديات على بحور أحاطت بها من كلّ معنى صريح .. ومبنى شديد أو رهيف .. تحلّق به ماء البقاء .. ما لم تقله الكتابة .. روايات معتّقة بسحر التفاصيل حتى إذا جنّ الخيال انتشت وتلاشت في بريق الهتاف .. ما لم تقله الكتابة .. تقوله الرؤى في صور متكرّرة لحلم يشتدّ حضورا كنبض منسي، عتاب قديم .. أو شغف بائت .. ما لم تقله الكتابة .. يقوله وجع يحاور الصباح بلغة الطير مفردات بيضاء .. وسائر الحروف التي لا يقوى على النطق بها .. النّهار .. ما لم تقله الكتابة .. يقوله أسف على عمر مضى دون دراية.. ودون احتكام إلى الفرح .. كعادة حسنة .. تفي بغرض الأمل .. ما لم تقله الكتابة .. يقوله تشظّي صداقات عند منتصف الحقيقة.. أغصان تهاوت بباب الخسران المبين .. فالملح زهرة لا نوّار لها .. ما لم تقله الكتابة .. يقوله اللغط، يقوله العبث .. يقوله الأرق .. يد تهلّل للفساد .. وعين تسرح في نشوة الأذى ... ما لم تقله الكتابة .. تقوله العودة إلينا.. الهجرة السرّية، الممكنة والآمنة دون تأشيرة الآخر.. الآخر الذي تلاشى في الفقد.. وانتهى في البعد .. ما لم تقله الكتابة : لا حاجة لي بالنافذة .. تطلّ على الآخرين.. نافذتي جوّة روحي.. تطلّ عليّ .. وهذا يكفيني لأكون أسعد... - ما لم تقله الكتابة .. الصدق.. لحن قديم، منفرد.. خرج عن سرب الصباح.. لم يعد يأتيه الجمال من بين عينيه.. ولا من خلف غيمات الرواح... - ما لم تقله الكتابة.. حديث الساعة.. هو حديث القلب على الدوام ... ما لم تقله الكتابة .. رحلة ترامواي آخر النهار.. إلى المدينة "الجديدة".. وحديث الذاكرة .. - ما لم تقله الكتابة .. الفراغ .. مشرئبّ بعنق الصباح .. حيث كلّ الضّرر.. والضّرار ... - ما لم تقله الكتابة .. الصباح.. ممتلئ بالفراغ .. كتعويذة بائسة .. تعقد العزم على الانتقام.. من روح المكان ...