ربط رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عودة سفير الجزائر محمّد عنتر داود إلى مزاولة نشاطه الدبلوماسي في باريس بضرورة أن تحترم فرنسا بلادنا ، كدولة قائمة بذاتها ، و على فرنسا أن تنسى أنّ الجزائر كانت مستعمرة فالجزائر قطعت أشواطا مهمّة في تاريخ و مسار استقلالها و تشقّ طريقها نحو تحقيق أهدافها و مشاريعها السياسية و الاقتصادية بعيدا عن أيّ ضغط أو استجابة لمركز تأثير أجنبي ، و الآفاق مفتوحة أمامها من أجل اختيار شركائها في كل المجالات وفقا لمصالحها و رؤيتها الاستشرافية و ليس ثمة وصاية عليها من أيّ كان باعتبارها دولة ذات سيادة ، تتمتّع باستقلال تام في صناعة و اتخاذ قرارها بعيدا عن أيّ تدخل أجنبي مهما كان مصدره ، نوعه أو هدفه و هو الأمر الذي يبدو أنّ باريس لم تستوعبه و هذا ما يدلّ عليه تدخلها السافر في شؤون داخلية لمستعمراتها القديمة في القارة السمراء ، من أجل كسب النفوذ و إعادة الانتشار لمجابهة قوي سياسية و اقتصادية تشاركها التنافس على الثروة الإفريقية . و معلوم أنّ ردود رئيس الجمهورية خلال لقائه بالصحافة الوطنية أوّل أمس الأحد جاءت تعقيبا على الزلّة الخطيرة التي وقع فيها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بتصريحاته غير المسبوقة في الشأن الجزائري أكثر من ذلك لم تكذّب الرئاسة الفرنسية ما أورته جريدة «لوموند» التي حضرت لقاء ماكرون بشباب من ذوي الأصل الجزائري ومزدوجي الجنسية لمناقشة قضية «مصالحة الشعوب». و كان ماكرون أشار في تصريحاته إلى الماضي التاريخي لفرنسا في الجزائر، لافتا إلى أنه يرغب في إعادة كتابة التاريخ الجزائري باللغتين العربية و الأمازيغية: «لكشف تزييف الحقائق الذي قام به الأتراك الذين يعيدون كتابة التاريخ». كما شكك الرئيس الفرنسي في وجود «أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي»، مشددا على ضرورة التطرق لهذه المسألة من أجل تحقيق «المصالحة بين الشعوب « بل و تشبّث الرئيس الفرنسي بتصريحاته و دعّمها في لقاء صحفي جمعه منذ أيّام بالصحفية ليا سلامة و الذي بثّته قناة «فرانس أنتاغ».