عادت من جديد ظاهرة الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا عبر القوارب لتصنع الحدث مجدداً في وهران، لاسيما بعد سلسلة عمليات أحبطتها قوات خفر السواحل، التي شنت ضدهم حملات انطلاقا من الشواطئ، اعترضت خلالها عشرات القوارب في عرض البحر. كما أن الظاهرة التي كانت تقتصر في السابق على الشباب فقط ، أصبحت تمس جميع الأعمار والجنسين على حد سواء، حيث بات يغادر الوطن عبر قوارب الموت عائلات بأكملها تفضل ّان تجمع أموالا طائلة تصل الى 300 مليون و 400 مليون حسب عدد العائلة، وتهاجر. وحسب معلوماتنا و ما اقتنيناه من الميدان، فإن رحلة الشخص الواحد تكلف 90 مليون عبر القارب السريع، وإذا كانت العائلة تتكون من 4 أفراد فإنها تصل إلى 400 مليون سنتيم، و اضطرت العديد من العائلات الى بيع منازلها وكل ممتلكاتها وحتى السرقة، و النصب والاحتيال من أجل جمع المال، كما ان الحرقة لم تعد تقتصر فقط على الشباب البطال أو الأمي بل مست حتى المثقفين والإطارات. وفي هذا الإطار عالجت مصالح الأمن لولاية وهران خلال الأشهر الماضية، عددا مهما من القضايا المتعلقة بالهجرة السرية، تمكنت خلالها من الإطاحة بمجموعة من الشباب، كانوا بصدد تنظيم رحلات من شواطئ معروفة بهذا النشاط في وهران، منها ماهو موجود بدائرة عين الترك عبر الصخرة العجوز، وبشاطئ الجنة و رأس فالكون، وسان روك وسان جرمان وكذا شاطئ كوراليز. كما كانت مصالح أمن دائرة عين الترك قد أوقفت شبكة إجرامية تختص في تنظيم رحلات الإبحار السري، بعد أن تم ضبط افرادها ينقلون معدات الهجرة على متن شاحنة لنقل البضائع للتمويه، أسفرت عن توقيف 5 أشخاص، أعمارهم ما بين 22 و 55 سنة، وحجز قارب بحري صلب، دراجة نارية من نوع YAMAHA ،3 هواتف نقالة، وشاحنة من نوع "سوناكوم" تستعمل في نقل المعدات والأغراض التي تستعمل في الهجرة السرية، إذ جاء التوقيف استغلالا لمعلومات وردت إليهم، مفادها وجود أشخاص بصدد الانطلاق في عملية إبحار سرية عبر أحد شواطئ مدينة عين الترك نحو الضفة الأوروبية، وأفضت عملية المراقبة والترصد إلى تحديد هوية المشتبه فيهم ، ليتم وضع خطة محكمة التنفيذ أسفرت عن توقيفهم في حالة تلبس. كما أطاحت بشبكة أخرى تتكون من 03 أشخاص في حالة تلبس أيضا، كانوا بصدد إعداد وصناعة القوارب لتدبير وتنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر ، وحجزت 15 قاربا بحريا صلبا طولها ما بين 04 و 05أمتار، و 16 محركا بقوة دفع ما بين 85 و150حصان، وبوصلة، و جهاز GPS،و 09براميل وقود معبأة، وبدلتين للغطس ،03 عجلات نجدة، وألعاب نارية تستعمل في الاعتداءات، وسيارة نفعية تستعمل في جر القوارب ونقل الأغراض المذكورة، التي لجأ أفراد الشبكة الإجرامية إلى إخفائها بطريقة تمويهية داخل مزرعة متواجدة بالجهة الشرقية لمدينة وهران بها ورشة سرية لصناعة القوارب. و من جهة أخرى فقد قامت فصيلة مكافحة الهجرة غير الشرعية التابعة للفرقة الجنائية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية وهران، بالإطاحة بثلاث (3) شبكات مختصة في تنظيم رحلات إبحار سرية نحو الضفة الأوروبية، مقابل الحصول بصورة مباشرة أوغير مباشرة على منفعة مالية، وتوقيف 14 شخصا، مع حجز قاربين من نوع "بوطي"، و 3محركات بقوة 100 و 90 و 15 حصانا ، ومبلغ 1470أورو، و03 مركبات، ومجموعة من الأسلحة البيضاء المحظورة من مختلف الأصناف . الى جانب هذا فقد كانت مصالح الأمن قد أطاحت بما لا يقل عن 87 شخصا اختصوا في تنظيم رحلات الموت، حيث كانوا يدبرون ويسهلون عملية الخروج من التراب الوطني نحو أوروبا مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 70 و 80 مليون سنتيم، فيما عالجت 32 قضية لهجرة سرية، أوقفت خلالها 232 متورطا، وحجزت 32 قاربا مزودا بمحرك. وفي محاولة إعلامية منا للوصول إلى الحقيقة عن قرب، تقربت من أحد الأشخاص المعروف عنهم تهجير البشر، على أنني فتاة تعاني من ضغوطات الحياة والمشاكل الهموم، وبعدما إكتسبت ثقته أفصحت له عن رغبتي في الحصول على مكان ضمن هذه القوارب، حيث طلب مني مبلغ 90 مليون سنتيم لرحلة عبر قارب السريع أي رحلة" vip" كما يطلق عليها، والتي تدوم 3 ساعات فقط، علما أنني لم أكن وحدي متواجدة بالمكان، بل كان هناك العديد من الشباب الراغب في الهجرة نحو الضفة الأخرى، حيث اتفقنا على توقيت انطلاق الرحلة و الأشياء التي أقوم باصطحابها معي، كما فرض علي ان أسلمه هاتفي النقال، وهذا لتفادي تصوير فيديوهات و أنه يرجعه لي عند وصولنا إلى الضفة الأخرى. الجدير بالذكر أن شبكات التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في انتشار ظاهرة الحرقة، حيث أضحت العديد من الصفحات تروج لمثل هذه العمليات، و ذلك باستعمال اسماء مستعارة، و كذا رموز لاستمالة، واستدراج عدد كبير من الضحايا، لا سيما حين يقومون بنشر فيديوهات وصور لحراقة ركبوا قوارب الموت ووصلوا في صحة جيدة.