مازالت موجات الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا متواصلة انطلاقا من سواحل الجزائر ومنها وهران، حيث أن مصالح الأمن لولاية وهران لاتزال واقفة بالمرصاد لمحاربة هذه الظاهرة التي عرفت تطورا خطيرا. وتنوعت وسائل الهجرة في وقتنا الحالي، حيث أنه في وقت سابق كان المنظمون يعتمدون على قوارب الصيد، إلا أنه حاليا أصبحت حتى قوارب النزهة ذات الجودة العالية تستغل في تهريب البشر نحو الضفة الأخرى، خاصة وأنها لا تأخذ وقتا كبيرا من أجل الوصول إلى السواحل الإسبانية إنطلاقا من سواحل وهران، بحيث لا يستغرق وصولها أكثر من 3 أو 4 ساعات فقط. هذه الرحلات التي استدرج فيها العديد من الشباب والشابات والمراهقين مقابل أموال طائلة وصلت الى 40 و 50 مليون دج للفرد الواحد، في خرجات تسمى ب«vip» ، في حين لا تزال تلك الكلاسيكية قائمة و هذا حسب إمكانية كل «حراق» . إلا أنه هناك من يكتب له أن يصل إلى الضفة الأخرى ومنهم من يكون مصيره الغرق بطريقة مأساوية، ومن الضحايا الذين شهدوا هذا المصير نجد مغني الراي الشاب سهيل، الذي انقلب به القارب في عرض البحر، وهذا بعد أسبوعين من مغادرته شواطئ مدينة وهران رفقة 9 من رفاقه الشباب، على متن قوارب الهجرة غير الشرعية باتجاه إسبانيا، حيث عاد المغني جثة هامدة إلى شواطئ بلاده. * الإطاحة ب 48 شبكة وكانت مصالح الأمن بوهران قد قامت في سنة 2020 بتوقيف 317 شخصا، من بينهم 48 شبكة مختصة في تهريب البشر نحو الضفة الأخرى تورط فيها 87 فردا، حيث توبعوا في قضية التدبير والتسهيل للخروج من التراب الوطني. وتمت الإطاحة بالشبكات التي عرف نشاطها رواجا واسعا وسط الشباب، من بينها شبكة «شفيق تروبيكو» و كذا «سمير لابيشري» و«تشاطو»، حيث ارتفع عدد الشبكات المفككة ب 27 شبكة مقارنة مع سنة 2019 . و في هذا الشأن ذكر مراقب الشرطة أن مصالحه واقفة بالمرصاد لمجابهة و معالجة مثل هذه القضايا التي راح ضحيتها عدد كبير من الشباب، ناهيك عن المبالغ المالية التي سلبت منهم و التي وصلت إلى 80 مليون سنتيم للفرد الواحد من أجل العبور إلى الضفة الأخرى. في حين عالجت 32 قضية خاصة بمغادرة التراب الوطني بطريقة غير شرعية، وأوقفت خلالها 232 مرشحا للهجرة إضافة إلى حجز 32 قاربا مزودا بمحركات ذات سرعة عالية. * حجز قوارب وعتاد وفككت كل من مصالح الشرطة بأمن دائرة عين الترك والأمن الحضري بوسفر بولاية وهران ثلاث شبكات، كانت تخطط لتنظيم عملية إبحار سرية من شاطئ معزول ببوسفر باتجاه السواحل الإسبانية، مع توقيف 8 أشخاص مسبوقين قضائيا، وحجز قاربين مدججين بمحركين، أحدهما بقوة 115 حصانا وآخر بقوة 80 حصانا، وبوصلتين إلى جانب 3 مركبات ومبلغ مالي قدره 10 ملايين سنتيم. واستغلت مصالح الأمن سالفة الذكر معلومات مؤكدة مفادها قيام شبكات إجرامية بتنظيم رحلات إبحار سرية نحو أوروبا مقابل منفعة مالية انطلاقا من أحد شواطئ دائرة عين الترك، لتباشر تحرياتها الميدانية التي تمخض عنها تحديد هويتهم ومكان تواجدهم، وبعد استيفاء كافة الإجراءات القانونية تم وضع خطة محكمة التنفيذ أسفرت عن توقيف أفراد هذه الشبكات تباعا، مع حجز المعدات والعتاد البحري المخصص في الإبحار السري السالف الذكر مع المركبات الثلاث التي كانت تنقله. كما كانت مصالح الدرك الوطني بوهران قد وضعت حدا لنشاط شبكة مختصة في تهريب المهاجرين عبر البحر، وحجزت في ذات العملية قاربا مطاطيا مزودا بمحرك، وسيارتين ودراجة نارية ومبلغ 03 مليون دينار جزائري و215 يورو. هذه الشبكة مكونة من 10 أشخاص تم توقيفهم من قبل المصالح الأمنية المختصة، ينحدرون من العديد من الولايات يشكلون هذه الشبكة المختصة في تهريب المهاجرين عن طريق تنظيم رحلات عبر البحر مقابل مبالغ مالية معتبرة.