سيبقى فريق جبهة التحرير الوطني رمزا خالدا في الكفاح ضد المستعمر الفرنسي، وسيظل لاعبوه خالدين مادامت ملاحمهم الكروية شاهدة على نبوغهم تتوارثها الأجيال الكروية المتعاقبة في الجزائر، وعندما نعود إلى دراسة مشوار منتخب جبهة التحرير الوطني، سنقف على مدى قيمة تلك التضحيات التي قاموا بها، وتركهم حياة البذخ والنجومية في عالم الاحتراف الجذاب، وخير مثال المرحوم قدور بخلوفي أحد رموز منتخب "FLN"، إبن حي ''سانت انطوان'' العتيق بوهران الذي ولد في ال 7 جوان سنة 1934. داعب بخلوفي الكرة منذ صغره وأول إجازة أمضاها كانت سنة 1950 وهو في سن ال12 مع فريق ''كالو''، ولما بلغ فئة الأواسط (سنة ثانية) اتصل به فريق الجمعية الرياضية لميناء وهران، الذي كان يمثل حي سيدي الهواري الشهير. وكدليل على امتياز المرحوم بخلوفي خصص له فريقه الجديد أجرة شهرية ب 5000 فرنك فرنسي قديم إضافة إلى امتيازات أخرى... قصة الفقيد مع كرة القدم بوهران جعلته يخوض تجاربا كثيرة وهو في بداية مشواره مع أندية وهرانية، فبعد النادي الرياضي للحرية الوهراني (Club Athlétique Liberté d'Oran) وكذا الاتحاد الرياضي البحري وهران (AS Marine d'Oran) تلقى عروضا من خارج الجزائر وبالتحديد من إسبانيا عبر نادي فالنسيا الذي لعب له موسما واحدا، أين ذاع صيته وأصبح متابعًا من عدة أندية إسبانية وفرنسية، ليلتحق بعدها بنادي موناكو الفرنسي الذي كان يلعب الأدوار الأولى وفي صفوفه أحسن العناصر التي كانت نواة المنتخب الفرنسي، لكن بخلوفي بقي متابعا لكل كبيرة وصغيرة في الجزائر وكان جد مؤمن ومتعلق بالقضية التحررية، وهو ما جعله في 1958، أي أربع سنوات بعد اندلاع الثورة التحريرية، يستجيب لنداء الوطن عندما فر إلى تونس رفقة الكثير من مواطنيه الناشطين آنذاك في مختلف الأندية الفرنسية ليشكلوا فريق جبهة التحرير الوطني من أجل التعريف بالقضية الجزائرية، حيث ترك بخلوفي كل شيء والتحق بفريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم في تونس ليساهم رفقة زملائه اللاعبين الجزائريين في الكفاح من أجل استقلال الجزائر