يصنف لقاء المنتخب الوطني أمام بوركينافاسو أول أمس بملعب مصطفى تشاكر في البليدة من بين المواجهات التي ستسجل في تاريخ كرة القدم الجزائرية ليس لأنه حبس الأنفاس وعشنا فيه "سوسبانس"، على مدار ال 90 دقيقة بل لأنه يعد محطة مهمة للعبور نحو مواجهة السد الفاصلة والمؤهلة التي تتعرف الجزائر على هوية المنافس من بين فرق الكونغو الديمقراطية، مالي، مصر، غانا والكاميرون في 18 ديسمبر خلال مراسم القرعة بقطر تحسبا للمواجهة المرتقبة شهر مارس من العام القادم . ومن خلال تواجدنا في مسرح موقعة بوركينا على مدار يومين لتغطية هذا الحدث، البداية كانت صباح الاثنين من مركز سيدي موسى أين نشط الناخب الوطني الندوة الصحفية التي سبقت المواجهة، التي كان فيها الناخب جمال بلماضي أكثر صراحة كعادتها وواثقا من التأهل إلى المرحلة القادمة، من خلال تصريحه الجريء " أكيد سيأتي يوم و ننهزم فيه لكن ليس أمام بوركينافاسو" وهي الجملة التي أراحت كل الحضور من ممثلي مختلف وسائل الإعلام، بعدها كانت الوجهة مباشرة لمدينة الورود البليدة، فالبرغم من الأمطار التي عرفتها الولاية رقم 09، إلا أن قاطنة هذه الولاية انطلقوا في تحضيراتهم لموعد المباراة نساء ورجالا وكلهم أمل أن يحقق رفاق رياض محرز الهدف المنشود ، في اليوم الموالي موعد المباراة بداية المهمة كانت من مقر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ، بدالي إبراهيم ، للحصول على الاعتماد لتغطية المباراة و الحق كل الحق أننا جل ممثلي وسائل الإعلام حظوا باستقبال مميز من قبل الخلية الاعلامية للفاف ، حيث بعد الانتهاء من الاجراءات الروتينية للحصول على الاعتماد مباشرة كان التوجه نحو البليدة فرغم الأجواء الرائعة التي كان يصنعها أنصار المنتخب الوطني القادمين من كل حدب و صوب إلا أن الجميع كانوا على الأعصاب، لتنطلق الموقعة التي انتظرها أشبال بلماضي في رحلتهم نحو مونديال قطر ، في مباراة كل شيء فيها كان غير عادي و الهدف كان التخلص منها و ضمان ورقة الترشح ، خاصة بعد الحرب النفسية التي صنعها "الخيول" باعتراف صحفيي بلادهم الذي تنقلوا لتغطية هذه المواجهة و عددهم كان 5 ، انطلاق النزال الكروي عرف حذرا كبيرا من قبل محاربي الصحراء استمر على اثره السجال إلى غاية تحرير رياض محرز للجميع بتسجيل هدف السبق ، قابله بعدها تراجع غير مفهوم نتيجة للرغبة في الحفاظ على النتيجة بعيدا عن الفنيات والنسوج الكروية وكاد رياض أن يقتل اللقاء بهدف ثانٍ لو سدد مباشرة في المرمى من دون تمرير الكرة لبونجاح ، هذه الفرصة دفع الخضر ثمنها "كاش" كما يقال بالعامية بعد ان عدل الخيول النتيجة ، المرحلة الثانية تحرك قائد السفينة جمال بإجراء تغيير قلب الكفة لصالح فريقه بالعودة للعب بخطة 5-4-1 بعد ان فضل دخول المباراة بخطة 4-4-2 بإشراك فيغولي مكان بونجاح ، الذي سجل الهدف الثاني لمنتخبنا ، بعد توغل رائع من بلايلي "الغول" كما يلقبه الإخوة في تونس ، الذي مرر على طبق كرة الهدف الثاني . و في سيناريو مشابه للشوط الأول فضل رفاق مبولحي حارس العرين الرجوع للخلف للحفاظ على النتيجة ، لكن ذلك لم يكن في صالحهم و تلقوا هدف التعادل عن طريق ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة قبل نهاية هذه المباراة التي حسم فيها التأهل و كانت فرصة لاستخلاص الدروس في مثل هذه الوضعيات تحسبا للمرحلة القادمة التي ستكون أكثر صعوبة نظرا لمختلف الاستحقاقات القادمة أهمها كأس أمم افريقيا و مواجهة السد في تصفيات كأس العالم و في مقدمتها كأس العرب خلال الأيام القليلة القادمة.