. الأسد مصمم على الاصلاح ؟ دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس السلطات السورية إلى فتح ممرات انسانية فورا للمدنيين من ضحايا العنف. وقال اردوغان في البرلمان إن الممرات لنقل المساعدة الانسانية يجب ان تفتح فورا داعيا في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على دمشق في هذا الشأن. وانتقد اردوغان بعض القوي التي لا تزال تبني استراتيجياتها السياسية علي دم الشعب السوري في إشارة إلى روسيا. ومن جانبه قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الشعب السوري مصمم على متابعة الاصلاحات بالتوازي مع مواجهة الارهاب ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت واشنطن التزام الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببذل الجهود الدبلوماسية لانهاء العنف في سوريا. وأضاف الأسد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية سانا أن الشعب السوري الذي أفشل المخططات الخارجية في السابق بإرادته ووعيه اثبت قدرته مجددا على حماية وطنه وبناء سوريا المتجددة من خلال تصميمه على متابعة الاصلاحات بالتوازي مع مواجهة الارهاب المدعوم من الخارج. وجاءت تصريحات الأسد خلال استقباله رئيسة لجنة الصداقة الاوكرانية السورية في البرلمان الأوكراني ووفد مرافق لها. وجدد الأسد تأكيده أن ما تتعرض له سوريا هو تكرار لمحاولات سابقة تستهدف اضعاف دورها وضرب استقرارها. وفي غضون ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية قصفت أمس جسرا يستخدمه الجرحى واللاجئون كممر اساسي للعبور إلى لبنان. وأضاف المرصد أن الجيش السوري استهدف جسرا يمر عليه كل الجرحى في طريقهم _لى لبنان قرب مدينة القصير في حمص. وفي بيان لاحق أوضح ان الجسر المستهدف كان يستخدم لعبور الجرحى من المدنيين والمنشقين والنازحين إلى الأراضي اللبنانية خوفا من اعتقالهم من السلطات السورية على المعابر الشرعية بين لبنان وسوريا. وفي درعا جنوبي البلاد، أفاد المرصد بأن القوات السورية اقتحمت مدينة الحراك حيث تدور اشتباكات عنيفة بينها وبين مجموعات منشقة. وأوضح أن قوات عسكرية كبيرة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وحافلات اقتحمت مدينة الحراك وسط سماع اصوات انفجارات واطلاق رصاص كثيف. وذكر المراسلون في دمشق إن الجيش بدأ عملية عسكرية شاملة في القرى الواقعة على طريق دمشق حمص الدولي وتشمل يبرود والجراجير وقارة حيث انتشر الجيش في تلك المناطق وتدور فيها الاشتباكات مع مسلحين. وفي المقابل، بث التلفزيون السوري أمس لقطات لسكان عائدين إلى حي بابا عمرو الذي تعرض لقصف شديد لكن الصليب الأحمر قال انه مازال غير قادر على توصيل المساعدات إلى المنطقة. وظهر في اللقطات عشرات من الرجال والنساء والأطفال يسيرون وسط مبان شبه مدمرة حملت آثار طلقات النيران. بابا عمرو: وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها وزعت أغذية ومساعدات أخرى على بعض احياء مدينة حمص لكنها لم تحصل على اذن من السلطات لدخول حي بابا عمرو اكثر المناطق تضررا بالمدينة. وقال ايف داكور المدير العام للصليب الاحمر إن الحكومة ما زالت تمنع دخول موظفي اللجنة إلى بابا عمرو حيث لا يزال المدنيون محاصرين في درجات حرارة شديدة البرودة ويحتاجون للطعام والمياه والرعاية الطبية. وعلى صعيد متصل قالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة ان الحكومة السورية سمحت لها بزيارة البلاد في وقت لاحق هذا الاسبوع، وربما الاربعاء. وقالت اموس في بيان: هدفي مثلما طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، يتمثل في حث جميع الاطراف على السماح بدخول عمال الاغاثة الانسانية دون أي معوقات حتى يتمكنوا من اجلاء الجرحى وتقديم الامدادات الضرورية. وجاء قرار سوريا السماح لاموس بزيارة البلاد بعد أن تعرضت لانتقادات دولية شديدة شملت توبيخا نادرا من مجلس الامن التابع للامم المتحدة الاسبوع الماضي لرفضها السماح لمسؤولة الشؤون الانسانية بدخول مناطق الصراع السورية. دوليا دعا السيناتور الامريكي الجمهوري جون ماكين بلاده الى قيادة جهود دولية لحماية المدنيين في سوريا عبر توجيه ضربات جوية ضد القوات السورية النظامية. وقال ماكين ان الهدف النهائي لتلك العمليات هو خلق مناطق امنة والدفاع عنها، لا سيما في شمال سوريا حيث تنظم المعارضة السورية انشطتها السياسية و العسكرية.