أكد الوزير الأول, وزير المالية, السيد أيمن بن عبد الرحمان, اليوم السبت من اسطنبول (تركيا), أن الجزائر ستواصل دعمها للشراكة الإفريقية-التركية لكي تكون "نموذجا يحتذى به" في مجال التعاون الدولي. وفي كلمة له خلال مشاركته, بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, في الدورة الثالثة لقمة الشراكة تركيا-إفريقيا بعنوان "تعزيز الشراكة من أجل التنمية والازدهار المشترك", قال السيد بن عبد الرحمان أن الجزائر "ستواصل دعمها للشراكة الإفريقية-التركية من أجل الدفع بعجلة التعاون بين الطرفين لترقى إلى مستوى تطلعات شعوبنا". وأعرب في ذات السياق عن "يقين" رئيس الجمهورية بأن هذه الدورة "ستسهم بمخرجاتها في رسم آفاق طموحة للدفع بهذه الشراكة المتميزة نحو آفاق أوسع بما يحقق أهداف وأولويات الطرفين في التنمية والرخاء المشترك لتكون بذلك نموذجا يحتذى به في مجال التعاون الدولي". ولفت الوزير الأول إلى أن الجزائر "تولي اهتماما كبيرا لهذه الشراكة التي تجمع, من جهة, قارة نحن جزء لا يتجزأ منها ونعمل دون كلل من أجل استقرارها وتنميتها المتعددة الأبعاد وازدهار شعوبها, ومن ناحية أخرى, الجمهورية التركية التي تجمعنا بها علاقات تاريخية وقواسم حضارية, ثقافية واجتماعية, والتي تشكل لنا موروثا مشتركا نستند عليه لبناء شراكة تعود بالنفع على بلدينا". وأبرز بهذا الخصوص أن "لقاء اليوم لتدارس سبل تعزيز أواصر التعاون بين إفريقيا وتركيا أكبر دليل على تمسكنا الجماعي بالنموذج الذي تكرسه هذه الشراكة وما تجسده من قيم الاحترام المتبادل والشفافية والتوازن, فضلا عن نتائجها الايجابية في ترقية الحوار السياسي والسعي لتحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على الجانبين". كما أشار السيد بن عبد الرحمان إلى "توفر جميع مقومات نجاح هذه الشراكة, سواء تعلق الأمر بالإرادة السياسية أو من ناحية عوامل النهضة الاقتصادية الشاملة التي تزخر بها قارتنا, والتي تواصل مسيرتها الثابتة نحو تحقيق أهداف أجندة 2063 في التنمية المتكاملة والمندمجة في ظل الأمن والاستقرار". وأضاف قائلا: "ولا شك أن دخول الاتفاقية المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ مطلع هذا العام سيكون لها الأثر البالغ في ترسيخ الوجه الجديد لإفريقيا مليئة بالأمل والفرص, إفريقيا مشجعة للأعمال والاستثمارات, إفريقيا بعيدة كل البعد عن الصور النمطية المتداولة في مختلف وسائل الإعلام". ودعا في هذا الشأن إلى "تكثيف الاستثمارات في الميادين المتعلقة بدعم التكامل الاقتصادي في قارتنا, على غرار ما تقوم به الجزائر من سياسات تنموية وبرامج اقتصادية ذات بعد تكاملي إفريقي كالطريق العابر للصحراء الجزائر- لاغوس بطول 2415 كلم, والذي سيسهل حركة البضائع والأشخاص بين قارتنا وبقية العالم وتفعيل التجارة الدولية وخلق ممرات اقتصادية تعزز النمو والازدهار في المنطقة وتفتح آفاقا جديدة لشركائنا, خاصة الأتراك, للاستثمار". واستطرد قائلا: "كما نتطلع إلى دعم التعاون بيننا في مجال الموارد البشرية عبر التكوين وتعزيز القدرات وتبادل المعارف ونقل التكنولوجيا لتطوير إمكانياتنا الصناعية وتمكين كل فئات المجتمع الإفريقي من المساهمة في خلق الثروة عبر تحويل مواردنا الطبيعية وتحقيق قيمة مضافة عالية وترقية شراكة مستدامة ونوعية". للإشارة, فإن هذه الدورة تشهد مشاركة أزيد من 40 بلدا افريقيا وممثلين عن أزيد من 20 رئيس دولة وحكومة, إلى جانب وزراء الشؤون الخارجية وكذا وفد من الاتحاد الافريقي.