توقفت عمليات التلقيح، بمختلف المؤسسات الصحية الجوارية، وأصبحت مقتصرة على تلقيح، المقبلين على السفر بلقاح «جونسون أند جونسون» الأمريكي، الذي يكثر عليه الطلب، إن لم نقل إنه اللقاح الوحيد، المطلوب حاليا ومن فئة محددة فقط ، لا يتجاوز تعدادها 100 شخص يوميا، حسبما أكده لنا الدكتور بوخاري يوسف، رئيس مصلحة الوقاية على مستوى مديرية الصحة، والذي صرح بأن جميع عمليات التلقيح، خارج طلب المقبلين على السفر، تكاد تكون متوقفة، لتراجع الاهتمام بالعملية. خاصة بعد تجدد موجات الوباء، واستمرار تسجيل الإصابات بهذاالفيروس، وإن كانت كل الإحصائيات، تؤكد بأن نسبة هامة من المرضى، هم من فئة غير الملقحين، حتى أن إصابة الخاضعين للتلقيح، كانت في أغلبها خفيفة، وغير مصحوبة بأعراض خطيرة، إلا أن العزوف عن العملية، بدأ مع نهاية الموجة الثالثة، ولم يسجل مع بداية الموجة الرابعة، أي تحسن في الإقبال، مثلما كان متوقعا رغم مختلف، عمليات التحسيس التي قامت بها مديرية الصحة، ومديرية التربية، وحتى الولاية بتنظيم حملات تلقيح العديد من المرات، غير أنها كانت في كل مرة، لا تلقى إقبالا عليها ومنها حملة التلقيح الكبرى، التي نظمتها المؤسسات الجامعية، بتعليمة من الوزارة الوصية، والتي كان تقييمها سلبيا، بتسجيل نسبة تلقيح ضعيفة جدا، وسط الطلبة والأساتذة والعمال، رغم ما سخر لها من إمكانات .كما صرح لنا السيد بوخاري يوسف، رئيس مصلحة الوقاية، بأن اللقاح متوفر على مستوى جميع المؤسسات الصحية ولم يعد مطلوبا، لحسن الحظ أن اللقاحات، لا تتطلب شروط حفظ خاصة جدا، عدا التبريد العادي وإلا لكان الأمر صعب التسيير والتحكم فيه، وبالتالي يتم تموين هذه المؤسسات، بكميات محدودة إلى غاية استنفادها بعد فترة وهي مدة أصبحت تطول مع تسجيل هذا العزوف ،الذي قد يكون مرتبطا بتغير الفيروس، من «دالتا» إلى «أوميكرون» وإن كانت كل البحوث تؤكد فعالية هذه اللقاحات حتى ضد المتحورات الأخرى، على أمل عدم تجدد واحدة أخرى، في وقت أصبح فيه عدد الإصابات، يتراجع بشكل ملحوظ وهو ظرف غالبا ما يتسبب في زيادة العزوف، فحتى خلال الموجات السابقة، يلاحظ مع نهايتها تقلص الإقبال على التطعيم وبما أن الموجة الحالية تعرف هذا الوضع منذ البداية، فكان متوقعا الوصول إلى هذه النتيجة، والتي وصلت فيها مديرية الصحة، إلى تسجيل عدد محدود جدا، قد يعد على الأصابع من الملقحين، خارج فئة المقبلين على السفر، ممن قد يكونون مواطنين خضعوا للتلقيح بالجرعتين الأولى والثانية ويواصلون أخذ الجرعة الثالثة، هذه الأخيرة التي كان الإقبال عليها ضعيفا جدا، رغم توفير كميات هائلة، لأجل تقديمها في إطار استكمال عمليات التلقيح بالجرعتين الأولتين، إلا أنه تبين بعد مباشرة عملياتها أنها لا تلقى أي إقبال وفئة قليلة جدا مهتمة بأخذها عكس الجرعة الأولى والثانية، التي كان الإقبال عليها جيدا نوعا ما، إلى درجة الوصول إلى نسبة تلقيح بلغت 40 بالمائة تقريبا، بين الجرعتين الأولى والثانية، وهذا بعد عمل تحسيسي وتوعوي هام، بادرت به العديد من الهيئات في الآونة الأخيرة، كان أهمها حملات التلقيح بالقطاع التربوي والتي مكنت من تلقيح 43 بالمائة، من عماله ورغم ذلك يبقى العدد غير كاف خاصة وأن الموجة الأخيرة الرابعة عرفت إصابات عديدة وسط التلاميذ والأساتذة لسرعة انتشار فيروس «أوميكرون»