شن طيران الاحتلال فجر أمس غارة على مدينة غزة، وهو ما أدى إلى خسائر في الممتلكات، لكن لم يبلغ عن وقوع إصابات. وتهدد هذه الغارة بإنهاء التهدئة الهشة بين إسرائيل وفصائل المقاومة. وأدى القصف إلى نشوب حريق ضخم في مستودع للأخشاب. وقد امتدت ألسنة اللهب إلى عدد من المنازل والمحال المجاورة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن متحدث باسم جيش الاحتلال القول إن طائراته استهدفت الليلة الماضية نقطتين لمواقع المقاومة ردا على إطلاق صواريخ صوب البلدات الإسرائيلية وفق تعبيره. وذكر موقع الإذاعة الإلكتروني أن الغارة جاءت ردا على سقوط صاروخ غراد في وقت سابق في بلدة نتيفوت بالنقب الغربي مما أسفر عن إصابة شخص بصورة طفيفة جدا وإصابة آخرين بحالات هلع. وتأتي هذه الغارة بعد 24 ساعة على إعلان اتفاق للتهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية. وكان 25 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال قد استشهدوا وأصيب عشرات آخرون في سلسلة من الغارات الإسرائيلية على غزة منذ عصر الجمعة الماضي، في حين أصيب عدد من الإسرائيليين جراء سقوط صواريخ أطلقتها المقاومة بعدد من البلدات الإسرائيلية. وفي غضون ذلك، قالت مصادر للاحتلال إن إسرائيل تكبدت خسارة تقدر بنحو خمسة ملايين دولار في تشغيل وتفعيل منظومة القبة الفولاذية القادرة على اعتراض الصواريخ متوسطة المدى التي تطلقها المقاومة. وكان جيش إسرائيل قد أعلن أن هذه المنظومة نجحت في اعتراض 56 صاروخ غراد أطلقت من قطاع غزة الأيام الأربعة الأخيرة. وكان صحفيون إسرائيليون قد شككوا بالجدوى الاقتصادية لهذه المنظومة. وقد لوح جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية برية في غزة في حال تواصلت الهجمات الصاروخية منها. وقال الناطق باسمه يوآف موردخاي إن الجيش مستعد لشن عملية برية إذا استمر تهديد سكان جنوب إسرائيل, في إشارة للمدن والبلدات القريبة من غزة مثل أسدود وعسقلان. وفي الوقت نفسه, قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن إسرائيل ستواصل ضرب كل من يهاجم المدنيين (الإسرائيليين), وتحدث عن اعتراض أربعين صاروخا فلسطينيا بفضل نظام القبة الحديدية, وهو نظام للدفاع الصاورخي. ونُقل عن قائد الأركان الإسرائيلي بيني غانتس قوله إن الجيش سيستمر في توجيه ضربات قوية لغزة، بينما أعلنت قوات الاحتلال أنها ستنصب بطارية قبة حديدية رابعة لاعتراض الصواريخ. ومن جهته, قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته مدينة أسدود الساحلية -التي استهدفتها صواريخ المقاومة الفلسطينية- إن إسرائيل ستضرب أي شخص يهاجمها أو يخطط لمهاجمتها. وفي سياق التهديدات ذاتها, قال وزير الأمن العام الإسرائيلي إسحاق أهارونوفيتش اليوم إن الرد على إطلاق الصواريخ من غزة ينبغي أن يكون قويا لإنهاء الوضع الذي لا يمكن تحمله, مضيفا أن من الصعب إبقاء مليون شخص في المخابئ لأربعة أيام. أما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان فاتهم من جهته إيران بدعم حماس وما سماها بمنظمات الإرهاب الأخرى اقتصاديا وعسكريا. وقال إن استمرار الصواريخ يقبر أي احتمال في المستقبل لربط قطاع غزة بالضفة الغربيةالمحتلة ما دامت حماس تسيطر على القطاع, وإن الفلسطينيين حكموا على أنفسهم بعزلة يبدو أنها ستدوم أجيالا، حسب تعبيره.