نائب بالكنيست: عملية غزة تزيد من قوة "هنية" أقر إيهود أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني باستحالة وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية، وبالتالي أعلن ضمناً فشل العدوان الذي أطلق عليه اسم "غيوم الخريف". وخفّض أولمرت، في جلسة الحكومة الأسبوعية يوم الأحد، من سقف هدف العملية الحربية للجيش في قطاع غزة، بالتأكيد أنها تسعى إلى "تقليل" وليس وقف إطلاق الصواريخ على المستعمرات الصهيونية، بل وأكد أكثر من مرة أن هذا هو الهدف ولا يوجد هدف آخر. كما رفض رئيس الوزراء الصهيوني مطالب قادة الجيش بتوسيع العمليات الحربية في قطاع غزة، مستفيداً، كما يبدو، من الانتكاسة التي عانى منها في حرب لبنان. اعتبر عدد من القادة والمعلقين العسكريين الإسرائيليين مشاركة النساء الفلسطينيات في فك الحصار عن المقاومين في بيت حانون شمال قطاع غزة تمثل "أسطورة تاريخية". واتفقوا في الوقت نفسه على أن إسرائيل ستفشل في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها للعملية المتواصلة على بيت حانون. أوردت مصادر إعلامية عبرية مطلعة التصريحات الصادرة عن "يوسي بيلين" عضو الكنيست ورئيس حزب "ميرتس" اليساري الصهيوني والتي أكد فيها أن ما تفعله "إسرائيل" في قطاع غزة لن يضعف أبدًا رئيس الحكومة الفلسطينية "إسماعيل هنية" ولكن يدعمه ويرفع من مكانته. وقال يوسي بيلين رئيس حركة "ميريتس" والذي شغل في الماضي منصب وزير القضاء: "إن ما قامت به هؤلاء النسوة هو أسطورة، وموقف بطولي سيضفي الصدقية والاحترام على النضال الوطني الفلسطيني". وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية يوم الأحد، اعتبر بيلين أن "هؤلاء النسوة سيصبحن مثالاً سيحرص على الاقتداء به الفلسطينيون والعرب والمسلمون في جميع أرجاء العالم". ونقلت "الإذاعة العامة الإسرائيلية" يوم الأحد، في موقعها على الإنترنت، عن "بيلين" القول: إنه يجب وقف العملية العسكرية التي تقوم بها "إسرائيل" في قطاع غزة فورًا، لأنها لا تقوض من مكانة "هنية"، كما تحسب الحكومة "الإسرائيلية"، بل تزيد من شعبيته. واختتم رئيس حزب "ميرتس" تصريحاته قائلاً: إن تلك العملية لن تساهم في وقف صواريخ القسام من الأراضي الفلسطينية ولن تساهم أيضًا في إطلاق سراح الجندي "الإسرائيلي" "جلعاد شاليط". أما الجنرال زئيف شيف الخبير العسكري والإستراتيجي الشهير بصحيفة "هاآرتس"، فقد قال: "إن نساء بيت حانون صنعن تاريخًا بعد أن تزودن بإيمان كبير وعقيدة صلبة جعلتهن يقدمن على هذه المخاطرة" التي أسفرت عن مقتل 3 وجرح عدد كبير منهن؛ من أجل العمل على فك الحصار عن المقاومين الفلسطينيين الذين كانوا محاصرين في المسجد. واعتبر شيف أن ما قامت به هؤلاء النساء بقيادة النائبة عن حركة حماس جميلة الشنطي سيسجل "كحدث هام وسيدرس في كتب التاريخ". وبدوره قال عاموس هارئيل المعلق العسكري البارز: "إن أحداث بيت حانون تدلل بما لا يقبل الشك على الدور الكبير الذي تقوم به المرأة الفلسطينية في مقاومة القوات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن الكثيرين سيكتبون عن دور المرأة الفلسطينية في الكفاح ضد الإسرائيليين. أما داني روبنشتطاين الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، فاعتبر إقدام نساء بيت حانون على التضحية بأرواحهن من أجل إنقاذ المقاومين دليلاً قويًّا على التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة، رغم ما يتعرضون له من أذى، وأعرب في الوقت نفسه عن توقعه بأن الرهان الإسرائيلي على إحداث شرخ بين الشعب الفلسطيني ومقاوميه سيكون خاسرًا. وفي معرض تقييمه للعملية العسكرية الإسرائيلية في بيت حانون قال وزير البني التحتية الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر موجهًا حديثه لقادة الجيش الإسرائيلي: "لقد اقتحمنا غزة مرات ومرات، وقتلنا واغتلنا المئات من مقاوميها، ومع ذلك لم نستطع أن نحسم المواجهة معهم"، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية عن بن أليعازر قوله: "لن نستطيع وقف إطلاق صواريخ القسام، ببساطة لن نستطيع، فلنبحث عن أساليب أخرى". واستناداً إلى معطيات محلية فلسطينية؛ فإن فصائل المقاومة أطلقت منذ بدء العدوان على بلدة "بيت حانون" في شمال قطاع غزة أكثر من ثمانين صاروخاً باتجاه المستعمرات المحاذية لقطاع غزة، إضافة إلى عشرات القذائف والعبوات الناسفة التي تصدوا بها لقوات الاحتلال. "غيوم الخريف" تفشل مخطط إسقاط حكومة هنية وفي غضون ذلك زعمت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية في عددها ليوم الأحد، أن العدوان الإسرائيلي على بيت حانون أحبط مخططًا عكف عليه كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والإدارة الأمريكية لإسقاط الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية حماس. وبحسب ما نشرته الصحيفة، فإن أبو مازن اتفق مع كل من المبعوثين الأمريكيين ديفيد وولش وأليوث أبراماز على أن يقوم بإلقاء خطاب للشعب الفلسطيني يعلن فيه عن حل الحكومة، وتشكيل حكومة طوارئ حتى يتم تنظيم انتخابات تشريعية جديدة. وأشارت الصحيفة إلى أن شن العدوان الإسرائيلي على بيت حانون واستهداف عناصر حركة حماس بشكل خاص من قبل جيش الاحتلال وسقوط هذا العدد الكبير من عناصر "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحماس في هذه المواجهات، أحرج أبو مازن كثيرًا، أضافت الصحيفة أنه تبين لأبو مازن أنه لا يمكن تنفيذ هذا المخطط، في الوقت الذي ينظر فيه الفلسطينيون إلى عناصر حماس كأبطال. وأكدت الصحيفة أن تولي حماس قيادة المقاومة في بيت حانون عزز شعبية رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بشكل غير مسبوق. القسم الدولي