لايمكن أن نعلم للتلاميذ الخط العربي عندما نكتب له نماذج الحروف علىالسبورة منذ السنة الأولى و نتركه يرسمها كما يحلو له ، يتجه بقلمه حيث يشاء و يرفع قلمه متى شاء و يعيده متى شاء ، إلى غير ذلك من الأخطاء التي يرتكبهاالتلميذ ، لكن شيئا فشيئا يتعود عليها و تصبح لديه عادات يصعب تصحيحها وتقويمها فيما بعد . وفي هذا السياق نظمت مفتشيات التربية للمقاطعات الثلاث المتواجدة على مستوى بني صاف وولهاصة ملتقى تكويني لفائدة معلمي وأساتذة السنة الأولى إبتدائي على مدى يومين ( 3 – 4 ) من هذا الشهر لفائدة حوالي 70 مدرسا ومدرسة وهذا بثانوية ابن الهيثم ببني صاف تحت إشراف مفتشي المقاطعات السادة : ( زروق علي – بن مقران محمد – سويدي نورالدين ) و بحضور المفتشين المتربصين . وقد كانت انطلاقة اللقاء بكلمة ترحيبية من السيد" بن مقران محمد " مفتش المقاطعة الثانية ببني صاف لكل الحضور وضيوف الملتقى ، وقد تركزت محاور الملتقى التكويني حول مراحل تعليم الخط العربي في السنة الأولى إبتدائي الذي يدخل ضمن مشروع بيداغوجي في تحسين النتائج المدرسية ، لأن تعليم الخط يبدأ منذ اللحظات الأولى التي يمسك فيها الطفل القلم . وقد أشرف على هذا الملتقى إطارات من التربية الوطنية نذكر منهم السادة : ماليكي عبدالمجيد مفتش عام متقاعد و بشلاغم عبدالله أستاذ مؤطر بالمعهد التكنولوجي ، وهذا قصد تقديم دروس وعروض حول هذا الموضوع المهم من حيث البساطة والصعوبة في المضامين مع كيفية القضاء على العادات التي يكتسبها التلميذ مند صغره والتي أصبحت تشوه كتابته ، فمثلا عندما يخطئ في الكتابة يصحح الخطأ بإعادة كتابة ما كتب بالضغط عليه بالقلم و نسمي هذا بالفرنسية surcharger ، حاثين المعلمين أن يحاربوا هذه الظاهرة بكل جدية ، و أن يعلموا التلميذ بأن خطأه عادي جدا فلا يخافون منه ، وقد تم الإستعانة في هذا الملتقى بأجهزة تربوية حديثة قصد تسهيل عملية التكوين . و يأتي هذا اللقاء لتعزيز تكوين الإطارات في تفعيل مراحل تعليم الخط مهما بدت للطفل تافهة ، حيث تطرق أحد المتدخلين أن التلميذ في بدايته لممارسة الكتابة مسك القلم، حيث يجب أن يمسك القلم بين الإبهام و السبابة و الوسطى و يُظهر منه جزءًا صغيرا حتى يتمكن من توجيهه بسهولة ، أما جسم القلم فيجب أن يمر بين أصلي السبابة و الإبهام ، كما يجب أن يوجه المعلم التلاميذ إلى كيفية وضع الكراسة على الطاولة ، فيجب أن تكون مائلة بالنسبة لجسمه و ليست أفقية ، مع مراعاة اتجاه الميل سواء كان التلميذ يمينيا أو يساريا مع وضع ساعد التلميذ يجب أن يكون عموديا انطلاقا من أسفل الورقة و ليس من اليمين أو اليسار . مضيفا أن بالنسبة للكتابة في حد ذاتها يجب أن يكون الاهتمام منصبا منذ البداية على اتجاه كتابة الحرف و حجمه المناسب ، فلا بد أن تكون النماذج التي يعدهاالمعلم واضحة و من المستحسن أن تكون في البداية نماذج كاملة منقطة يتبعها التلميذ و مراقبتهم الدائمة مهمة ، و يجب مسك أيدي العاجزين و توجيههم وبعد أن يلاحظ المعلم أن تلاميذه تمكنوا من تتبع النماذج بكيفية جيدة ، يستطيع أن يعطيهم حرية أكثر ، و ذلك بأن يكتب الحرف مرة واحدة على هامش الكراس و يضع لهم النقط في الأماكن التي يريد أن يحاكوا فيها هذا الحرف،بعد ذلك يتعلم التلميذ كيف يكتب حرفين ملتصقين ببعضهما ، ثم ثلاثة حروف ، وبعدها كلمات بأكملها، مع التركيز دائما على الاتجاه الصحيح و الحجمالمناسب ، موضحا أن في هذه المرحلة ينتبه المعلم إلى رفع القلم بعد كل حرف ، و هذا يشوه الكتابة ، فلا بد أن يكتب مثلا الكلمة "حمل" دون رفع القلم ، لأنها مقطع واحد. و من المهم جدا أن يعي التلميذ كراسه و السطور المؤلفة منها و بين كل سطرين توجد أربع مسافات ، و أن الحروف مقسمة إلى أربع فئات: - حروف تكتب على السطر و ارتفاعها مسافة واحدة ، مثل : د،ذ،ت،ت ، ع ، ع ، ص ......إلخ - حروف تكتب على السطر و ارتفاعها مسافتان ، مثل: ا ، ل ، ك ، ك ....... - حروف تنطلق من السطر و تنزل مسافة واحدة : ر ، ز ، ر........ - حروف يرتع جزء منها فوق السطر بمسافة واحدة و الجزء الآخر ينزل تحت السطر مسافتين مثل : ح ، ج ، ع ، غ .......... كما نصح أحد المؤطرين كل المدرسين على عدم ترك التلاميذ يكتبون دون مراقبة ، فلا بد أن يصحح ما اعوج في كتاباتهم ، فالعود إذا صلب على الاعوجاج فلا يمكن تقويمه ، مضيفا على المعلم أن يصبر في تعليم الخط لأنها عملية معقدة لدى التلاميذ ، و لا يروعه إذا لم يكتب التلاميذ في الحصص الأولىالحرف مرات عديدة ، فقد يتمكن التلاميذ من كتابة النموذج المراد مرة أو مرتين فقط في الحصة الواحدة . وفي السنوات الموالية لا يستهين المعلم بالخط ، و لا يظن بأن التلاميذ تعلموا و صاروا كبارا ، فلا بد أن يكون اهتمامه بالخط مستمرا ، و في هذه السنوات بمقدور المعلم أن يهتم بالجانب الفني للخط إن تيسر له ذلك . وفي الأخير قدم نصيحة لهم : بقدر تعبكم في تعليم التلاميذ الخط وهم صغار ، بقدر ما تتلذذون بتصحيح موضوعاتهم و هم كبار . في حين جاءت المواضيع للملتقى في إطار التكوين المستمر ضمن مخطط سنوي يعقد فيه ملتقى تكويني حول الخط العربي في ترقية النتائج التحصيلية لتلميذ المدرسة الابتدائية ، على حد تصريح السيد " ماليكي عبدالمجيد " مفتش عام متقاعد بوزارة التربية الوطنية ، الذي أوضح أن هذا الملتقى يهدف إلى طرق استفادة المعلم من الدراسة التربوية ، وكذلك إلى الإلمام بالوسائل الجمالية ، وأضاف أن هذا الموضوع البيداغوجي يصب في صلب العملية التربوية... وعلى هامش هذا الملتقى تقربنا من بعض المدرسين والمدرسات حيث سألناهم عن هذا الملتقى فأجمعوا كلهم على إعجابهم بهذا الموضوع الذين كانوا في حاجة ماسة إليه ، مطالبين بالتكثيف من مثل هذه الملتقيات ، مقدمين تشكراتهم الخالصة لكل المؤطرين والمنظمين .