* الروك في الجزائر يشهد نهضة كبيرة وتطورا رهيبا. * الفن وسيلة لتمرير الرسائل التوعوية * مشاركتنا في الحفلات التضامنية والخيرية شرف كبير لنا * نميل إلى الموسيقى الغربية المشبعة بالروح الجزائرية * فرحنا كثيرا لما غنينا للشعب الصحراوي ولمرضى السيدا * نحضر لألبوم ثاني لتعزيز رصيدنا الفني هي فرقة موسيقية شابة احترفت الغناء والعزف على إيقاعات فن »الروك« تألقت بأدائها وحضورها على المسرح أين ألهبت الركح بموسيقاها العصرية وأغانيها الهادفة المتجدّدة مما جعلها تتصدّر الفرق الموسيقة الأخرى في فترة زمنية قصيرة عرفت بتنوع طبوعها وألوانها الفنية في عالم الموسيقى العصرية مما دفعها لتسمية نفسها »بكاميليون« والتي تعني »الحرباء« الأمر الذي ساهم في شهرتها على النطاق الداخلي والخارجي. من ميزاتها أنها بقيت وفية للتراث الجزائري رغم الموسيقى الغربية التي ميّزت جلّ أغانيها التي تكفلت بكتابتها وتلحينها بالإعتماد على آلات موسيقة عصرية تارة وتقليدية تارة أخرى، فغنت للشباب الجزائري وترجمت همومه ومشاكله وشاركت في عدد معتبرين الحفلات التضامنية بإعتبارها أهم المبادرات الإنسانية الهادفة حيث استخدمت موسيقاها لتوعية الشباب وتحسيسهم ونشر مظاهر السلم والأمان، ولم تكتف فرقة كاميليون بهذا فحسب بل كانت السباقة في طرح القضايا الإجتماعية والإنسانية التي تهم المواطن الجزائري بالدرحة الأولى. وبعد تأكدنا من تميز هذه الفرقة في عالم الروك الجزائري قررنا الإتصال بها للتعرف عليها عن كثب وإكتشاف جديدها الفني بما أن جميع الأعين مشدودة نحوها، فأخبرنا أحد مؤسّسي الفرقة وهو »أحسن أقران« أن هذه الأخيرة متواجدة بمدينة الجسور المعلقة قسنطينة بهدف إحياء حفل فني ساهر، فلم تمانع من محاورتها عبر الهاتف للإطلاع على بعض التقاصيل الفنية المتعلقة بتأسيسها وجديدها وكذا رأيها حول موضوع »الروك« في الجزائر وغيرها من التساؤلات الأخرى التي ستكتشفونها في الحوار التالي: الجمهورية: في البداية كيف تأسّست الفرقة وما هو المعنى الحقيقي لكلمة »كاميليون« ؟! ف. كاميليون: الفرقة تأسست عام 2009 تحت إشرافي وإشراف شقيقي التوأم »حسين أقران« الذي كان السّباق في تأليف بعض العناوين الناجحة مثل أغنية »اللّه« التي إشتهرنا بها وهكذا بدأنا في تأسيس هذه الفرقة الموسيقية إنطلاقا من البحث عن إسم فني مناسب لها ليقع إختيارنا على إسم »كاميليون« بمعنى »الحرباء« وذلك تيمّنا بالألوان الموسيقية التي تقدمها هذه الأخيرة والحمد لله نجحنا في تسجيل باقة منوعة من الأغاني الناجحة وقمنا بتوزيعها موسيقيا، وبعد فترة معينة التحقت بنا »حسين سخّار« عازف البيانو و»أنيس عيجة« عازف الڤيتارة و»رضا صايب« عازف الباس ليكتمل عدد الأعضاء الخمسة وسجلنا بعدها أول ألبوم غنائي في مارس 2011 تحت عنوان »كاميليون« ويعدّ هذا الأخير الألبوم الوحيد في رصيد الفرقة التي حققت نجاحا كبيرا في بداية مشوارها بدليل أنها باعت أكثر من 50 ألف نسخة دون أن ننسى عدد النسخ الأخرى التي لم نستطع تسجيلها بسبب ظاهرة »القرصنة« ومشاكل التوزيع التي لا تعدّ ولا تحصى ومن أشهر الأغاني التي عرفت بها فرقة »كاميليون« ضمن ألبومها الوحيد الذي ضمه 8 عناوين نذكر أغنية »الله« و»رشاني« و»البئر الصغير« و»دوك العديان« و»ماتقوليليش« إضافة إلى أغنية »إيمان« و»ندمت« ولا يخفي عنكم أنّنا أحيينا مجموعة ناجحة من الحفلات الفنية داخل الجزائر وخارجها والحمد لله فقد حققنا نجاحا باهرا بعد الإقبال الكبير للجماهير وعشاق أغنية الروك الذين تجاوبوا مع الألحان والكلمات وطبيعة الموسيقى العصرية المقدمة وبكلمات جزائرية بحثة، وفي كل مرة نصعد فيها على المسرح نلاحظ أن الجمهور العاشق لموسيقانا قد إتّسع بكثرة ناهيك عن التعليات والتشجيعات المحمسة التي سجلت على موقع »الفايس بوك« الخاص بالفرقة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدّل على الصدى الواسع الذي تملكه »كاميليون« على المستوى الوطني والمغاربي مما يدفعنا للعمل أكثر والإجتهاد بشكل مضاعف من شأنه أن يدفع بالفرقة نحو مراتب أسمى وأهم في عالم موسيقى » الروك«. * الجمهورية: في أي خانة تصنف الطبع الموسيقي الذي تؤديه الفرقة؟! ❊ ق. كاميليون في الحقيقة نحن نحاول الإنفراد بطابع موسيقى معين في عالم فن الروك لأن هذا يميزنا عن غيرنا من الفرق الموسيقية الأخرى التي تقدم نفس اللون الموسيقي العصري وغالبا ما نبحث عن شيء مختلف ومتميز في الآداء والألحان والتوزيع الموسيقي مما يجعلنا لا نلتزم بلون واحد بل بالعكس فإننا نسعى دائما لتجديد أسلوبنا الفني وخلق التميز مع كل أغنية نقدمها وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التنوع في الألوان الموسيقية في عالم »فن الروك« الذي يفرض علينا تغييره في كل مرة وتقديمه بثوب جديد من شأنه أن يؤثر في عشاق الموسيقى العصرية الممزوجة بألوان من التراث الفني الجزائري والأهم من ذلك أن فرقة كاميليون للروك تميل بشكل خاص نحو الموسيقى الغربية المشبعة بروح جزائرية وأعتقد أن هذا هو الطابع الأسمى الذي تتسم به فرقتنا المتواضعة وذلك من خلال إعتمادها على آلات موسيقية عصرية خالصة شاكرين له إهتمامه وحبه لموسيقانا التي نطمح لتطويرها أكثر وفق مقاييس فنية عالمية تليق بالروك الجزائري الموجه للشباب بالدرجة الأولى كونه المتلقي الأول لرسائلنا الفنية الهادفة التي غالبا ما تتكلم عن الأمل في الحياة والإجتهاد لتحقيق الطموح من خلال تحدي الصعوبات والعراقيل التي من شأنها أن تحد من عزيمة الشاب الجزائري في ظل مختلف الآفات الإجتماعية المتفشية بكثرة في مجتمعنا لا سيما خلال السنوات الأخيرة. الجمهورية شاركتم في العديد من الحفلات التضامنية خلال السنوات الأخيرة فهل هذا يعني أن الفرقة متلزمة أكثر نحو هذه الحفلات أم أنها مجرد مشاركة فنية عادية؟ لا أخفي عنكم أن الفرقة تهتم بشكل كبير بهذا النوع من الحفلات التضامنية بإعتبار أن الفن هو الوسيلة الأسمى لتمرير الرسائل التوعوية والتحسيسية إلى الجمهور وكذا الأداة الحقيقية لإيصال مشاعر الحب والسلام في مجتمع مشبع بكل أشكال العنف والإضطهاد وأنا بصراحة أشجع هذا النوع من المبادرات الإنسانية الهادفة ولا ضرر من إستخدام الموسيقى كأداة لإنجاح هذه الأخيرة والتأثير أكثر على نفسية المواطنين الجزائريين الذين هم بأمس الحاجة لمظاهر الأمن والسلام وعليه فإن فرقة (كاميليون) لها الشرف الكبير في أن تشارك ضمن هذه الحفلات التضامنية ما دامت ستضاعف في نجاح الحدث وتعطيه مصداقية أكثر. وفي هذا الصدد فقد شاركت الفرقة في عدد معتبر من الحفلات التضامنية التي نظمتها بعض الجمعيات الخيرية والمؤسسات الوطنية على غرار جمعية حماية حقوق الأطفال وجمعية زهرة إضافة إلى مشاركتنا ضمن المهرجان التضامني الموسيقي الأول من نوعه في الجزائر الذي نظم تحت شعار »نظرة جديدة« دون أن ننسى الحضور الذي سجلناه ضمن فعالية اليوم العالمي للسيدا والتظاهرة التضامنية الخاصة بالشعب الصحراوي وما يمكن قوله في الأخير هو أن الفرقة تعتبر هذه المشاركات أكثر من مجرد إضافة فنية لها لأنها مرتبطة في الأصل بقضايا إنسانية مختلفة الأبعاد والزوايا . ❊ الجمهورية وماذا عن المواضيع التي إختصت فيها الفرقة منذ بداية مشوارها الفني؟ ف. كاميليون كما سبق أن ذكرت فنحن نغني للشباب بالدرجة الأولى إذ نطرح من خلال موسيقانا مشاكلهم الإجتماعية والإقتصادية محاولين بذلك زرع الأمل في نفوسهم وغرس الثقة في قدراتهم وإمكانياتهم بإعتبارهم مواطنين فاعلين في المجتمع وأهم رسالة تعول عليها الفرقة من خلال موسيقاها هي بعث السلام الذي صار مغيبا في أوساط شبابنا إضافة إلى مواضيع أخرى لا زلنا نعمل على طرحها كقضية إنسانية ضمن أعمالنا الفنية القادمة على أمل أن ترقى إلى ذوق محبينا من عشاق موسيقى (الروك) الذين رافقونا طيلة هذه المدة بتشجيعاتهم ودعمهم . وتجدر الإشارة أن فرقة (كاميليون) تتكفل شخصيا بكتابة مواضيعها وتليحنها وتوزيعها موسيقيا حيث يهتم شقيقي التوأم حسين أقران بضبط الإيقاعات الموسيقية والعزف على آلة (الڤيتار) في حين يتكفل الأعضاء الباقون بالعزف على الآلات الموسيقية الأخرى كالبيانو والباس مما يخلق طاقما فنيا محترفا يملك من الإبداع والتألق ما يؤهله للمضي قدما نحو مستقبل واعد وزاهر. الجمهورية: بما أن الفرقة تقدم طابع (الروك) الغربي، فهل هذا يعني أنها تكتفي بإستعمال الآلات الموسيقية العصرية فحسب أم أنها تعتمد أيضا على الآلات التقليدية بمختلف أنواعها؟ ف. كاميليون: صحيح أننا أشتهرنا بالعزف على الآلات الموسيقية العصرية كونها تمثّل أحد الرموز الفنية لموسيقى (الروك) الغربية..، لكن هذا لا يعني إبتعادنا عن الآلات الموسيقية التقليدية حيث سبق أن أدخلنا آلتي الموندول، والعود على بعض الأغاني ضمن البومنا الجديد، إضافة إلى (القرقابو) الذي إستعملناه بطريقة عفوية، ولا ضرر من استخدامنا لآلات تقليدية أخرى ما دامت تبعث الحيوية في موسيقانا، وتخرجنا نوعا (ما) من حلقة الروتين الموسيقي، لأنه كما سبق أن ذكرت »فكامليون« تتّسم بتنوع الطبوع الموسيقية، وتغيير الألوان الغنائية في كل مرّة، حتى تظهر هذه الأخيرة بشكل مختلف ومغاير، تماما مثلما تعوّد الجمهور على تلقّيها وصدّقوني إن قلت إن إدخال الآلات بشكل عفوي وتلقائي أجمل بكثير من إصطناع ذلك، وربّما هذا ماساهم في نجاح الفرقة منذ أول وهلة صعدت فيها على ركح المسرح وأدّت فيها أغاني (الروك) الناجحة. الجمهورية: كيف تقيم واقع موسيقي (الروك) في الجزائر؟ وماهي النصيحة التي توجهها للمواهب الشابة التي تطمح في ولوج عالم (فن الروك)؟ * ف. كاميليون : في الحقيقة تشهد موسيقى (الروك) في الجزائر نهضة وتطور كبيرين خلال السنوات الأخيرة رغم الصعوبات الجمّة التي تواجهها الفرق الموسيقية الشبابيّة بسبب ظاهرة القرصنة وإنعدام الإمكانيات المادية ناهيك عن صعوبة عملية الإنتاج والتوزيع الفني. والأهم من ذلك أن الروك الجزائري اليوم أصبح يقدم لعشاقه باللهجة الجزائرية واللغة العربية التي يفهمها جميع الشباب عكس السنوات الماضية عندما كان الروك يؤدي باللغة الإنجليزية والفرنسية مما يجعله لون موسيقى غريب عن المجتمع الجزائري ودخيل عنه لأبعد الحدود، لكن هذا الأمر اختفى تماما بفضل الأساليب الفنية العصرية التي أضحت تتبعها فرق الروك الحديثة التي ظهرت بقوة في الفترة الأخيرة وفرضت نفسها في الوسط الفني الجزائري والمغاربي وحتى الأوروبي، وحسبما لاحظته مؤخرا فإن الروك الجزائري أصبح يقدّم كطبع وليس كأصل. وهذه أهمية نظرية في الموضوع. فلا يمكن الإنكار أنه في القديم كانت الموسيقى الشعبية التراثية متقدمة بشكل كبير أما الآن فقد أصبح الموسيقيون والفنانون يقدمون ما يحبّه الشباب فقط سواء تعلق الأمر بموسيقى الڤناوي أو الروك أو الراب وغيرها من الألوان الموسيقية الأخرى مما يسمح لهم بطرح المشاكل الإجتماعية والإنسانية وترجمة هموم الشاب الجزائري الذي تعب ومّل من كبث مشاعره وأحزانه..، ومن جهة أخرى نحمد الله أن هناك إهتمام واضح وكبير من طرق الجهات المسؤولة بالموسيقى العصرية الشبابية بدليل عدد المهرجانات والتظاهرات التي تنظم سنويا بمختلف ولايات الوطن، والتي تهدف بالدرجة الأولى لحماية هذا النوع من الموسيقى وتطويرها مع تعزيز ذوق الجماهير لاسيما فئة الشباب المولعين بالفن العصري والموسيقى الحديثة لاسيما موسيقى »الروك«. وخير دليل على ذلك هو الدعوات المكثفة التي توجه لهذه الفرق للمشاركة ضمن المهرجانات الفنية والثقافية مع إدراج أكثر من فرقة موسيقية شبابية بهدف فتح المجال أمامها للإلتقاء مع الجمهور وتقديم جديدها الغنائي مما يضمن لهذه الألوان الموسيقية مستقبلا فنيا واعدا يبعث على التفاؤل والخير. * الجمهورية: ما هو الجديد الفني الذي ستفاجئ به فرقة كاميليلون جمهورها الكبير؟! ف. كاميليون: نحن بصدد التحضير لألبوم غنائي ثاني ولم ننته بعد من اختيار العلمات والألحان، لأننا نفضّل التمهّل في إنتقاء العناوين خصوصا بعد النجاح الكبير الذي حققه الألبوم الغنائي الأول »كاميليون« وعليه فنحن نحضر الألبوم الثاني على نار هادئة حتى نضمن تميّزه ونجاحه ففي كل مرة نحيي فيها حفلة فنية معينة يسارع الجمهور للإستفهام والإستفسار عن الجديد الفني والألبوم الثاني، وكل هذا يحملنا مسؤولية أكثر ويثقل كاهلنا بعد هذا النجاح غير المتوقع في فترة زمنية قصيرة. والأهم من ذلك أن أعضاء الفرقة في كل مرة تقرر إنهاء عملية اختيار الأغاني حتى تصادفهم أمورا فنية أخرى وتدفعمه لإعادة التفكير في مضمون الأغاني وألحانها، وكل هذا تسبب في تأخر إصدار الألبوم الذي لم نجد له بعد عنوان لكننا نبذل قصارى جهدنا لإنهائه وطرحه بالسوق بشكل مميز وراق ويحافظ على المستوى الفني العالي الذي تعودنا على تقديمه لجمهورنا الوفي. أما فيما يخص الحفلات فقد أحيينا مؤخرا مجموعة هامة من السهرات الفنية بعدد من المدن الجزائرية آخرها كانت بمدينة قسنطينة، ونحن متوجهين اليوم نحو مدينة تلمسان لتنظيم حفل آخر في إنتظار القيام بجولة فنية أخرى عبر الولايات التي لم نزرها تماما مثلما وعدنا به عشاقنا الذين يراسلوننا دوما عبر الفايس بوك و»التويتر«.