دعا الاتحاد الافريقي السودان إلى وقف غاراته الجوية على أراضي دولة جنوب السودان، بينما قطع سلفا كير رئيس جنوب السودان زيارة إلى الصين تحسبا لاحتمال نشوب حرب شاملة بين البلدين. وقال الاتحاد الأفريقي، في بيان أصدره عقب اجتماع لمجلس السلم والأمن الأفريقي، إن على الخرطوم وقف غاراتها الجوية على ولاية الوحدة الجنوبية الغنية بالنفط. وتعتبر هذه الغارات أحدث جولة من التصعيد بين الدولتين عقب تمكن القوات السودانية من استعادة السيطرة على حقل هجليج النفطي الحدودي كانت قوات جنوب السودان احتلته هذا الشهر. وقالت سوزان رايس سفير الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة إن الغارات التي شنتها القوات السودانية أخيرا أوقعت 16 قتيلا وأكثر من 30 جريحا. وطالب بيان الاتحاد الأفريقي البلدين بوقف الأعمال العدائية على الفور وسحب قواتهما من المناطق الحدودية المتنازعة والاحتفاظ بها داخل أراضيها. كما دعا البيان الخرطوموجوبا إلى التوقف عن إصدار التصريحات النارية والدعائية التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد النزاع. قضايا داخلية: وفي تلك الاثناء، أعلن رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير قطع زيارته التي بداها إلى الصين أمس الثلاثاء، وكان من المقرر أن تستمر خمسة أيام. وقال وو بانغو رئيس الجمعية الشعبية الوطنية الصينية (البرلمان) مخاطبا كير من المؤسف اضطرارك لاختصار زيارتك الى الصين بسبب قضايا داخلية. يذكر أن الصين تتمتع بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية جيدة مع السودان وجنوب السودان، حيث تستورد حوالي 5 في المئة من احتياجاتها النفطية من الجانبين. وأكد بانغو أن المبعوث الصيني الخاص للشؤون الأفريقية جونغ جيانهوا سيتوجه الى السودان وجنوب السودان للعمل من اجل (استئناف) مفاوضات سلام. وكانت الخرطوموجوبا حققتا بعض التقدم في المفاوضات التي يجريانها في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا برعاية أفريقية، لكن الجولة الأخيرة من القتال أوقفت ذلك الجهد الدبلوماسي لحل القضايا العالقة. وعلى الرغم من أن الجانبين توصلا إلى إتفاق أنهى عقدين من الحرب الأهلية (1983-2005)، إلا أن العديد من القضايا العالقة لا تزال بحاجة إلى المزيد من التفاوض للتوصل إلى حل في شأنها، من أبرزها ترسيم الحدود المختلف حولها ورسوم عبور النفط من الجنوب إلى الشمال. تصريحات متبادلة: ونجحت الوساطة الأفريقية والدولية في مرات سابقة في احتواء اشتباكات محدودة بين البلدين، لكن الجولة الأخيرة من الصراع اتسمت بأنها الأعنف منذ انفصال الجنوب في جويلية 2011. وحصل الجنوب على الانفصال بموجب استفتاء على تقرير المصير نصت على إجرائه اتفاقية نيفاشا للسلام الموقعة في يناير 2005. وكانت حدة التصريحات المتبادلة بلغت ذروتها خلال اليومين الماضيين، حيث اتهم كير الحكومة السودانية أمس الثلاثاء بأنها أعلنت الحرب على جنوب السودان، بينما قال الرئيس السوداني عمر البشير الاثنين إن هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد ان يكون هذا الدرس الأخير وسنفهمهم بالقوة. لكن برزت بعض المواقف المهادنة من قبل مسؤولين سودانيين وسط هذه الأجواء المتوترة، حيث أعرب وزير الخارجية السوداني علي كرتي عن استعداد بلاده لإجراء مفاوضات حول الملفات الأمنية فقط. وأضاف كرتي أمام الصحفيين، عقب اجتماع مع مسؤولين من الاتحاد الأفريقي في أديس ابابا، أنا الآن مستعد للمفاوضات، لكن في القضايا الأمنية. وفي مقابلة مع بي بي سي، جدد وزير الإعلام السوداني عبد الله مسار موافقة الخرطوم على إجراء مباحثات مع جوبا في شأن القضايا الأمنية فحسب.