ستتحول إحتفالات الفاتح ماي القادم بأكبر الساحات الباريسية بفرنسا إلى حلبة صراع سياسي إنتخابي بعدما كانت لحد الآن إحتفالات ترمز ليوم الشغل وأهم المطالب التي تشغل إهتمامات نقابات العمال أمام الحكومة لتصبح بذلك خلال هذه السنة 2012 ذريعة إنتخابية من النوع الرفيع المتنافس »الشديد« القائم بين الفائزين في الدور الأول للإنتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا هولوند ونيكولا ساركوزي للتحضير للدور الثاني أمام تحد صعب لإصطياد أصوات ناخبي الجبهة الوطنية لمارني لوبان والظفر بنسبة 18.1٪ التي تحصلت عليها بإحتلالها المرتبة الثالثة . وهو الأمر الذي لم يعهده عمال فرنسا ومنظماتها النقابية سابقاً في ظل الغياب التام لرؤساء الدولة الذين تداولوا على الحكم منذ الأزل لمشاطرة العمال إحتفالاتهم بالنزول إلى الشارع الفرنسي بينما إعتادت هذه الشريحة الدور الفعال لأصحاب اليسار الفرنسي من حزب إشتراكي وكذا يسار راديكالي إذ إهتم هؤلاء خلال كل فاتح ماي من كل سنة الإحتفال إلى جانب منظمات نقابات العمال والإستماع إلى إنشغالاتهم مثلما جاء في خطاب جون لوك ميلانشان مساء الأحد الماضي مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الدور الأول للإنتخابات الرئاسية حيث ضرب موعدا لأعضاء منظمات نقابات العمال الفاتح من ماي القادم للإحتفال معا كما هو معهود عليه . أما جديد إحتفالات اليوم العالمي للشغل لهذه السنة هو نزول نيكولا ساركوزي بصفته رئيسا للدولة إلى الشارع بتنظيم إحتفالات مميزة تحت شعار »العمل الحقيقي « »le vrai travaille« وقيم العمل محاولاً بذلك إصطياد أكبر عدد ممكن من شريحة العمال التي تمثلها مارين لوبان وهو ما إعتبره الرأي العام الفرنسي بالمراوغة الإنتخابية السياسية التي لا تخف عن أي مواطن فرنسي مستهزئين بذلك بلعبته المكشوفة التي هزت صورته أمام كل فرنسي بغية التصعيد من حدة التنافس بينه وبين فرانسوا هولاند . ومن جهتها هي الأخرى رئيسة الجبهة الوطنية لليمين المتطرف مارين لوبان سيكون لها نصيب من هذه الإحتفالات كما جرت عليه العادة خلال كل فاتح من ماي من كل سنة وسط الذين صوتوا عليها بقوة خلال الدور الأول مساهمين بذلك في تمركزها المرتبة الثالثة حيث تهتم هذه الأخيرة ككل سنة بالإحتفال إلى جانب مختلف نقابات العمال وشريحة العمال البسطاء بأحيائها التكريم المعتاد »لجان دارك« »Jeanne d'arc« كرمز للوطنية والهوية الفرنسية .