أظهرت بيانات صدرت هذا الأحد ارتفاع واردات الصين من السلع الأولية الرئيسية في ماي وهو ما خالف التوقعات في حين سجلت شحنات النفط الخام مستوى قياسيا مرتفعا وزادت واردات النحاس وخام الحديد على غير المتوقع أكثر من عشرة بالمئة عنها قبل شهر. لكن المحللين حذروا من الإفراط في التفاؤل مع استمرار ضعف الطلب الفعلي من المستهلكين ورجحوا أن تكون معظم شحنات ماي من النفط والنحاس للتخزين. وتنبئ بيانات أخرى بأن الاقتصاد الصيني يواجه صعوبات محلية مع انحسار الأسعار والإنتاج والمبيعات في حين استمرت التجارة مزدهرة. واستوردت الصين ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم مستوى قياسيا بلغ 25.48 مليون طن أو حوالي ستة ملايين برميل يوميا من النفط الخام في ماي بزيادة 18.2 بالمئة على أساس سنوي. لكن الطلب على النفط لم يزد إلا 0.4 بالمئة على أساس سنوي في ماي بعد أن تعرض في افريل انخفاض سنوي في أكثر من ثلاثة أعوام. وقال مسؤول بقسم تسويق الوقود في سينوبك كورب التي تديرها الدولة وهي أكبر شركة تكرير آسيوية "بالنسبة لكل من افريل وماي سجلنا انكماشا في مبيعاتنا من زيت الديزل مع تراجع الاستهلاك الصناعي للوقود." وقال تاجر نفط خام مقيم في بكين إن انتعاشا في تحميلات النفط الخام الإيراني بعد تسوية خلاف تعاقدي بين بكين وطهران في أواخر مارس إضافة إلى تنامي واردات النفط من غرب إفريقيا بسبب أسعار مغرية ربما ساهم في زيادة شحنات الخام. وزادت واردات النحاس - والصين أكبر مشتر عالمي له - إلى 419 ألفا و741 طنا بزيادة 11.9 بالمئة عن افريل و65 بالمئة عن الفترة ذاتها قبل عام. وفاجأت الزيادة التجار والمحللين الذين توقعوا تراجع الشحنات للشهر الثالث بسبب ضعف الطلب وارتفاع المخزونات وقوة الأسعار الفورية في بورصة لندن للمعادن. وقال شياو جينغ المحلل في بكين كابيتال فيوتشرز "لا أجد إلا سببا واحدا: قام متعاملون بنقل بعض النحاس من الولاياتالمتحدة إلى شنغهاي وكان وصول المعدن في ماي." وقال متعاملون إن مشتريا عالميا يتوقع ارتفاع الأسعار في الصين في الأشهر القادمة قد نقل شحنة كبيرة نسبيا من النحاس النقي من الولاياتالمتحدة إلى شنغهاي أواخر مارس ويمكن أن تكون وصلت المدينة في ماي. وقال "لو أن المستوردين اشتروا في ماي لتكبدوا خسائر ضخمة."