تم الخميس ترحيل 1400 عائلة كانت تسكن ب"فج الريح" أكبر حي قصديري بقسنطينة وإعادة إسكانهم بشقق جديدة بالمدينةالجديدة "علي منجلي". وقد تم ترحيل هذه العائلات نحو سكناتهم الجديدة في ظروف جيدة ميزتها الأجواء الاحتفالية سواء بالحي الهش الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية أو بالمدينةالجديدة. وبتموقعه في أعالي حي "الأمير عبد القادر" فقد كان هذا الحي القصديري غير اللائق والذي لا تتوفر فيه الشروط اللازمة بمثابة "المنطقة الحمراء" التي كانت فيها "كل المشاكل والآفات الاجتماعية " مقبولة حسب شهادة السكان السابقين لهذا الموقع السكني الهش. وقد اصطدمت كل المحاولات السابقة لترحيل وإعادة إسكان القاطنين بهذا الحي القصديري الذي كبرالعديد منهم وفيهم من مات تحت صفائح تلك البيوت بالنزاعات المرتبطة بالعدد الفعلي للعائلات التي لها الحق بالانتقال إلى مسكن جديد حسبما أوضحته مصالح الولاية قبل أن تشير إلى "الأثر الجيد والمفرح للعمل الجواري" المنجز من طرف ذات المصالح بالتنسيق مع ممثلي لجنة هذا الحي القصديري القديم. وبالموازاة مع ترحيل هذه العائلات سيتم إزالة كل الأكواخ القصديرية المنجزة على هذا الموقع الذي يتربع على مساحة 40 هكتارا حسبما أكده الأمين العام للولاية عزيز بن يوسف موضحا بأن كل الوسائل المادية والبشرية تم تسخيرها لفائدة العائلات المرحلة للسماح لها بالانتقال إلى شققها الجديدة في أحس الظروف . وقد تم تخصيص ممر خاص للسماح للعائلات التي أعيد إسكانها بنقل أثاثها بكل سهولة ممكنة حسبما أشار إليه أحد المسؤولين مؤكدا بأن كل الإجراءات اللازمة تم اتخاذها لضمان التمدرس العادي ل950 تلميذا من أبناء العائلات المرحلة نحو المدينةالجديدة "علي منجلي" في إطار عملية امتصاص السكن الهش. من جهته أكد رئيس دائرة الخروب محمد بشير فار بأنه تم وضع اتفاق مع مؤسسة النقل لقسنطينة من أجل وضع في الخدمة حافلات تخصص لنقل التلاميذ الذين يرغبون في إتمام موسمهم الدراسي بوسط المدينة . ولم تجد العائلات المرحلة من حي "فج الريح القصديري" المشبه "بالمقبرة المنسية" الكلمات المناسبة للتعبير عن فرحتها عند وضع أول أقدامها على أبواب مساكنها الجديدة سوى بقولها "بعد معاناة كبير فنحن اليوم سعداء ويمكننا القول وداعا للشقاء والسكنات المؤقتة التي عشنا فيها مع أبنائنا وآبائنا" وهو ما عبر عنه ساكن جديد ل1400 مسكن . وقد عبرت العائلات المرحلة عن إعجابها الشديد بنوعية السكنات الممنوحة لها وهو ما عبرعنه عمر سويكي 45 سنة بقوله "صراحة لم أكن أنتظر مثل هذا التصميم وجودة الأشغال" قبل أن يضيف بلهفة بأن ما يجعله أسعد إنسان هو تمكنه من قول "وداعا يا فج الريح" . وحسبما أشار إليه الأمين العام للولاية فستتم عملية ترحيل وإعادة إسكان بقية العائلات القاطنة ب64 موقعا هشا أخرى التي تحصيها ولاية قسنطينة وفقا لعملية استلام البرامج السكنية الموجهة لهذا الإطار مضيفا بأن هذا البرنامج يسير بوتيرة جيدة وسينتهي قريبا بعدد كبير من المواقع.