تعود نشأة الإذاعة في الجزائر إلى سنة 1929 جعلها المستعمر الفرنسي أداة لخدمة حاجيات الأقلية الأوروبية بالمناطق الساحلية ثم حول مقرها إلى باريس سنة 1959 لكن ظهور الإذاعة الجزائرية بأصوات وأفكار جزائرية كان في أواخر سنة 1956 إذ أصبحت أداة فعالة لتجنيد الرأي العام الوطني والدولي للدفاع عن قضيته المقدسة والمتعلقة بتحرير البلاد من المستعمر الفرنسي الغاشم وفضح جرائمه ، نفس السنة كانت شاهدة على ظهور التلفزة بالجزائر في شهر ديسمبر أين أقدمت مصلحة بث محدودة الإرسال كانت تعمل ضمن المقاييس الفرنسية وإقتصد بثها على المدن الكبرى للجزائر أين أنشأت محطات إرسال ضعيفة تقدر ب 819 خط على المدى القصير موزعة على ثلاث مراكز في العاصمة قسنطينة ووهران . وكانت البرامج آنذاك ترتكز على قاعدة بدائية وتتمحور مواضيعها حول إيجابيات المستعمر وبهذا بقيت السياسة الإستعمارية الإعلامية بعيدة كل البعد عن المواطن الجزائري ولا تعكس هويته ولا إنشغالاته إلى غاية إندلاع ثورة نوفمبر المظفرة أين ظهر النضال الإعلامي مع "صوت الأحرار" وعند إدراك المستعمر للخطر الذي يحدق به من قبل هذه الوسيلة الجماهيرية حاول عرقلة عملها من خلال شبكات تشويش كثيفة ومؤامرات بلغت درجة الإنتحال لكن باءت هذه المكائد بالفشل . وكان للإذاعة والتلفزيون دور بارز في دعم عمل المجاهدين إذ كانت تمدهم بالمعلومات وتدعم معنوياتهم وبعد الإستقلال لم تدخر السلطات الجزائرية أي مجهود من أجل إسترجاع مبنى الإذاعة والتلفزيون إذ قام ذات 28 أكتوبر 1962 كل الإطارات والتقنيون والعمال الجزائريون بالمؤسسة بإذاعة العلم الفرنسي الذي كان يرفرف فوق المبنى وإستبداله بالعلم الجزائري وكلفت السلطات مجموعة من المجاهدين للقيام بهذه المهمة بكل من المحطات الثلاث للتلفزيون والإذاعة . فبالجزائر العاصمة أوكلت الإدارة العامة للمؤسسة لعيسى مسعودي ينوب عنه خالد سافر ، في حين تكفل عبد الرحمان الأغواطي مدير المصالح التقنية وعبدالقادر نور ومنحت برئاسة تحرير الإذاعة والتلفزة مكلف بالإذاعة السيد محمد مسعودي كلف بمهمة لدى المدير العام بالإضافة إلى كل من محفوظ مغربي عبد العزيز شكيري ، حراث بن جدو ، محمد الصالح زرقان وعيود عليوش ، محمد مفتاحي ، محمد بوزيدي ، محمد بومديني ، لعبيدي سالم ، محمد بوغرارة ، جبور رشيد ، بوناب أرزقي ، شتاوي أرزقي ، ريان قدور ، محي الدين أحمد ، بوكساني عبد الحميد ، التومي الأخضر مجيد ، عبد القادر حمريط ، مكيرش أحمد ، ناصر الشريف ، مدوار حسن وجبور محمد وبليحار فاضل ومحمد أوزقدو وبمحطة قسنطينة أخذ كل من بن ماجات عبد الحميد وصغيرو محمد وبن عطاء محمد الصالح وعطمسنة مولود على عاتقهم "تأميم" التلفزيون والإذاعة في حين نفس المهمة قام بها بوهران كل من غوماري السعيد ومومن أحمد وجبار العروي المدعو سارجان علي ودالي يوسف . غطرسة وتعالي الفرنسيين جعلهم يظنون أن البث سيتوقف من دونهم وأن الجزائريين لم يتمكنوا من تسيير المؤسسة هذا ما كذبته كفاءة العمال والصحفيون الجزائريون إذ رفعوا التحدي وشكلوا يدا واحدة تحركها روح الوطنية وتمكنوا من التسيير الحسن والجيد لأجهزة الإذاعة والتلفزيون . وفي الفاتح أوت من سنة 1963 أسست الإذاعة والتلفزيون الجزائري وعملت الدولة الجزائرية على تجهيز هذا القطاع بأحدث التقنيات .