احتضنت وهران يومي الخميس والجمعة الماضيين أشغال الندوة الوطنية حول مسيرة الرئيس الراحل هواري بومدين في طبعتها ال 22 والمخلدة للذكرى 34 لوفاته حيث عكف الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية خلال أشغال الملتقى على إبراز خصال الرجل السياسية والنضالية والثورية أيضا، وقد أخذت طبعة هذه السنة المتزامنة وخمسينية الاستقلال شعاره 50 سنة من التنمية والانجازات في جزائر المعجزات. ونظم حفل الافتتاح أول أمس بفندق الميرديان تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية رغم غياب كل الوجوه السياسية التي كانت مدعوة إلى هذا الملتقى ، أما ورشات العمل فتواصلت أمس الجمعة بمركب الأندلسيات بحضور عدة شخصيات ثورية ممن عايشت المرحوم هواري بومدين في نضاله الثوري من 1994 إلى 1962 ومن شهدوا علي فترة حكمه كرئيس للجزائر المستقلة. وحاول المتدخلون خلال الورشات إظهار كل نقاط التقاطع بين ما أنجزه هواري بومدين خلال فترة رئاسته للبلاد وما يتحقق في الفترة الأخيرة أي منذ رئاسة السيد عبد العزيز بوتفليقة. واعتبر ممثل الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائري هذه الطبعة بمثابة وقفة تقييميه لما حققته الجزائر منذ افتكاكها الإستقلال، والرئيس الراحل هواري بومدين كان من أبرز الشخصيات التي صنعت هذا الحدث التاريخي، فبنضاله قدم لبلاده الكثير ورفع رايتها في هيئة الأممالمتحدة وأرسى قواعد الجمهورية الجزائرية المستقلة وكان المرجع لعدة بلدان افريقية وعربية. كما أنه قدم الكثير من الدعم لبلدان مستعمرة مثل فلسطين ودافع عن افريقيا والعالم العربي، وحضر الورشات شخصيات تاريخية فلسطينية أضافت الكثير لتاريخ الجزائر حول ما أنجزه بومدين . وفيما يخص دور الشباب يقول ممثل الاتحاد فتجسد منذ الفاتح نوفمبر 1954 ، فالشباب هم الذين هندسوا لإندلاع الثورة المجيدة، وهم الذين قادوا البلاد بعد الاستقلال، وهواري بومدين كان أول من لمّ شمل الشبيبة الجزائرية بعد ندوة التأسيس والوحدة في 19 ماي 1975 . وفيما يخص غياب الوجوه السياسية من وزراء وأعضاء بالحكومة عن هذه الطبعة يقول ممثل الاتحاد السيد مدني بأن هذا اللقاء شباني، ويكفيهم فخرا أن يمنح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رعايته السامية كل سنة، وهو بمثابة اعترافه لدور رفيق دربه في بناء الجزائر، وفيما يخص المحاضرات فهي تحتاج أكثر للشخصيات التاريخية المحاضرة التي عايشت الرجل، وغياب الوزراء أو عبد العزيز بلخادم مثلا لم يؤثر على مسعى الندوة وأهدافها التي نُظمت بإمكانيات بسيطة أما توصياتها فموجهة بالدرجة الأولى للشباب ووسائل الاعلام . كما سيكون هناك بيان خاص يقدم لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حول انشغالات الشباب ومدى تفاعله مع مثل هذه الندوات التاريخية التي تستوقفهم عند انجازات شباب مثله قبل 50 سنة .