ردّ الكوميدي خساني محمد من خلال عرضه لمونولوج «ماد إن ألجيريا» مساء أول أمس على خشبة عبد القادر علولة على العديد من الإنتقادات التي وجهت له وقد جاء ردّه بإحترافية فنية استطاع أن يميل من خلالها الكفّة لصالحه في عرض إستثنائي الى جانب الكوميدي داودي الذي قدم لأجله العديد من المتفرجين من ولاية سيدي بلعباس. سبق وأن عارض العديد من الفنانين وعشاق الفن الرابع والمهتمين بعالم المسرح مبالغة خساني في تأدية أدوار المخنث الى جانب إنتقاذ طريقة معاملته لبعض رفقائه من الوسط الفني بغرور وتكبّر وعليه جاء عرضه الأخير «صنع في الجزائر» كرد صريح بأسلوب فني على جل تلك الإنتقادات السلبية مستهلا عرضه على أنغام أعاني الشاب بلال وقد صرح بكل ما أوتي من قوة في تحية حب وتقدير لجمهوره الجزائري عامة والوهراني خاصة وقد ترك الخشبة في بداية الأمر الى الكوميدي سفيان داودي الذي أدهش الحضور بعرضه ل «توحة الوهرانية» مجسدا شخصية عجوز وهرانية ترتدي بلوزة حمراء صاحبة العلاقات الخارجية الواسعة التي أدهشت الجمهور وأدخلته في موجات متواصلة من الضحك وبعدها جاء الدور على شاب يدعى بلال قدم على الركح على أنغام الموسيقى العصرية أغنية راب مميزة وبعد لحظات من التشويق ظهر خساني الى الجمهور الذي حضر بكثافة مؤكدا أن النخبة الشابة للفنانين الوهرانيين (الوهارنة) مستعدة للعمل جنبا الى جنب من أجل إبراز المواهب بالعاصمة الثانية للبلاد مثبتا إيمانه بالقدرات الفنية والمؤهلات التي يمتلكها غيره في هذا الوسط أمثال سفيان داودي ولم يقف خساني عند هذا الأمر بل جعل من الخشبة ورشة تكوينية للحظات حيث قام لأكثر من مرّة من دعوة بعض المتفرجين لإعتلاء الركح لتأدية أدوار الى جانبه فقد أدى دور العاشق الى جانب آنسة تدعى ناريمان ثمّ رقص مع طفلة تدعى فتيحة وعبر مشهد آخر جاء الدور على طفل آخر وشابة أخرى وأكثر ما ركز عليه خساني في عرضه هذا هو إيصال رسالة الى الجمهور الذي جسده في دور والده الذي انتقذه لتأدية دور المخنث والذي وضّح له من خلال ذلك أنّ الأمر لم يتعدّ سوى تأدية دور وتسليط الضوء على شخصية لها حضور بالمجتمع بكل طبقاته ولم يكن تجسيده للشخصية سوى بمثابة تحليل للظاهرة ومرآة عاكسة لما تقوم به هذه الفئة مؤكدا على ولوجه الى عالم المسرح منذ سنوات وسبق وأن أدى الكثير من الأدوار في عروض مخصصة للصغار والكبار منها تأديته لدور «بارودي» و«عزوز» وغيرها من الأدوار وكل ما في الأمر أن عرض المخنّث لقي شهرة واسعة أكثر من العروض الأخرى وذلك لا يعني حصر موهبته في ذلك الدور هذا ما جاء به خساني موجها الكلام الى أبيه وقد وصلت الرسالة الى الجمهور عبر عرض مميز شمل التعليق والتحليل لجملة من الظواهر الاجتماعية بطريقة هزلية تحدّث فيها هذا الكوميدي على ما يجري داخل قاعات الرياضة والأعراس مبرزا الموروثات الثقافية التي يزخر بها الوطن من شرقه الى غربه تحدث عن بعض المقاطع الإشهارية التي تعرض على التلفزيون وعن إنبهار الشبان بالأفلام الغربية وعن التكنولوجيا وما وفرته من أجهزة متطورة وأثرى هذا المونولوج بعدة مشاهد مستعملا عبارات وكلمات محببة لدى الجمهور الوهراني تحت نغمات الموسيقى المتنوعة التي أثارت جنون الحضور مرحا، وعليه يظهر جليا أن طرف ما قد استوعب الدرس إما خساني أو الجمهور لتقوية وتعزيز المسرح الوهراني.