يعتقد العمري كعوان، كاتب نص ''وان مان شو''، ''وردة''، الذي عرض بقاعة الموفار، أن اعتماده على الرمزية، وهو يتناول قضية شائكة مثل تدهور حال مؤسسة مسرحية، هو الذي جعل الجمهور يتفاعل معه.و أوضح، في حوار مع ''الخبر''، أن المسرح الجزائري، اليوم، أصبح مجبرا على الانفتاح على التعدد والاختلاف، حتى يضمن عودة الجمهور. رأينا أن الديكور كان غائبا في العرض...؟ فعلا، لقد اعتمدت على الخشبة العارية، وذلك هو حال ال''وان مان شو''. فاللّحظة التي جاءت فيها الممثلة تونس آيت علي إلى الركح هي لحظة تنظيف المسرح، وتمكين الممثلين من أداء أدوارهم. والخشبة العارية هي التي تسمح للجمهور بالتفاعل مع العرض. نحن هنا أمام عرض يؤديه الفرد الواحد الذي يصنع الفرجة، ويعتمد على الارتجالية، وإشراك الجمهور في الموضوع، إضافة إلى بعض التقنيات التي تخلق التواصل مع المتلقي. وما هي القضية التي أردت معالجتها في النص؟ تناولت قضية معروفة، وهي واقع مؤسسة مسرحية تعاني من التجاوزات. فوردة درست فن التمثيل، لكن ممارسات المدير العام لم تمكنها من العمل كممثلة، بل كخادمة. هذه اللحظة الهامشية هي التي اعتمدت عليها لتصوير معاناة الممثلين المسرحيين. جاء النص خاليا من الخطاب المباشر، وهذا قلّما نجده في المسرح الجزائري، هل تعتقد أنه حان الوقت لتجاوز هذا النوع من الخطاب المسرحي؟ اعتمدت على الرمزية، وليس على الخطاب المباشر. فالخطاب ممل، ولا يحقق التأثير الذي يريده كاتب أي نص مسرحي. أما الاعتماد على التحاور، وإشراك الجمهور في كل شيء خلال العرض، فهو الذي يعطي العرض منحى الإقناع والقابلية. وما رأيك في واقع المسرح الجزائري اليوم؟ أظن أن واقع المسرح الجزائري يعرف حالة من التدهور. جل المسرحيات التي أصبحنا نشاهدها لم تخرج من الإطار المرسوم منذ زمن طويل، حيث أصبحنا نمارس مسرحا تقليديا ضعيفا. المسرح الحقيقي عبارة عن فضاء مفتوح على الإبداع. لو لم يخرج المرحوم عبد القادر علولة من النمطية التي ورثناها، فإنه حتما لن يصل إلى مسرح الحلقة. ولو بقي المسرح مكوّنا من مجموعة من أفراد، فإنه لن يصل إلى المونولوج أو ال''وان مان شو''، وغيرهما. علينا، إذن، أن نتحرر من المسرح الذي تعوّدنا عليه، وعلى الركح المظلم، لنعود إلى المسرح بأشكاله المتعددة. هل عدم وجود مسرح متعدد هو الذي أبعد الجمهور عن المسرح؟ جمهورنا يختلف عن الجمهور في فرنسا مثلا. وأنا شخصيا لا أجبر من يرغب في مشاهدة الكوميديا على مشاهدة عرض تراجيدي. والعكس صحيح. ولما نصل إلى خلق مدارس مسرحية متعددة، فإننا حتما نفتح باب المسرح على جمهور واسع. ولما تتشابه المسرحيات والعروض، فإن الجمهور يصاب بالملل. شخصيا، أحبذ المسرح الحر، لأن الفنان يكون أكثر حرية وإبداعا. فالفنان يطلق العنان ليقول كل ما يجول في خاطره، وهو في المسرح الحر.