قدمت العديد من المحاضرات القيمة خلال الملتقى الدولي الثالث عشر حول استراتيجية الترجمة ونقد الترجمات وعلى هامش الفعالية إلتقينا برئيس اللجنة التنظيمية للملتقى بجامعة وهران الأستاذ خليل نصر الدين الذي كان لنا معه هذا الحوار . * إلى ماذا ارتكز الهدف الجوهري لهذا الملتقى الدولي ؟ - تعد الترجمات مجال أكاديمي جديد يتميز بالصرامة في مقارباته المختلفة القائمة على تداخل تخصصات عدة (علم الترجمة ، علم اللغة ، النقد الأدبي، نظرية الأدب..) وهو نشاط تقييمي يعتمد على معايير علمية دقيقة وينشط عادة في الأوساط التي تحظى فيها الترجمة بمكانة عالية وتعد الترجمات فضاء جدير بالإهتمام لأن المقارنة بين نص جديد (أو قديم) وترجمته من أجل التقييم والتقويم وسيلة ناجعة للكشف عن الإستراتيجيات الموظفة في الترجمة وتطوير مهارات المترجم وحث المتلقى على القراءة واستخلاص مبادئ تخدم الفعل الترجمي ولقد تنوعت مقاربات ومناهج هذا النقد فذلك لأن النقاد ينظرون إلى الترجمات المنجزة على أن الأحكام الصادرة ينبغي أن تستند إلى تحليل علمي دقيق ومن إرساء معايير تقييمية منظمة وثابتة فالهدف هو إثراء الفعل الترجمي وليس الانتقاص من الترجمة . * ماذا قدمت الجامعة الجزائرية في مجال الترجمة ؟ - نحن في جامعة وهران مرة كل سنة ينظم مخبر تعليمية الترجمة وتعدد الألسن ملتقى دوليا واليوم نحن في الطبعة 13، الغاية من الملتقيات تطوير إختصاص الترجمة في الجزائر وجعله يواكب تطوّر الدرس الترجمي الغربي أيضا الغاية من الملتقيات تكوين الطلبة وفتح مجال تبادل الخبرات العلمية في مجال تدريس الترجمة. * ما هو مستوى الترجمة عندنا ؟ - الترجمة لاتزال يطغى عليها البعد الأكاديمي معناه، أننا نكوّن من باب التكوين هذا الأمر جيد في البداية لكن نحن في الألفية الحادي والعشرين فلا بد من وضع علاقة وطيدة بين التأهيل الجامعي أي التكوين والشغل معناه الطالب لا بد أن يكون مؤهلا جامعيا لدخول عالم الاقتصاد ولا بد من التفكير في سياسته بحيث الطالب عندما يتخرج يثمن شهادته وتجسد في مجال الشغل. * كيف ترى اشكالية اللغات والترجمة في واقع العولمة؟ - الترجمة تشتغل حول اللغة وعلاقة الترجمة بالنصوص وفي مجال الشغل في إطار تكوين الطالب لا بد من خارطة لسانية تواكب متطلبات السوق الوطنية معناه تدريس اللغات لا ينبغي أن يعمم على كل أقسام الترجمة لكل منطقة جغرافية خصوصية اقتصادية تحتم على تكوين الطالب انطلاقا من هذه الحتمية مثل وهران بحكم قربها من إسبانيا وفرنسا فيكون الطالب في اللغة الفرنسية الإسبانية والإنجليزية بحكم التعاملات الاقتصادية وفي عنابة بحيث التعامل مع اللغة الإيطالية بحكم كل منطقة ولها خصوصيتها وفقا للعلاقة مع السوق الإقتصادية واللغة تفيد لغة الأعمال عالم الشغل. * هل هناك جامعات أجنبية مشاركة على غرار جامعة وهران ؟ - نعم، هناك جامعات أجنبية مشاركة منها جامعة تولوز بفرنسا وجامعة منوبة وجامعة تونس، جامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعة الجديدة باليمن، جامعة الملك سعود بالرياض بالسعودية، والجامعات المحلية الوطنية كالعاصمة، والبليدة، وقسنطينة، وباتنة وعنابة وتلمسان وهناك حضور لعضو الأكاديمية الملكية الإسبانية السيد ليشوبي محمد إلى جانب مدير مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية بالعاصمة. * هل هناك تعاون ما بين مختلف الجامعات؟ - التعاون في إطار الملتقيات وفي إطار تبادل خبرات التدريس وفي إطار مناقشة الرسائل الجامعية آداة تواصل مع هذه الجامعات الأجنبية والجزائرية عن طريق « مجلة المترجم» هي مجلة مُحَكَمة وتكتب فيها أقلام أجنبية وجزائرية حاليا نحن في العدد 26 وهي فصلية ولقد تم تأسيسها في 2001 من قبل الهيئة الاستشارية لعدة دول أجنبية ، من تونس، والمغرب، وسويسرا، إلى جانب مجموعة من الأساتذة الأجانب ومحليين وتساهم في تطوير الدرس الترجمي في الجزائر والوطن العربي. * في آخر محطة من هذا الحوار هل هناك مشاريع وانجازات بمجال الترجمة ؟ - المشاريع موجودة أصلا في اطار مشاريع بحث وطنية وهي CNEPRU والأساتذة ينشطون في هذا الإطار وفيه إنجازات بالمخبر والمخبر لديه قرابة 40 كتابا أو أكثر في اختصاص الترجمة.