الجيش السوري يقوم بعمليات جراحية نوعية على الأرض و تأخره في السيطرة على الوضع أسبابه أخلاقية دمشق ستبقى على خطها القومي و أغلب وسائل الإعلام العربية تعرض لمن يدفع أكثر أرض الشام ظلت و لا تزال الصخرة التي تتكسر عليها أمواج المشاريع الصهيو أمريكية نشكر الجزائر على مواقفها المشرفة تجاهنا و طلبتنا اندمجوا مع أشقائهم في بلدنا الثاني أكد الدكتور فراس اللحام ( طبيب بأحد مستشفيات الجزائر العاصمة ) و رئيس الاتحاد الوطني للطلبة السوريين بالجزائر أنه من بين الأهداف الخفية للحرب الكونية على سوريا هي ضرب، تدمير و شل قاعدتها العلمية و الدينية العالية المستوى، و أضاف في الحوار الخاص الذي أجرته معه جريدة " الجمهورية " بأن هذه الثورة المزعومة لم تجلب سوى الخراب و الوبال على الشعب السوري الذي فقد العديد من العلماء، المثقفين و الصحافيين... إلى آخره، وكشف الدكتور فراس اللحام أن سبب تأخر الجيش العربي السوري في الرد العسكري لاستعادة المناطق التي سقطت في أيدي المعارضة، راجع إلى تشبعه بالحس الأخلاقي النبيل و تفاديه قدر المستطاع إيذاء المدن و القرى الآهلة بالسكان فضلا عن تطرقه إلى مسائل و نقاط أخرى تابعوها في هذا الحوار : الجمهورية : ماهو واقع الجالية الطلابية السورية في الجزائر، كم عددها الرسمي؟ وهل استطاعت أن تندمج في الوسط الطلابي الجزائري؟ د. فراس اللحام : الجالية الطلابية السورية في الجزائر قديمة منذ ستينيات القرن الماضي ويتفاوت العدد الرسمي للطلبة السوريين من عام إلى آخر حسب عدد الطلبة المتخرجين و عدد الطلبة الجدد ، حالياً يبلغ عدد الطلبة في مختلف الولاياتالجزائرية حوالي 100 طالب، و استطاعوا الاندماج كلياً مع أشقائهم الجزائريين أينما كانت جامعاتهم أو ولاياتهم التي يدرسون بها، فالتشابه بين العادات و التقاليد والمحبة المتبادلة القديمة الراسخة كلها عوامل سهلت الاندماج بين طلبتنا و أشقائهم الطلبة الجزائريين. الجمهورية : الاتحاد الوطني للطلبة السوريين بالجزائر تنظيم طلابي عريق، شرع في العمل منذ الستينيات، كيف كانت العلاقة بين اتحادكم الطلابي و باقي التنظيمات الجزائرية الأخرى طيلة هذه الفترة الزمنية؟ و هل العلاقة اليوم هي نفسها تلك التي كانت تميز تنظيمكم السوري بباقي الفعاليات الطلابية في بلادنا ماضيا؟ د. فراس اللحام : كنا ومنذ اليوم الأول حريصين على التعاون مع كل الاتحادات الطلابية الجزائرية الكثيرة، و حرصنا على إقامة الفعاليات الثقافية المشتركة ليس في العاصمة فقط بل و في كل الولاياتالجزائرية التي يتواجد فيها طلبة سوريون، أما في الوقت الحالي ،فنتمنى تقوية و تمتين هذه العلاقات أكثر على صعيد الأنشطة الطلابية المشتركة. الجمهورية : هل يمكن أن تقدم لنا باختصار أهم الأنشطة العلمية والثقافية و حتى السياسية، التي قام بها اتحادكم الوطني للطلبة السوريين في بلادنا، سواء من الناحية الفردية أو حتى مع بعض التنظيمات الجزائرية، لاسيما تلك التي لها ارتباط وثيق بالعلاقات المشتركة بين البلدين الشقيقين؟ د. فراس اللحام : كما ذكرت لك قبل قليل ، قمنا بالعديد من الأنشطة الثقافية و الإعلامية والرياضة مع مختلف الاتحادات الجزائرية و في مختلف الولاياتالجزائرية ، ومن أبرز ما قمنا به: الأسبوع الثقافي السوري في الجزائر قبل سنتين في الاقامة الجامعية في بن عكنون والتي أقمناها بالتعاون مع الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين ولاقت إقبالاً هاماً من الإعلام الجزائري المرئي و المسموع والمكتوب والإعلام العربي أيضاً ، وحضر الملتقى ضيوف مهمون من الجانبين السوري والجزائري وعلى أعلى المستويات، وكان لهذا الأسبوع صدى مهم ثقافياً وإعلامياً وطلابياً. كما قمنا بالأعمال الخيرية مثل العمل المشترك مع الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين لدار العجزة و دار الأيتام في بئر خادم ، حيث قابلنا المرضى و العجزة و قدمنا لهم الهدايا الرمزية و قضينا نهاراً كاملاً معهم استمعنا خلاله إلى همومهم وقمنا بالغناء لهم بهدف الترويح عنهم. كما قمنا بأعمال خيرية خاصة بنا ، مثل زيارة الاتحاد الوطني لطلبة سورية لقرى الأيتام "إس أو أس " في درارية ، وقمنا بصباغة المدرسة وورشة الألعاب و الصفوف المدرسية ، و دعمنا مكتبتهم بشتى الكتب الثقافية المختلفة من عمر 3 سنوات حتى كتب الراشدين وفي مختلف اللغات . أما في ما يخص الولايات ، فقد قمنا بتنظيم مسابقات رياضية في كرة القدم في ولايات سطيف، باتنة، عنابة و المسيلة ، كما نظمنا معارض ثقافية في وهران، سيدي بلعباس و تلمسان. الجمهورية : تعيش اليوم سوريا و منذ أزيد من سنتين أزمة أمنية خطيرة، تسببت في مقتل العديد من السوريين الأبرياء و تدمير جزء كبير من المنشآت القاعدية لهذا البلد الشقيق، كيف يعيش الطلبة السوريون المقيمون بالجزائرهذه الأزمة؟ و هل أنتم في اتصال مع آهاليكم للاطمئنان على أحوالهم؟ د. فراس اللحام : طبعاً قلوبنا تعتصر من الألم على ما يحدث في وطننا سوريا ، فالحرب الكونية المدعومة من الخارج لدعم العصابات الإرهابية المسلحة أو ما يسمى بميليشات الجيش الحر قد دمرت كثيراً من البنى التحتية و حرقت الأخضر و اليابس ، وشردت الناس ، فالدعم الخارجي كبير و مخيف ومتنوع من عربي خليجي إلى تركي و أمريكي و أوروبي و أظن أنه لا داعي للشرح في هذا الصدد فبعد عامين على الحرب في سوريا ، أظن أن الصورة قد أصبحت واضحة و الكل يعلم تماماً ما يجري في سوريا ، ونحن كطلبة سوريين هنا نتألم كل يوم على ما يجري و نتمنى أن نساهم ولو في جزء بسيط في الدفاع عن الوطن، ونحن دائماً في اتصال متواصل مع أهلنا في مختلف محافظات سوريا الغالية سواء عن طريق الأنترنت أو الهاتف. الجمهورية : كيف يمكن أن يسهم اتحادكم الطلابي من موقعه، في إخماد لهيب هذه الفتنة المشتعلة في سوريا؟ و هل قمتم بمبادرات وجهود للمساهمة في إيجاد حل لهذه البلوى التي أصابت دولتكم الشقيقة؟ د. فراس اللحام : بداية كلامي معك هنا في هذا الموقع هو بالنسبة لنا مساهمة في نصر الحقيقة، فكما تعلم تحولت "أغلب" وسائل الإعلام العربية إلى أداة تعرض لمن يدفع أكثر، فما أكثر قنوات الفتنة التي تزيف الحقائق و تلفق الأكاذيب، فهي تعد ولا تحصى ، ونحن من موقعنا هذا نحاول إبراز الحقيقة و إظهار ما تخفيه قنوات الفتنة و سفك الدماء ، ومن أبسط ما نقوم به هو القيام بمحاضرات و ندوات في الجامعات الجزائرية ، طبعاً بعد الحصول على الموافقات اللازمة ، أو في قاعات بعض الصحف الجزائرية ، من أجل شرح ما يجري في سوريا. وأيضاً نشاطنا على الانترنت حيث نستثمر مواقع التواصل الاجتماعي لاظهار الحقائق ، ولدينا صفحة على الفيس بوك ، اسمها الاتحاد الوطني لطلبة سورية – فرع الجزائر الجمهورية : برأيكم ماهي الأسباب الحقيقية من وراء استهداف سوريا بهذا الشكل الشرس؟ و لماذا تحولت هذه الثورة الشعبية إلى حرب كونية الهدف منها تدمير سوريا الحضارة، المقاومة و الدفاع عن القضية الفلسطينية؟ د. فراس اللحام : ظلت سوريا على الدوام الصخرة التي تتكسر عليها أمواج المشاريع الصهيونية الغربية، فسوريا التي لم تتأخر يوماً عن أي حرب عربية خاضها العرب ضد إسرائيل حتى العام 1973 ، عملت بصمت بعد هذا التاريخ ضد المشاريع الإسرائيلية، ونسجت لنفسها علاقات إستراتيجية ضاغطة بهدف تعويض الانحسار العربي بعد اتفاقيات كامب ديفيد، وبناء على ذلك قدمت سوريا الغالي والنفيس لدعم كل حركات المقاومة العربية في فلسطين ولبنان والعراق وعلى اختلاف مشاربها وميولها، وفي نفس الوقت لم تتأخر عن واجبها القومي تجاه كل الدول العربية حيث دعمت عملية إعادة الاستقرار إلى لبنان وبذلت من أجل ذلك عشرات آلاف الشهداء من خيرة أبنائها، كما وقفت سوريا ضد الاحتلال الأمريكي للعراق وقدمت للشعب العراقي الشقيق كل متطلبات الحياة الحرة والكريمة، ورفضت سوريا كل المساومات التي قدمت لها علناً وتحت الطاولة فجميعنا يذكر رسالة العشر نقاط التي نقلها معاون وزير الخارجية ريتشارد أرميتاج إلى سوريا ناهيك عن العديد من مشاريع الاستسلام التي عرضت على القيادة في سوريا بهدف إزاحتها عن خطها القومي، وعن هدفها النبيل بتحرير كل الأراضي العربية المحتلة، وبناء على كل ماسبق فقد عملت الدول الغربية على اقتناص كل الفرص بهدف تدجين الموقف السوري ولعلنا نذكر جميعاً الضغوط الأخيرة التي مورست على سوريا لتوريطها بملف اغتيال الحريري، وهذه الضغوط لم تكن إلا آخر المحاولات التي سبقتها محاولات أخرى لتحريف موقفها إزاء احتلال العراق وتحريف بوصلتها كما فعل العرب الآخرون عن إسرائيل باتجاه إيران، لذلك وجد الغرب الفرصة مواتية عندما بدأت بعض المطالبات للمواطنين (وللمناسبة هي مطالبات وصفها السيد الرئيس بالمحقة، وقام على الفور بإطلاق برنامج كامل متكامل للتجاوب معها، وتم إقرار العديد من المراسيم والقوانين اللازمة بهدف إجراء عملية إصلاح شامل وبشكل يلبي تطلعات الشعب) إلا أن الغرب وبعض الدول العربية للآسف استغلوا هذه المطالبات وعملوا على نشر الفوضى في الداخل السوري، وقاموا بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ناهيك عن عمليات العسكرة المدعومة مخابراتياً والتي تم الكشف عنها يوماً بعد آخر ثم قاموا بنقل بعض المرتزقة من العديد من الدول العربية والغربية، كل هذا ترافق مع عملية تحشيد غير مسبوقة للرأي العام العالمي والعربي، إضافة إلى سباق الفتاوى، والتي وإن اختلفت إلا أنها مع كل آسف كانت تجمع على شرعنة استباحة الدم السوري من هذا الطرف أو ذلك. لقد كشفت الأحداث حتى الآن حجم التورط الغربي والعربي في مجريات الأزمة السورية بشكل ينفي قطعاً عن مجريات الأحداث الصورة "الثورية"، فلا أحد يمكنه القبول بأن المجموعات المسلحة الموجودة في سورية الآن والتي ينتمي مسلحوها إلى /29/ دولة ، بحسب تقارير الإبراهيمي، تعمل بدون أجندة خارجية أو أنها تسعى إلى بناء ديمقراطية في سورية، طبعاً هذا الكلام يخالف المنطق والعقل. الجمهورية : تمكن الجيش العربي السوري في الآونة الأخيرة من السيطرة على العديد من المناطق التي كانت تحت قبضة المعارضة المسلحة، كيف تفسر هذا التقدم العسكري الكبير للجيش السوري؟ و لماذا تأخر الرد سنتين من بداية الأزمة؟ د. فراس اللحام : يعمل الجيش العربي السوري وفق أخلاقيات عمل وانضباط وللحقيقة فإن دخول المسلحين إلى مناطق مأهولة وحرص الجيش العربي السوري على تفادي إلحاق الأذى بالناس لعب الدور الحقيقي في تأخر إحكام قبضة الجيش على هذه المناطق، إذ إن الجيش يقوم بعمليات نوعية جراحية في ظروف بالغة الصعوبة، وعلى كل حال فإن الموضوع تقني عسكري بحت لا أود الخوض فيه لكنني أؤكد على أن أخلاقيات الجيش العربي السوري تحتم عليه في بعض الأحيان التأخر في الرد إلى حين إجلاء المدنيين وعوائلهم. الجمهورية : هل لديكم معلومات عن عدد الطلبة الجامعيين، الأساتذة و العلماء الذين قضوا في هذه الحرب الدائرة رحاها هناك؟ و هل هذه الحملة الكونية الشرسة على دمشق تستهدف كذلك كوادر و مثقفي سوريا، أم أن الهدف منها فقط هو الإطاحة بالنظام و فقط؟ د. فراس اللحام : طبعاً لا يخفى على أحد و خصوصاً حضرتك وأنت صحفي متابع لما يجري في سوريا من أحداث، لا يخفى عليكم استهداف الإرهابيين للطلبة والأساتذة والجامعات والمعاهد والمدارس ودور العلم والبحث في سوريا. لقد عملت يد الإرهاب منذ البداية على استهداف القدرات العلمية لوطننا الحبيب سوريا فخلال الأشهر الأولى تم استهداف مجموعة من الطيارين العسكريين ومركز الأبحاث العلمية واستمرت المجموعات المسلحة التي تقودها أجندة إرهابية غربية باستهداف طلبة جامعة حلب وطلبة جامعة حمص و طلبة جامعة دمشق رحمهم الله جميعاً، لقد استشهد العديد من زملائنا الطلبة في مختلف الجامعات السورية، وقام الارهابيون بقتل الكثير من الأساتذة الجامعيين والأطباء والمهندسين والمحامين وذوي الكفاءات العلمية والتدريسية، وقد كان آخر ضحايا هذه الأعمال الإرهابية الصحفية يارا عباس رحمها الله والتي استشهدت وهي تقوم بواجبها الاعلامي، وإننا نستغرب في حرب الارهاب هذه استهداف الكفاءات العلمية بهذا الشكل المخيف، والذي أدى بشكل أو بآخر إلى نقص في الكوادر العلمية في سوريا و التي كانت تعتبر من أكثر البلدان تطويراً لكفاءاتها و كوادرها المثقفة، ومن هنا نجد أن إحدى الأهداف الواضحة لهذه الحرب الإرهابية القذرة هي ضرب وتدمير وشل القاعدة العلمية للوطن. الجمهورية : بماذا تفسر موقف النظام العربي الرسمي الذي عجز عن إيجاد حل من شأنه أن يوقف حمام الدم في سوريا؟ و كيف تصف الموقف الجزائري بخصوص ما يجري حاليا في سوريا؟ و ماذا تنتظر من الشعوب العربية المطالبة بالوقوف إلى جانب القضايا المصيرية للأمة؟ د. فراس اللحام : يعز علينا مع كل آسف المواقف الاستباقية التي اتخذتها بعض الدول العربية منذ بدايات الأزمة، حيث أنها وبدلاً من التوسط لإيقاف النزيف في سوريا قامت على الفور بانتهاج سياسات مغالية في عدوانيتها تجاه سوريا التي لم تتأخر يوماً في واجبها القومي تجاه كل الدول العربية، والأسوأ من ذلك أن بعض الدول العربية دفعت بأجنداتها داخل جامعة الدول العربية واتخذت قرارات تتناقض في فحواها ومضمونها مع روح التعاون العربي ومع القوانين والمواثيق العربية الناظمة لهذا التعاون، وقد وصل الحال في بعض هذه الدول مع كل آسف أنها أوقفت عمل اللجنة العربية التي تم إرسالها إلى دمشق بعد أن رفع رئيسها الدابي في حينها تقريراً يتسم بالموضوعية والحياد والمهنية بشكل يجعلنا نتساءل عن ماهية وآليات عمل هذه الجامعة، أما بخصوص الموقف الجزائري فنحن نود أن نشكر الجزائر حكومة وشعباً على موقفها الموضوعي النبيل إزاء الأزمة، ونحن نعلم أن الموقف الجزائري مبني على تجربة مريرة مرّ بها الأشقاء في الجزائر بالسابق كما أن الجزائر اكتوت بنار الإرهاب ومازالت تعاني من محيط قلق، ومرة أخرى نكرر باسم الاتحاد الوطني لطلبة سوريا شكرنا للموقف النبيل للأشقاء الجزائريين ولحكومتهم وقيادتهم. أما الشعوب العربية فنحن نتمنى أن لاينساقوا وراء حملات إعلامية تضليلية تستعمل الدين و رأس المال الأجنبي كوقود لها من أجل إثارة نعرات لاتخدم إلا مصالح إسرائيل، ونؤكد لهم أن هذه الحملات من شأنها تفتيت الأمة وتقسيم الشعوب، ونتمنى أن يطلعوا على حقيقة الأوضاع في سوريا. الجمهورية : الربيع العربي بدأ ورودا أزهارا و فراشات لينتهي إلى دمار، خراب و مؤامرات، كيف تحول هذا الأمل إلى ألم؟ و لماذا دخلت الدول الغربية على الخط و لم تترك الشعوب العربية هي التي تحدث هذا التغيير المنشود ؟ د. فراس اللحام : هذا "الربيع العربي" ملبد بغيوم صهيو أمريكية، مع كل أسف فإن مراجعة الأحداث التي جرت بدءاً من تونس وصولاً إلى ليبيا مروراً إلى مصر وبمقارنة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في هذه البلدان على ماكانت عليه قبيل ما يسمى "الربيع العربي" فإننا نجد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا "الربيع" هو برنامج مخطط، وهو جزء من برنامج الفوضى الخلاقة التي اجتهدت الإدارات الأمريكية في تطبيقه في بلداننا العربية، من حيث المبدأ فإن من يعتقد أن أربع ثورات عربية انطلقت بسبب أن شابا تونسيا أحرق نفسه فهو مخطئ تماماً ، كما أن من يعتقد أن أربعة أنظمة جمهورية قومية عربية سقطت بسبب شاب أحرق نفسه فهو أيضاً مخطئ. لو كان فعلاً هذا هو الربيع العربي لماذا إذا لم نشهد ثماره في دول عربية أخرى ؟ للأسف نحن نؤمن أن مايجري هو برنامج يتسق مع خطة إعادة تقسيم الشرق الأوسط تنفيذاً لبرنامج الشرق الأوسط الجديد، والشعوب العربية أريد لها أن تكون في مرحلة من المراحل أداة لتنفيذ هذا البرنامج ثم تمت سرقة الثورات منها وصولاً إلى مانراه اليوم من خراب وتدمير في البنى التحتية للبلدان العربية.