قمة عربية مصغرة بالقاهرة للإصلاح بين حماس وفتح سلم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، مقعد سوريا في جامعة الدول العربية، للائتلاف السوري المعارض، وكان ذلك الحدث الأبرز في افتتاح القمة العربية، صباح أمس، بالعاصمة القطرية الدوحة. دعا أمير قطر، مباشرة بعد تسلمه رئاسة القمة العربية من نائب الرئيس العراقي، خضير الخزاعي، رئيس الائتلاف السوري المعارض، الدكتور معاذ الخطيب، المستقيل أخيرا من منصبه، ورئيس حكومة الائتلاف المؤقتة، غسان هيتو، إلى دخول قاعة ''الدفنة'' بفندق شيراطون الدوحة، والجلوس على مقعد سوريا الذي نصب عليه علم المعارضة ذو الألوان الخضراء والبيضاء والحمراء والسوداء. وحيا الخطيب، في الكلمة التي تلت مباشرة تلك التي ألقاها نائب الرئيس العراقي وأمير قطر والأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، الجامعة العربية ''التي قدمت مبادرة شجاعة بتمكين الشعب السوري من مقعده، وهو ما يعني الاعتراف بشرعية ثورته''. وكشف الخطيب عن طلبه لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، تغطية شمال سوريا بصواريخ باتريوت، مذكرا بأن ''الثورة بدأت سلمية غير أن النظام دفعها نحو السلاح والخراب والدمار''، واضعا القادة العرب في صورة الوضع في سوريا اليوم: ''حيث أصبح ربع الشعب مشردا ودخل الكثير من أبنائه السجون ودفع ثمن الحرية قرابة 100 ألف شهيد ودمرت بنيته التحتية على يد نظام متوحش أرعن''. وعن المقاتلين الأجانب المتوافدين على سوريا من أجل مقاتلة نظام الأسد، قال رئيس الائتلاف السوري المستقيل: ''لا أدري هل الأمر متعلق بكونه أجنبيا أم بلحيته؟ وهنا نسأل: ماذا عن آلاف الخبراء الروس والإيرانيين ومقاتلي حزب الله؟ هل كل هؤلاء من أهل البلد؟''. وأشار المتحدث إلى أن ''الشعب السوري يذبح تحت أنظار العالم على مدى عامين ويقصف بكافة الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية ومازالت بعض الحكومات تحك رأسها وتفكر ماذا تفعل''. واعترف معاذ الخطيب بأن اختلاف وجهات النظر الدولية ساهم في تعقيد الأزمة السورية، مؤكدا أن الثورة السورية صنيعة نفسها والشعب السوري سيقرر طريقها''. مشيراً إلى أن ''النظام السوري رفض المبادرة التي أطلقها الائتلاف من أجل حل الأزمة وإطلاق سراح النساء والأطفال من المعتقلات''. وكان أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد دعا العرب إلى الاهتمام أكثر بالقضية الفلسطينية، معلنا عن تنظيم مؤتمر مصغر في العاصمة المصرية القاهرة ''ترأسه مصر ولن ينتهي حتى تتم المصالحة الحقيقية المدعمة بإجراءات عملية بين فتح وحماس''. كما دعا أمير قطر إلى إنشاء صندوق لفلسطين تودع فيه ما قيمته مليار دولار، كاشفا مساهمة قطرية ب250 مليون دولار فيه. للإشارة، فإن القمة العربية ال24 في العاصمة القطرية الدوحة، التي قلصت أشغالها ليوم واحد بعدما كان مقررا أن تجرى على مدى يومين، حضرها 16 ملكاً وأميراً ورئيساً، وغاب عنها قادة 6 دول عربية، كما هو الشأن بالنسبة للجزائر التي مثل فيها الوزير الأول، عبد المالك سلال، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
سلال يعترف بحق السوريين في تقرير مصيرهم ويحذر ''التدخل في شؤون سوريا غير مأمون العواقب'' أوضح الوزير الأول، عبد المالك سلال، في كلمته أمام القمة العربية، أن ''الجزائر الوفية لتاريخها ومبادئها لديها القناعة الراسخة في حق الشعب السوري الشقيق في تقرير مصيره بعيدا عن أي تدخل في شؤونه الداخلية، إدراكا منها بأن التدخل الخارجي، المباشر أو غير المباشر، غير مأمون العواقب، ومن شأنه تعقيد الأزمة أكثر وإطالة أمد الصراع الدامي، ويقوض قدراتها وطاقاتها، فضلا عن التداعيات الخطيرة على أمن المنطقة واستقرارها''. وأضاف سلال، الذي مثل الرئيس بوتفليقة في أشغال القمة الرابعة والعشرين، ''إن بلادي لا يمكنها أن تقف على طرفي نقيض بين الإخوة الفرقاء، بل تحترم إرادة الشعب السوري، وتؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه وصون سيادته، وبما يكفل تحقيق طموحاته المشروعة في الحرية والديمقراطية''. ودعا سلال إلى ''مواصلة الجهود في إطار المقومات الأساسية للعمل العربي المشترك، والمتمثلة خاصة في احترام سيادة الدول الأعضاء، باعتبارها حقا من حقوقها الثابتة، وذلك طبقا لميثاق جامعتنا العربية، الذي يبقى المرجع الأساسي لعملنا المشترك''.
مستشار رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور وائل مرزا ل الخبر'' ''نحن نعاتب الموقف الرسمي الجزائري'' لا علاقة لغسان هيتو بالإخوان المسلمين
يتحدث الكثير من المتتبعين عن رفض قوى المعارضة السورية في الداخل انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة، ما تعليقكم؟ السيد غسان هيتو على اطلاع كامل بما يجري في الميدان، فقد أشرف لعدة شهور على كل مؤسسات الإغاثة الداعمة للشعب السوري، وهو ما جعله معروفا لدى المجتمع الدولي، كما أنه معروف لدى أهلنا في الداخل لأنه كان دائم الدخول إلى الأراضي السورية، وعليه فإن قضية رفض غسان هيتو من طرف جزء من المعارضة ليس سوى فرقعة إعلامية؟ ما هي قراءتكم لحجم تواجد المقاتلين المتطرفين في سوريا؟ سبق للشيخ معاذ الخطيب أن فصل في هذا الموضوع، فمبدئيا، كل من حمل السلاح في وجه نظام الأسد ليس عدوا لنا، ثم إنني أؤكد لكم أن تأثير هذه المجموعات محدود جدا في الميدان، والعمل الأكبر يقوم به طبعا الجيش السوري الحر. وأعتقد بأن هؤلاء المقاتلين سيعودون من حيث جاءوا بمجرد تحقيق هدف الثورة المتمثل في إنهاء هذا النظام، كما أشدد على أن الجيش السوري الحر ليس بحاجة إلى رجال بل إلى سلاح وذخيرة. ألا تخشون أن يُحكم هؤلاء سيطرتهم على الساحة في انتظار تحقيق الثورة هدفها الأساسي؟ الشعب السوري يرفض التطرف بكل أشكاله، وعليه فإننا نثق في وعي هذا الشعب، والدليل على هذا الوعي هو أن الشعب صار يخرج في مظاهرات منددة كلما أقدم بعض المقاتلين، ومنهم من ينتمي إلى الجيش السوري الحر، على ممارسات متطرفة. ما مصداقية التحليل الذي يرجح سيطرة الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان على الائتلاف السوري المعارض؟ هذا كلام غير صحيح تماما، فلو قرأتم جيدا تشكيلة الائتلاف لوجدتم أن تمثيل التيارات الليبرالية والعلمانية داخل الائتلاف يفوق بكثير حجم تواجدهم على الساحة، ما يثبت حسن النوايا والسعي إلى تجاوز هذه التصنيفات لصالح الهدف الوطني الأسمى، كما أؤكد لكم بأن حجم الإخوان المسلمين ومن يدعمهم داخل الائتلاف لا يتجاوز نسبة ال 15 بالمائة. في المقابل أقول إن الائتلاف ليس مطلوبا منه أن يجمع أصحاب فكر واحد أو توجه واحد، بل هو فضاء أوسع من هذا بكثير. لكن البعض يصفون رئيس حكومة الائتلاف المؤقتة غسان هيتو ب''الإخواني''؟ أؤكد لكم جازما بأن السيد غسان هيتو لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بجماعة الإخوان المسلمين، بل هو رجل ليبرالي وطني محافظ. ثم دعني أقول إن ثقافة القائد الملهم ولت ولن تعود، فهيتو مجرد عضو في فريق متكامل من الخبراء الذين تتواجد غالبيتهم داخل سوريا. كيف تقيمون الموقف الجزائري مما يجري في سوريا؟ بصراحة نحن نعاتب الموقف الرسمي الجزائري، فقد كنا نتوقع موقفا أكثر إيجابية من بلد خاض ثورة كبيرة من أجل الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي، وما نتمناه هو أن يستعيد المسؤولون الجزائريون معاني هذه الثورة، لأننا في سوريا نعيش حرب استقلال ولا شيء آخر، لهذا نحن نعاتب كثيرا موقف الحكومة الجزائرية الذي لا يعبر عن موقف الشعب الجزائري الداعم للثورة السورية ومطالبها في الحرية والكرامة والديمقراطية، لكننا لا زلنا نأمل في أن تعيد الحكومة الجزائرية التفكير في موقفها وأن تنسجم مع تطلعات شعبها وتطلعات الشعب السوري، التي من المخجل عدم التجاوب معها.
وزير الخارجية مراد مدلسي''ثابتون على موقفنا'' ''الموقف الجزائري الذي عبرنا عنه منذ البداية، بل ومنذ اجتماع القاهرة لازال نفسه.. قلنا ونقول إن تحفظنا على منح مقعد سوريا في الجامعة العربية للائتلاف المعارض كان من باب القانون والالتزام بمواثيق الجامعة، وليس من باب السياسة.. أما ما تعلق بعدم ذكر الدكتور معاذ الخطيب للجزائر في كلمة شكره، فأذكركم بأنه لم يذكر أيضا دولا أخرى، وبالتالي فإن الأمر ليس ذا أهمية''.
رئيس المجلس الوطني السوري سابقا عبد الباسط سيدا ''نحن متحفظون على الموقف الجزائري'' ''الجامعة العربية نزعت الشرعية عن نظام بشار الأسد وأعادتها اليوم للشعب السوري، لكن هذه الخطوة يجب أن تتبعها خطوات أخرى، لعل من أهمها نزع الشرعية الدولية من هذا النظام الأرعن، حيث أن الشعب السوري يريد تجاوز التنديد إلى دعم حقيقي سياسي وميداني.. وبهذه المناسبة أذكر بأن الجزائر دائما في القلب، كما أننا نثمن دعم الشعب الجزائري للثورة السورية، ولا نخفي بعض التحفظات على موقف الحكومة الجزائرية التي نتمنى أن تراجعه.. أما استقالة الدكتور معاذ الخطيب فستناقش داخل مؤسسات الائتلاف، وأغتنم هذه الفرصة لأخبركم بأن اللواء إدريس أكد دعمه لكل ما سيصل إليه ممثلو المعارضة في القمة العربية، وهو ينفي تماما وجود أي خلاف داخل صفوف المعارضة بجناحيها السياسي والعسكري''.
رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري سابقا برهان غليون ''هل للجزائر موقف؟'' ''المعارضة تطالب منذ أشهر طويلة بالسلاح وجاءتها وعود بذلك، لكنها إلى اليوم لم تتلق شيئا.. تسألونني عن تقييمي لموقف الجزائر، دعوني أسألكم بدوري : هل للجزائر موقف؟.. أعتقد أن هذا الموقف خاطئ، فالجزائريون ينبغي أن يدعموا الشعب السوري في هبته من أجل الحرية والكرامة، كما دعم الشعب السوري الجزائريين في ثورتهم التحريرية.. في المقابل أقول إن الحكومة الجزائرية لا تعبر عن شعبها الذي يجمع على دعم الثورة السورية.. وأخبركم بأننا لحد الساعة لم نلتق أي مسؤول جزائري، لكننا ربما نلتقي في المستقبل حتى نحاول التعديل في الموقف الجزائري''.
''الناتو'' ينفي مجددا أي نية للتدخل في سوريا أكدت قيادة حلف شمال الأطلسي عدم توفر أي نية للتدخل عسكريا في سوريا، وجاء هذا التأكيد على خلفية كشف المعارض السوري ورئيس الائتلاف السابق، أحمد معاذ الخطيب، مطالبته الولاياتالمتحدةالأمريكية باستخدام صواريخ ''باتريوت'' لحماية المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة من الهجمات الجوية. ق. د