لازال السكان المقيمون بالأقبية بالعمارات الواقعة بحي سيدي الصحبي بمدينة بني صاف الساحلية يتخبطون في معاناة يومية ووضع مزري للغاية داخل تلك الأقبية التي أكل عليها الدهر وشرب منذ أكثر من عقد سيما العمارات المتواجدة بحي 120 مسكن بسبب أزمة السكن الخانقة التي تعرفها البلاد ورغم المشاريع المتعددة للسكنات التي قامت الدولة بتحقيقها خلال السنوات الأخيرة، إلا أن مشكل هؤلاء السكان بقي يراوح مكانه ولم تستفد العائلات المقيمة بالأقبية إلى يومنا، حسب محدثينا، وهذا بسبب آلاف طلبات السكن لذا لم تستفد هذه العائلات من نصيبها من السكن الملائم وكثيرا من العائلات فضلت الاستقرار بهذه الأقبية المظلمة التي تنعدم فيها أدنى شروط العيش الكريم، منها انعدام التهوية وغيرها من الضروريات على العيش في العراء على غرار البيوت الفوضوية التي تعتبر الحياة داخلها بالجحيم الحقيقي على حد تعبير بعض السكان، وعليه فهي مجبرة على البقاء بين أحضان أقبية عمارات تفتقد لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، بل الأدهى من ذلك هو أنها تواجه معاناة وجحيما حقيقيا بسبب تسرب المياه القذرة لقنوات الصرف الصحي ما ينجر عنه الانتشار الواسع للروائح الكريهة والحشرات المؤذية، لتجد نفسها مع مرور الوقت عرضة لمختلف الأمراض والتعقيدات الصحية منها الحساسية المفرطة والربو وغيرها من الأمراض التي باتت تفتك بهم خاصة الأطفال والرضع مازاد من أوضاعهم تعقيدا. حسب تأكيد بعض العائلات أن مشكلة تسرب المياه القذرة من قنوات الصرف الصحي نحو أقبية عمارات حي سيدي الصحبي، أصبحت تشكل كابوسا لدى السكان، دون الحديث عن الحيوانات الخطيرة، التي وجدت ضالتها في المكان خصوصا الجرذان والفئران، حتى في فصل الشتاء لم يمنع من انتشار البعوض والحشرات الضارة كالناموس ومختلف الحشرات التي حرمتهم النوم وهذا ليس بأقبية سيدي الصحبي فقط بل معظم الأقبية الواقعة على مستوى البلديات الواقعة بولاية عين تموشنت، وغيرها من الأقبية التي يتخبط السكان القاطنون بها في معاناة وجحيم بكل ما تحمله المعاني من مأساة، والفاتورة يدفعها الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في مكان تنعدم فيه أدنى متطلبات الحياة الكريمة يتقاسمون فيه العيش مع الجرذان وتفتك بهم الأمراض· وأمام هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها السكان بالأقبية، يجدد هؤلاء مطالبهم للسلطات المحلية والولائية بوضع حد لمعاناتهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة لإنقاذهم من الموت المحدق بهم جراء الأمراض التي تفتك بحياتهم داخل تلك الزنزانات المظلمة التي حولت حياتهم إلى جحيم والمطالبة على الأقل في هذا الشهر الكريم تكليف عمال الوقاية برش مبيدات تخفف من الانتشار المذهل للناموس الذي نغص عليهم راحتهم ونومهم وكذا تنظيف الأقبية من المياه القذرة التي زادت من الوضع تأزما حسب هؤلاء السكان·